أنت هنا

قراءة كتاب التوجيه المهني في المؤسسات الصناعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التوجيه المهني في المؤسسات الصناعية

التوجيه المهني في المؤسسات الصناعية

شغلت المدارس النفسية وعلم الاجتماع للإجابة على أسئلة المؤسسات والمنشآت الصناعية حول الوسائل التي يمكن أن توزع من سوية العامل أثناء تأديته عمله ومستوى انسجامه مع المجتمع على اعتبار أن ذلك يشكل ركيزه أساسية في استقراره واستمرارية تمثله.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2

خصائص علم النفس الحديث

أولاً: كان علم النفس القديم فرعاً من الفلسفة يتبع طريقتها في البحث، ويعالج كثيراً من القضايا التي تهتم بها. أما علم النفس الحديث فيدرس السلوك بمنهج البحث العلمي الذي تتبعه العلوم الطبيعية كالفزياء والكيمياء، والذي يعتمد على الملاحظات المنظمة والتجارب المضبوطة، لا على التأهل البحت والملاحظات العارضة وما يجري على ألسنة الناس من قصص وروايات عن سلوك الإنسان.
ولقد أصبح لعلم النفس اليوم معامل ومختبرات مزودة بأجهزة ومقاييس واختبارات وأدوات شتى لقياس الذكاء والاستعدادات الخاصة والاتزان الانفعالي والقدرة على المثابرة وعلى احتمال الألم الجسمي واستعداد الفرد للإصابة بمرض نفسي. وأخرى لقياس القدرة على الابتكار، وتذوق الأدب والشعر، وصلاحية الفرد للقيادة، ومستوى التحصيل الدراسي للطالب. في هذه المعامل تجري التجارب على عملية التعلم وشروطها، والتعب وأسبابه وأعراضه، والتأزم النفسي: أسبابه ومظاهره وعواقبه. . وقد زودت بآلات وأجهزه دقيقة تقيس الزمن إلى ألف جزء من الثانية، وتصور الحركات التي يصعب على الباحث ملاحظتها تفصيلاً، وأخرى لقياس ضربات القلب وضغط الدم وإيقاع التنفس في حالة العمل أو التعب أو الانفعال، وأجهزة لتعديل الإضاءة أو منع الضوضاء أثناء إجراء التجارب حتى لا يتشتت الانتباه.
ثانياً: ولقد رأينا أننا لم نعرف علم النفس بالإشارة إلى "النفس" بل بالإشارة إلى "السلوك". الواقع أن علم النفس الحديث لا يشغل نفسه بماهية "النفس" أو نشأتها أو مصيرها، فهذا من اختصاص الفلسفة لا من اختصاصه. فكما أن علم الأحياء biology لا يهتم بالبحث في ماهية الحياة، بل يدرس تكوين الكائنات الحية ونشاطها ونموها وتطورها. وكما أن علم الفيزياء لا يبحث في ماهية المادة أو الطاقة، بل في خصائص المادة والضوء والصوت والحرارة والكهرباء والمغناطيسية، ومظاهر كل منها. كذلك علم النفس الحديث لا يبحث في النفس بل في السلوك. إن هي إلا تسمية لصقت به من الماضي ولا تزال عالقة به حتى اليوم.
ثالثاً: وهو لا يهتم بما يسمى بالبحوث الروحانية كتحضير الأرواح ومخاطبة الموتى، ولا يلقي أغلب الباحثين فيه بالاً كبيراً إلى مشكلة التخاطر telepathy أي انتقال الخواطر والأفكار من شخص إلى آخر.
رابعاً: وهو لا يدعي تحليل شخصيات الناس من سمات وجوههم أو ارتفاع جباههم أو أشكال ذقونهم أو بريق عيونهم. ولا يدعي أنه يستطيع معرفة الخلق أو الإرادة من تحليل خطوط الناس أو من إلقاء نظرات خاطفة على وجوههم. وليس أبعد منه أن يزعم مزاولة العلاج النفسي أو تقوية الإرادة أو تحسين الشخصية عن طريق المراسلة كما يفعل الأدعياء والدجالون.
خامساً: ولقد كانت بحوث علم النفس القديم تقتصر على محاولة فهم العقل الإنساني وتحليله دون اهتمام بتطبيق كشوفه في نواحي الحياة العملية. أما اليوم فيهتم علم النفس بنواح تطبيقية شتى من أظهرها رفع مستوى الكفاية الإنتاجية في المؤسسات والمصانع، وتحسين العلاقات الإنسانية بين العمال ورؤسائهم أو بين بعضهم وبعض، والمحافظة على الصحة النفسية للفرد، ومساعدة الناس على التوافق والتواؤم مع بيئاتهم الاجتماعية المختلفة: في البيت، وفي المدرسة، وفي المصنع، وفي النادي...الخ، وحل المشكلات التعليمية والسلوكية المختلفة التي تعرض للمدرس وللمشرع في ميدان التربية والتعليم.

الصفحات