أنت هنا

قراءة كتاب كيف تحصل على الأفكار؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كيف تحصل على الأفكار؟

كيف تحصل على الأفكار؟

لمدة سبع سنوات قمت بالمساعدة في إعطاء دورة في الدعاية والإعلان مدتها ستة عشر أسبوعاً في جامعة كاليفورنيا الجنوبية. كانت الدورة برعاية الجمعية الأمريكية لوكالات الإعلان   (AAAA)، وقد صُممت لإعطاء شباب وكالات الدعاية والإعلان نظرة عامة عن المهنة التي اختاروها

تقييمك:
4.33335
Average: 4.3 (3 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
فقط تأملوا فيما يلي:
 
في عام 1940 (آخر مرة راجعوا فيها السجلات، على ما أعتقد) تم إصدار 94 براءة اختراع لأكواب الحلاقة. أكواب حلاقة، بحق السماء!
 
ويوجد 1200 نوع مختلف من الأسلاك الشائكة.
 
ونشر عدد كاف من كتب الطبخ لتملأ مكتبة صغيرة.
 
أو فقط استمعوا إلى (لنكولن ستيفنس)، الذي كتب عام 1931:
 
لم يتم فعل شيء. كل شيء في العالم يبقى إلى أن يُنجز أو إلى أن يُعاد عمله من جديد.
 
الصورة الأروع لم ترسم بعد، المسرحية الأروع لم تكتب بعد، الشعر الأروع لم يُغنَّ بعد. ولا يوجد في العالم سكة حديد مثالية، ولا حكومة جيدة، ولا قانون قويم.
 
الفيزياء والرياضيات، وخاصة العلوم الأكثر تقدماً ودقة، ما زالت تعدل أسسها. وأصبحت الكيمياء من العلوم مؤخراً، وتنتظر علوم النفس والاقتصاد والاجتماع (داروين)، والذي ينتظر عمله بدوره (أينشتين).
 
إذا استطعنا إعلام الأولاد النشيطين في كلياتنا بذلك فقد لا يكونون أخصائيين في كرة القدم، وفي الحفلات، وفي الدرجات المكتسبة بدون جهد لا يتم إعلامهم به، بدلاً من ذلك؛ يُطلب منهم أن يتعلموا ما هو معروف. هذا سهل جداً.
 
كل كلمة كتبها صحيحة اليوم كما كانت في عام 1931. لم يُنجز شيء. كل شيء بانتظارك لتنجزه.
 
دعوني أخبركم هذه القصة:
 
لمدة عشرين عاماً عملت لدى وكالة إعلانات كانت تقوم بعمل دعايات ل (سموكي بير). أول شيء كان على المؤلفين والمدراء الفنيين أن يقوموا به كل عام هو إيجاد ملصق رئيسي.
 
لم تتغير شروط الملصق أبداً: يجب أن يكون بشكل وحجم محددين؛ يجب أن يصور الدب (سموكي)؛ يجب أن يكون بسيطاً بشكل كاف لأن يُدرك في نظرة سريعة، وواضحاً بدرجة كافية لأن يفهمه حتى الغبي، وإذا كان فيه كلمات فيجب أن تكون مختصرة بشكل كاف لكي تقرأ خلال ثلاث أو أربع ثوان.
 
ولم تتغير مهمة الملصق أيضاً: يجب أن يُقنع الناس ليكونوا حذرين من النار.
 
بكلمات أخرى، كل عام علينا أن نوجد الشيء نفسه ولكن بشكل مختلف.
 
وقد فعلنا ذلك في الواقع، في كل عام نخرج بعشرين إلى ثلاثين فكرة مختلفة للملصقات. كل عام لأكثر من عشرين عاماً. أكثر من خمسمئة ملصق جميعها تصوّر (سموكي) وجميعها تحاول أن تفعل الشيء نفسه ولا يوجد فيها واحد مثل الآخر.
 
بقدر معرفتي بالمؤلفين ومدراء الأقسام الفنية في تلك الوكالة، مازال عندهم نفس الشروط والمهمات لملصق (سموكي)، ومازالوا يأتون بأفكار.
 
لذا لا تقل لي إنه يوجد طريقة واحدة فقط أو طريقتان لحل المشكلة. أعرف خلاف ذلك.
 
أو استمع لقصة أخبرني إياها صديق لي:
 
اعتدت أن أدرِّس حلقة بحث تستمر ثلاثة أيام عن الإعلان في شيكاغو. إحدى المهمات التي أعطيتها لكل طالب كانت أن يبتكر، بين عشية وضحاها، لوحة إعلانات خارجية، لسكين جيش سويسري.
 
كان معظم الطلاب يُحضر في صباح اليوم التالي لوحة الإعلانات المطلوبة، ولكن العديد منهم كانوا يقولون إنهم عملوا لساعات ولم يتمكنوا من تحقيق أي شيء. حدث ذلك لمدة ثلاث سنوات على التوالي.
 
في السنة الرابعة حاولت عمل شيء مختلف. فبدلاً من طلب لوحة إعلانات واحدة فقط، طلبت من كل طالب أن يبتكر على الأقل عشر لوحات إعلان لسكين جيش سويسري. وبدلاً من إعطائهم الليل كله، أخبرتهم أن عليهم أن يقوموا بذلك خلال ساعة الغداء.
 
بعد الغداء كان لدى كل منهم على الأقل عشر أفكار. وكثير منهم كان لديه أكثر من ذلك. أحد الطلاب تقدم بخمس وعشرين فكرة.
 
توصلت إلى أن معظم الناس عندما يواجهون مشكلة فإنهم يبحثون عن الحل الوحيد الصحيح وذلك لأن ذلك هو ما تعلموه. خلال سنوات المدرسة كلها كان عليهم أن يجيبوا على أسئلة ذات خيارات متعددة وبكلمة صح أو خطأ، أسئلة لها إجابة صحيحة واحدة فقط. لذا فقد افترضوا أن جميع الأسئلة والمشاكل مشابهة لذلك. وعندما لا يستطيعون إيجاد حل يبدو مثالياً، يستسلمون.
 
ولكن معظم المشاكل ليست كأسئلة الامتحان في المدرسة. معظم المشاكل لها عدة حلول. وبمجرد إجبار طلابي على إدراك ذلك، وجدوا تلك الحلول.
 
هل سمعتم ذلك؟ بمجرد أن أدرك طلابه أنه يوجد عدة حلول، فقد وجدوا تلك الحلول.
 
قال (إميل كو): «دائماً فكّر بأن ما يجب عليك عمله سهل وسيكون كذلك.»
 
عندما تكون لا يكون لديك ثقة في وجود الجواب، فسيكون إيجاده صعباً. ومن السهولة بمكان إيجاد حل أو اثنين عندما يكون لديك ثقة في وجود عدة إجابات.

الصفحات