أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

سألها: "ما الذي تقترحين أن نتكلم بشأنه ريثما ننتظر وصول عشائنا؟ أم لعلّه يفترض أن أبدأ أنا بفتح الحديث بما أنني المضيف؟"
ردّت ليوني: "أنا فعلاً لا آبه بأي حديث خارج إطار اتفاقنا".
قاومت لتحافظ على رباطة جأشها التي أخذت تهددها بالتلاشي في أي لحظة.
- أخبريني إذاً، هل استمتعتِ برحلتك إلى باريس الشهر الماضي؟
اتسعت عينا ليوني الخضراوان في تساؤل ودهشة، وسألته: "كيف عرفت أنني زرت باريس الشهر الماضي؟"
أجابها فيدال من دون أن يرف له جفن: "جعلت من شأني معرفة كل تحركاتك خلال السنتين الماضيتين. أنا أعرف على سبيل المثال أنك الآن لست على علاقة جدية مع أي رجل، ولم تكن لديك أي علاقة أيضاً من قبل".
- هل تتجسس علي؟
بدت ليوني مصدومة جداً في تلك اللحظة، فلم تقدر على الرد بغضب.
أمال فيدال رأسه، وقال: "أفضل أن أقول إنني مهتم بالموضوع. لو أنك تورطت مع أي شخص في علاقة غرامية لكانت تلك العلاقة قصيرة المدى على أي حال".
راح الغضب يغلي الآن داخل ليوني، ما جعلها تجلس على حافة مقعدها فيما بدت عيناها عاصفتين. قالت: "آه! فهمت. بما أنني بدوت لك متهورة طائشة إلى درجة جعلتني أرفض عرضك الزواج بي، فلا مجال لأن يُسمح لي بإيجاد شخص غيرك!"
لم تبدُ في نبرة فيدال أي نغمة اعتذار حين قال: "صحيح. هل ظننت حقاً أنني سوف أنسى بكل بساطة تلك الأشياء التي قلتها لي؟ هل أنا بحاجة لأن أذكرك بما قلته فعلاً؟"
عضّت ليوني على شفتها إذ عادت الذكرى بوضوح تام إلى ذهنها. لاشك أنها بالغت في كلامها لأنها أرادت أن تصدّ أي محاولة من قبله لإغوائها بالموافقة وأن تحرق كل جسور الصلح بينهما. إن أقل ما قالته له هو إنه آخر رجل على وجه الأرض قد تفكر بالزواج منه. حتى الآن ما زالت العبارات التي استخدمتها لقطع علاقتهما تسبب لها الانقباض في داخلها.
قالت ليوني بتصلب: "حسناً! ربما بالغت قليلاً... أنا أقر بذلك. لكن ذلك لا يبرر ما تفعله. يُزج الناس في السجن في هذا البلد بسبب مطاردتهم للآخرين خفية".
هزّ فيدال كتفيه، وقال: "بما أنك أنت نفسك لم تلاحظي أنك تخضعين للمراقبة، أنا أشك أن اتهاماً مماثلاً قد يؤخذ على محمل الجد. على أي حال، السؤال لم يعد بذي أهمية الآن ما دامت هناك أساليب أخرى لتحقيق الانصاف أو التعويض".
ردت ليوني بجواب مفحم وسريع: "الكلمة الأفضل هي الثأر أو الانتقام. بالكاد يشكل ذلك هدفاً نبيلاً!"
- لكنه مُرضٍ.
سمعا قرعاًً على الباب، فوقف فيدال على الفور قائلاً: "أعتقد أنه العشاء".
أدخل النادل عربة ذات إطارات مغلفة بقماش أبيض ومحمّلة بالطعام إلى الغرفة. بدا غير متطفّل بتحركاته، فنقل محتويات العربة إلى الطاولة الموضوعة في ناحية منعزلة مخصصة للطعام من دون أن يتفوه بكلمة واحدة.
لكنه بدا مسروراً تماماً بحجم الإكرامية الذي ناوله إياها فيدال.
- تعالي لنتناول الطعام. أنت تحبين ثمار البحر إذا كنت أذكر جيداً.
إن آخر أمر ترغب به ليوني حالياً هو تناول الطعام، لكنها لن تجني شيئاً من الرفض. نهضت عن الأريكة، ولم تفاجأ بقلة ثبات طرفيها السفليين. توجهت نحو الطاولة مارة بالقرب من الباب المؤدي إلى غرفة النوم في طريقها.

الصفحات