أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء عاد الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء عاد الحب

ذات مساء عاد الحب

رواية "ذات مساء عاد الحب"، فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 7

عبست سكاي لتصرفه بإلفة، وقالت له بوقاحة: "لا أذكر أنني طلبت منك أن تجلس. في الواقع، لا أذكر أنني دعوتك للمجيء إلى هنا أصلاً".
لم يتأثر فوكنر بقلة تهذيبها، بل رفع حاجبيه البنيتين فوق عينيه الزرقاوين الساخرتين ورد باستهزاء: "لديك زحمة زوار. أليس كذلك؟"
شعرت سكاي أن خديها يتلونان غضباً الآنِ. اللعنة عليه! كيف يجرؤ على المجيء إلى هنا والسخرية منها؟
شعر فوكنر بالسخط من نفسه، وأطلق تنهيدة ملؤها الأسف قائلاً: "أنا آسف يا سكاي".
طرفت سكاي بعينيها لتمنع دموعاً باغتتها وهي تشعر بالغضب من نفسها لإظهار مشاعرها الضعيفة. اعترفت له قائلة: "منذ أيام قليلة، ادّعى صحافي أنه اخي ودخل إلى هنا. حتى إنه التقط لي صورة قبل أن يدركوا خطأهم ويرموه خارجاً".
- سكاي، أعلم كل شيء عن ذلك. ظهرت الصورة في الصحف منذ أيام قليلة.
هزت سكاي كتفيها بلا مبالاة. هي لم ترَ الصورة ولم تقرأ صحيفة منذ أيام، لكنها تدرك أن الصورة ليست مصدر فخر لها، إلاّ أنها لا تهتم لذلك.
- منذ ذلك الحين أنا أرفض استقبال الزوار، وهذا يجعلني أتساءل كيف تمكنت من الدخول إلى هنا؟
عبست سكاي ورمقته بنظرة ملؤها الشك.
كشر فوكنر، وقال: "باستعمال جاذبيتي الطبيعية ودبلوماسيتي".
شخرت سكاي غيرمصدقة. لم تكن تعلم أنه يملك جاذبية طبيعية أو دبلوماسية.
ذكرها فوكنر برقة: "سألتك سؤالاً عندما وصلت يا سكاي. بما أنك شفيت من الارتجاج وأضلاعك المكسورة تجبر بشكل جيد. ألم يحن الوقت لخروجك من هنا؟"
نظرت إليه باستياء، وقالت: "لم أعلم من قبل أن الطب هو أحد إنجازاتك".
تعلم سكاي أن فوكنر تحول إلى العمل في مجال البورصة منذ الحادثة التي أخرجته من مجال سباق الخيل، ولطالما قيل عنه إن كل ما يلمسه يتحول إلى ذهب. ربما يستحق اسم ميداس بدلاً من فوكنر.
- قد تدهشك بعض إنجازاتي.
رد عليها فوكنر بإيجاز قبل أن يجبر نفسه على الاسترخاء. بعدئذٍ وافقها قائلاً بنبرة جافة: "لكن بالطبع شهادة الطب ليست إحداها. الحقيقة هي أنني تحدثت مطولاً مع طبيبك قبل أن أدخل إلى هنا".
- ليس لديك الحق...
قاطعها فوكنر بحدة: "لدي كل الحق يا سكاي".
انحنى في كرسيه إلى الأمام قليلاً، وأضاف: "سكاي! ربما أكون آخر شخص توقعت رؤيته اليوم أو أردت رؤيته، لكن حقيقة الأمر هي...".
توقف عن الكلام، ومرر يداً مرتعشة في شعره الأشقر الكثيف.
حثّته سكاي على المتابعة وقد ساورتها الشكوك فجأة حول الدوافع الكامنة وراء وجوده هنا: "حقيقة الأمر هي...؟".

الصفحات