أنت هنا

قراءة كتاب الولد المقاتل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الولد المقاتل

الولد المقاتل

كتاب " الولد المقاتل " ، تأليف مزين عسيران ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

من هم هؤلاء الأولاد؟ ومن أين يأتون؟

يصعب الحصول على الإحصاءات المتعلقة بهذا الموضوع على اعتبار أن بعض الحكومات وبعض الميليشيات تُنكر استخدام الأولاد في صفوفها. وبمقدار ما يستوجب هذا الاستخدام اللوم لاعتبارات عدّة، إذ حتى لو تَمّ اعتبار هذا الأمر يتعلق هناك بشكل عملٍ مُنَفَّذ من قبل الأولاد فإنّ طبيعته الخطرة ستجعله تلقائياً غير شرعي.

في الواقع، لقد تشابهت أَبحاثي التي أجريتها في بيروت في العام 1996 تماماً مع دراسة للأمم المتّحدة حول أثر النزاعات المسلّحة على الأولاد، لتُؤكّد أنّ الأهداف الأولى التي صُوِّبَ نحوها كانت بخاصة الأولاد المُنتمين إلى مجموعات كانت تقوم بتدريبهم على أشكال تعسفيّة من العمل أو على العمل في قطاعات غير شرعية (بائعو دخان، تذاكر لوتو، إلخ). يُمكننا كذلك أَنْ نعرض أَنَّ غالبية الأولاد ـ المقاتلين تأتي من المجموعات الآتية:

ـ يتامى، وأولاد بدون مساعدات، أولاد منفصلون عن عائلاتهم أو منحدرون من أسرة مفككة ومشوّهة (ونتيجة لهذا الواقع فهذه العائلات هي غالباً غير قادرة على أداء دورها تماماً تجاه الأولاد في مرحلة نُموّهم) أولاد يجيئون من عائلات أُحادية الأهل أو عائلات وليّ أمرها هو ولد؛

ـ أولاد مَحرومون اقتصاديّاً واجتماعيّاً (فقراء، ريفيّون أكثر منهم حضريين، وكذلك كلّ من لم يتسنّ لهم الحصول ـ سواء بسبب الفشل أم الفقر ـ على تربية، وإلى تعليم مهني أو إلى مستوى معيشة مقبول)؛

ـ مجموعات أُخرى هامشيّة (أولاد طُرقات أو مُتحدِّرون من أقلّيات لاجئة ومُهجّرة داخل بلدها). تتعرّض الجماعات المُهَجّرة ولاجئو المُخيّمات خاصّة إلى خطر استغلالها من قبل كيانات مُسلّحة: العائلات غالباً ما تكون مُدمَّرة، وتبعاً لذلك يجد الأولاد أنفسهم وحيدين، البنى الجماعية مُفكّكة، كما ويعكس الوضع العام حالة عدم ثبات عميق اجتماعي واقتصادي، واللّاجئون يُلفون على الدوام تحت رحمة المجموعات المسلحة، يَستخدمون المخيّمات كأماكن يسهل التجنيد فيها. لقد أصبح معروفاً أكثر فأكثر من قبل المجتمع الدولي أَنّ الأولاد المُهجرين هم أكثر عُرضة للانجرار نحو التجنيد القسريّ تحت ضغط القوى المسلّحة، وبخاصّة أولئك الذين يعيشون في المناطق القريبة من النزاع (6).

- أولاد في مناطق النزاع.

الصفحات