أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

2- أنت لا تكرهينني!

حدقت ليوني بفيدال وهي تشعر بالذهول، وحين وجدت صوتها بدا كأنه قادم من أعماق بئر. قالت: "لا يمكن أن تكون جدياً!"
أكدّ لها فيدال بقوة: "لم أكن يوماً أكثر جدية. حاولت طوال سنتين أن أخرجك من ذهني، ولطالما قلت لنفسي إن ما من امرأة تستحق أن أفقد القدرة على النوم لأجلها، لكن ذلك لم يجدِ نفعاً. عرضت عليك أمراً لم أعرضه على أي امرأة غيرك، لكنك رفضت طلبي ورميته في وجهي كما لو أنه إهانة ما. أما الآن فالفرصة سانحة أمامي حتى أجعلك تأكلين كلماتك".
توقف برهة وجيزة، ثم تابع: "الخيار النهائي سيبقى لك أنت".
أجابته ليوني بنبرة اتهامية وهي غير غافلة عما يقصده: "إنك تطلب مني الكثير".
علق فيدال من دون أن يتحرك: "ليس أكثر من طلبك مني بأن أستمر في توظيف الرجل الذي سرق مني المال. بالطبع، يمكنك أن تسمحي له أن يتخذ القرار بنفسه".
علمت ليوني أن لا مجال لذلك على الإطلاق، فوالدها سوف ينهار لو عرف ما تواجهه ابنته الآن.
قام فيدال بحركة مفاجئة، فقال: "سوف أدعك لتفكري بالأمر".
غرقت ليوني أكثر في الأريكة، فيما خرج فيدال من الغرفة وأغلق الباب خلفه. في هذه الأثناء شعرت أن أعصابها ممزقة. إن أي توسل لطبيعته الجيدة سوف يكون هدراً للوقت، ففيدال لا يتمتع بطبيعة جيدة. لكن... الزواج منه! كيف عساها تستطيع القيام بذلك، لاسيما أنه يعرضه عليها بروح الانتقام بسبب الإهانات السابقة التي قذفته بها.
في الواقع ما زالت تستشعر لمساته على بشرتها، وصلابة جسده بالقرب من جسدها...
فيدال محق بشأن أمر واحد: شعرت بالانجذاب نحوه منذ سنتين ماضيتين، وما زالت كذلك الآن. إن مقتها وكرهها لشخصه لم يتركا أي تأثير على أحاسيسها. أحست ليوني بتأثيره عليها منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناها عليه. يومها مرّت بمكتب والدها لتصطحبه إلى الغداء، فأخبرتها سكرتيرته أنه في اجتماع مع رئيس الشركة. في اللحظة نفسها تقريباً انفتح باب المكتب وظهر في إطار الباب رجل أظهرت تعابير وجهه التقدير الصريح لما يراه وهو يراقبها...
- كنت أنظر إلى صورة فوتوغرافية لك موضوعة على مكتب والدك خلال النصف ساعة الماضية، لكنها لا تنصف جمالك مطلقاً.
قال فيدال ذلك، ثم تحرك إلى الأمام وهو يمد لها يده فيما بدت ابتسامته مدمرة. تابع يقول: "أنا فيدال باريلادوس سانتوس".
تناولت ليوني يده، وغمغمت ردّها فيما اجتاح جسدها بأكمله وخز بدا لها كالصدمة الكهربائية عندما أطبقت يده على يدها. بعد كل ما سمعته وقرأته عن الرجل الواقف أمامها، بالكاد فاجأها أنه يرشح بجاذبية بدائية صافية كهذه، فالنساء في كافة أرجاء أوروبا مسحورات بقوة جاذبيته.
نقلت ليوني نظرتها نحو الرجل الواقف خلفه، وقالت: "أملت أن نتناول الغداء سوياً، أبي".
أجابها ستيوارت آسفاً: "آسف، حبيبتي! أنا مضطر إلى العمل لساعة أخرى على الأقل".
عندئذٍ سارع فيدال يقول: "في هذه الحالة، ربما ستسمحين لي بأن أرافقك إلى الغداء عوضاً عن والدك. ذلك سيسرني كثيراً".
أنبأتها غريزتها الطبيعية الأولى أن عليها رفض عرضه، لكن قدرة أقوى منها سيطرت عليها. مهما يكن، فهو مجرد غداء، لذا قالت: "ذلك لطيف جداً من قبلك".
ابتسم فيدال مجدداً، فأزعجتها ابتسامته تلك بالقدر نفسه بسبب مفعولها المدمر. قال: "لا يتطلب الأمر مجهوداً كبيراً كي أكون لطيفاً مع امرأة جميلة".

الصفحات