أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

تساءلت عن عدد النساء اللواتي استقبلهن فيدال في هذه الغرفة، واللواتي حظين باهتمامه لفترات تطول أو تقصر بحسب مزاجه. أما التساؤل التالي فهو إلى أي حد يفكر بالذهاب في علاقته بها؟ ربما يريدها أن تكون صديقته في المرحلة القادمة، لكن لابد أن تنتهي المحنة في وقت ما. أما هي فجلّ ما ستسمح لنفسها أن تهتم لأمره، هو أن يعود والدها إلى سابق عهده ومساره المستقيم.
بدا الطعام ممتازاً، لكن ليوني أحست كما لو أنها تمضغ نشارة الخشب. لم يفسح لها فيدال المجال لتحيد بنظرها عنه إلا لتتناول طعامها، ما جعلها تتناول الكثير منه. حتى إنه عبر لها بعد حين عن خشيته أن تصاب بالتخمة وتغفو أمامه.
سألته ليوني متعمدة، وهي ترسم ابتسامة مقتضبة على وجهها: "أنت في الواقع تقر بأن المرأة قد تغفو برفقتك. أليس كذلك؟"
- فقط تحت تأثير الأكل المفرط.
- لا أستطيع مجادلتك في ذلك بما أنك ماهر، واسع الخبرة في العلاقات العاطفية.
سخريتها تلك جعلته يبقى لبرهة من دون حراك، بعدئذٍ قال: "إذا فكرت بإزعاجي، فانسي الأمر. أنا أنوي أن أستمتع بكل لحظة من الوقت الذي سنمضيه سوياً".
عضت ليوني على شفتها مانعة نفسها من التفوه بملاحظة لاذعة.لكم تود أن تقسم على البقاء غير متأثرة به، إلاّ أن طريقة تفاعل جسدها لمجرد وجودها بقربه جعل هذا الاحتمال غير وارد. جل ما بإمكانها أن تفعله، هو أن تبقي ردات الفعل هذه في أدنى مستوى ممكن.
اختتم العشاء بموس الشكوكولا الذي تناولته ليوني بسرور فذاب في فمها بسلاسة، وبدا من المستحيل تقريباً ألا تستمتع به. تمهلت وهي تتناول الحلوى اللذيذة فاستمتعت بكل لقمة منها. راقبها فيدال من دون أي تعليق، ولم يبدِ أي إشارة عن نفاد الصبر. بدا موقفه إجمالاً كموقف رجل يشعر بالارتياح مع نفسه. تاقت ليوني لأن تتخلى عن ضبطها لأعصابها، لكنها لم تستطع التفكير بأي شيء يقل عن انفجار آخر من الإهانات التي تقذفها باتجاهه. لكن بما أن مصير والدها ما يزال متقلقلاً، يمكنها أن تتحمل المجازفة بأي شيء.
أخيراً انتهت ليوني من تناول الموس، فوضعت ملعقتها على الطاولة. راقبته عبر الطاولة العريضة بمشاعر متصارعة، مع ذلك شعرت بتأثر غريب في داخلها لا يمكن نكرانه، فاستنتجت بأسى أن قدرتها على السيطرة على الموقف ليست كما تصورتها من قبل.
قالت ليوني: "حسناً! دعنا نتفق على ما سوف نقوم به لاحقاً. أنا موافقة على أن أصبح صديقتك الحالية إذا ما التزمت بالشق المتعلق بك من الاتفاق. أما الآن، فكلما أسرعت بالخروج من هنا، كلما كان ذلك أفضل!"
شبك فيدال يديه خلف رأسه واتكأ إلى الوراء في كرسيه، فيما راح يراقبها وقد علت وجهه نظرة ساخرة. قال: "الوقت ليس مهماً. أمامنا الليل بطوله".
توقعت ليوني ذلك إلى حد كبير، لكن ذلك لا يعني أنها ستوافق على ذلك من دون اعتراض، فقالت: "إذا كان إذلالي هو ما تسعى إليه، فلست مضطراً إلى الوصول إلى هذا الحد. في الواقع، نجحت بذلك للتو".
هز فيدال رأسه، وقال: "أتقترحين أن أشعر بالاكتفاء وأترك الأمر هنا؟ انتظرت هذه اللحظة لفترة طويلة جداً. ويجدربي أن أذكر ذلك. إذا كنت تأملين بأن تثنيني عما أريده بارتدائك ملابس تجعلك تشبهين السكرتيرات فأنت مخطئة. ملابسك الصارمة تجعلك أكثر جاذبية في نظري وتجعلني أرغب أكثر في ضمك بين ذراعي".
علمت ليوني أن شعورها بالإهانة هو شيء مضحك نظراً إلى الظروف الراهنة، لكنها كانت غاضبة جداً حتى إنها ما عادت تأبه، فقالت: "ليست لديك أي فكرة عن مقدار اشمئزازي من رغبتك هذه، فأنا لم أسمح للأمور بأن تصل إلى هذا الحد بيننا من قبل!"
ابتسم فيدال ببطء، فيما ظهر استمتاعه بارتباكها واضحاً. قال: "لست بحاجة إلى خبرة سابقة لأعرف أن بشرتك ناعمة كالحرير، وأن خصرك نحيل وأنك تملكين جسماً يترك تأثيراً قوياً في الرجل، أما...".
شعرت ليوني بخديها يحترقان، أما جسدها بأكمله فأخذ يخزها. قالت: "توقف عن هذا! لست أرغب بسماع المزيد!"
- سوف تسمعين أكثر من هذا عزيزتي، فالكلام يشكل جزءاً مهماً من العلاقات العاطفية.
جاء رد ليوني لاذعاً وهي تقول: "أتسمي ما يجول في ذهنك "عاطفياً"؟"

الصفحات