أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

التوت شفتا فيدال مجدداً، ثم قال: "لو أنني كنت على الصورة التي يصورها لك ذهنك، لتمكنت من الحصول عليك بذلك الأسلوب قبل سنتين. كما قلت لك للتو، أنا أود أن نستمع إلى الموسيقى، ولعلنا سنتبادل العناق ونحن نرقص".
أمسكت ليوني لسانها، فهي لا ترغب بتعريض نفسها إلى المزيد من السخرية. مهما كانت نوايا فيدال، لا خيار أمامها سوى مجاراته.
حرص فيدال على جعل ليوني تجلس على الأريكة التي احتلتها قبل قليل. أدار جهاز الموسيقى المخفي في مكان ما، وسرعان ما غمرت الموسيقى الناعمة الغرفة. لم تسمع ليوني أي أغنية تعرفها، لكنها أقرّت بأنها أغانٍ تبعث الهدوء في النفس. في تلك الأثناء أحضر لهما النادل الشاي المعطر، فأخذ فيدال الصينية ووضعها على الطاولة الصغيرة، فيما استقر هذه المرة في المقعد المجاور لها على الأريكة. نظر إليها بعد لحظة ولاحظ أنها ذابلة وتكاد تغفو هناك، فقال: "أحلاماً ممتعة!"
انتفضت ليوني على الفور قائلة: "آمل أن تراودك الكوابيس".
إلا أن ردها جاء بصوت واهن وهي ترسم ضحكة على وجهها. ناولها فيدال كوب الشاي وهو يقول: "سوف أعلمك بذلك في الصباح".
سألته ليوني بنبرة ملؤها السخط: "وهل تتوقع مني أن أبقى طيلة الليل؟"
- بالطبع! فأنا أتطلع قدماً إلى أن نتناول الفطور سوياً على الشرفة إذا سمح الطقس بذلك. لو أننا في البرتغال الآن، لما كان هنالك من شك في ذلك. شهر حزيران هو فترة مبهجة من السنة، فالهواء دافئ والأزهار تملأ الحقول، أما الأجواء برمتها فتوحي بالسلام والوفرة.
استرقت ليوني نظرة إلى صورته الجانبية المقولبة بحزم، تمهلت للحظات قصيرة جداً على انحناءة فمه الأنيق، ثم عادت وجذبت اهتمامها نحو الكوب الذي تحمله بيدها. لم تشعر برغبة في تناول الشاي، لكنها رفعت الكوب إلى شفتيها وابتلعت نصف محتواه بجرعة واحدة. أحست على الفور بالسخونة تنتشر في جسدها كألسنة من النيران.
بعد ذلك عمدت إلى إنهاء ما تبقّى، فأخذ فيدال الكوب منها ثم وضعه على الطاولة المنخفضة أمامهما إلى جانب كوبه.
علّق قائلاً: "الهدف من احتساء الشاي المعطر هو أن يتلذذ المرء بنكهته لا أن يفرغ محتوى الكوب في حلقه مباشرة، أم أنك ببساطة تبحثين عن الشجاعة؟"
ردّت ليوني بمشاكسة: "لماذا؟ أنا لست خائفة منك".
علق فيدال: "على الأرجح أنه خوفك من نفسك. أنت تشعرين بالانجذاب إلي ولطالما شعرت بذلك، لكنك لا تستطيعين الإقرار بالأمر".
وضع إحدى أنامله على فمها عندما حاولت أن تتكلم، وتابع قائلاً: "لا شكوك. سوف أجعلك تنطقين بالكلمات قبل نهاية السهرة".
- أفضل أن أقطع لساني قبل أن يحصل ذلك!
تكلمت ليوني وهي تجرش على أسنانها، فيما قاومت كي تحتفظ بغريزة المقاومة لديها. إلا أن لمسته حركت أحاسيسها، لا مجال لنكران ذلك. أحست بتوق يكاد لا يقاوم لأن تمسك بيده وتمررها على وجهها.
في اللحظة التالية حرك فيدال إصبعه، فمرره برفق على امتداد خط فكها، ثم صعوداً إلى خلف أذنها في مداعبة لطيفة جعلت خلاياها العصبية ترتعش. تطلّب الأمر كل ما لديها من قوة حتى تمنع نفسها من الاقتراب منه والجلوس هناك بوجه خال من التعابير وهي تحدق بنظرته السوداء.

الصفحات