أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء عاد الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء عاد الحب

ذات مساء عاد الحب

رواية "ذات مساء عاد الحب"، فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 5

بعد ذلك، لم تعرف سكاي ما الذي أصابها، ولم تستطع أن تشرح سبب تصرفها التالي حتى لنفسها. بدا لها كأنها ترى أفعالها كمن يشاهد فيلماً بطيء الحركة.
اختطفت حبل اللجام من يد فوكنر هارينغتون الذي لم يتوقع ذلك على الإطلاق، ووضعت رجلها في الركاب، ثم تأرجحت في الهواء، وجلست فوق السرج قبل أن تعدو بالحصان خارج الاسطبل نحو التلال التي رأتها خلف المنزل.
بدا لها ذلك الأمر مبهجاً، واستجاب ستورم لأقل لمسة منها وهو يقوم بأكثر الأمور التي يحبها: العدو كالريح وعرفه الأسود يتماوج بحرية، وجسده يتمدد بينما تضرب حوافره الأرض المعشوشبة بسهولة. بدا كأنه يطير عندما قفز فوق السياج بيسر ومن دون جهد.
بالنسبة لسكاي، بدت قيادة ستورم التجربة الأكثر إثارة في حياتها، وعلمت أنها ضاعت في غياهب متعتها.
فجأة أدركت أنها لم تعد بمفردها حين قبضت يد قوية على حبل اللجام وشدته بعنف إلى الخلف، بحيث كادت سكاي تقع فوق رأس ستورم الذي توقف فجأة.
- هل أنت مجنونة؟
استدارت سكاي بحدة وغضب نحو فوكنر هارينغتون الذي كان يمتطي حصان السباق الخاص بأوهارا.
اتهمته سكاي بغضب: "أوشكت أن توقعني عن الحصان!"
راح فوكنر يتنفس بقوة وقد بدا وجهه أبيض اللون لشدة الغضب. نزل عن حصانه برشاقة وقبض بعنف على ذراع سكاي، ثم أنزلها عن ظهر ستورم.
- أيتها الحمقاء الصغيرة!
هزها بعنف، ونظر إليها بغضب جارف: "أنت تجازفين بحياتك!"
ابتسمت سكاي بثقة، وأجابت: "لا. أنا...".
قاطعها فوكنر بقسوة: "بلى، وبحياة ستورم أيضاً!"
على الأرجح أن هذا هو محور اهتمامه: الحصان! لكن قبل أن تضيف سكاي شيئاً باغتها فوكنر بعناق ليس فيه شيء من النعومة أو الرقة، إنه عناق يترجم الغضب الجارف الذي كان يعتمل في داخله.
فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس. وحين ظنت سكاي أنها لم تعد تستطيع التحمل وأنها على وشك الاختناق، أبعدها فوكنر عنه بخشونة ناظراً إليها بعينين أصبح لونهما أزرق باهتاً وربما فضياً. راح يتنفس بصعوبة وغضب، فيما بدت كل عضلة وكل عصب في جسمه مشدودين بسبب التوتر. قال لها ببرودة: "تبدلت ظنوني وآرائي السابقة تجاهك. أنت متهورة، وعديمة المسؤولية تماماً، وفوق ذلك كله أنت غبية".
رمقها بنظرة ملؤها الاشمئزاز قبل أن يقفز على ظهر ستورم، ثم يمسك بلجام الحصان الآخر بيده ويبتعد عنها، تاركاً إياها وسط تلال بيركشاير متسلّحة بقدميها فقط لتعيدانها إلى الاسطبل.
أدركت سكاي أنها ما إن تصل هناك لن تواجه غضب فوكنر هارينغتون فقط بل غضب والدها أيضاً. أما الأسوأ من ذلك فهو أنها أدركت بدون أي شك أن فوكنر لن يسمح لأبيها بأن يشتري لها ستورم أبداً.

الصفحات