كتاب " وفي البدء كان الغزل " ، تأليف د. نزار دندش ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
"في البَدْء كان الكلمة"
أنت هنا
قراءة كتاب وفي البدء كان الغزل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

وفي البدء كان الغزل
كيف الوُصولُ إلى نَعْماءِ جَنَّتها؟
ونَكْهةُ العِشْقِ تَرْقَى نَكْهة السَّكَرِ
هذا الشَّاعر مَفْتُون بالجَمال، مُنْذَهِلٌ به، يَعْبُدُه، ويَسْكَرُ به، ولو لم يَكُن له حَظٌّ منه سوى لذَّةِ النَّظر، فيقول في قصيدة بعُنوان: "بكِ الزَّهْر يُخْتَصَرُ":
بِكِ اختصرتُ حِسانَ الكَوْنِ واحدةً
أَليسَ بالعِطْرِ، كُلُّ الزَّهْرِ يُخْتَصَرُ؟
وتَراهُ يَتْبع هذا الجمال، يلاحِقُه، ويَرْعاهُ حتَّى إذا جافاه، لا يرجو لشعره ملهمة أخرى إلَّا، أحياناً، ويقول:
قد عافَني الشِّعر مُذْ جافَتْهُ عَيْناكِ
ما شئت مُلْهِمةً في الشِّعرِ إلاِّكِ
عيناكِ ساحِرتَا قلبي، وآسِرتا
رُوحي، وسُكْرُ السُّكْرِ ذِكْراكِ
وأكثر ما تَحْلُو له النَّجمات الإعلاميَّة، فيؤخذ بجمالهنَّ وسِحْرِ أَعْيُنهنَّ، فَيَبُوح:
كمْ جادَ رَبِّي لَها، بالسِّحْرِ جَمَّلَها
عيناكِ أَفْديهِما، ما رَوْعةُ القَدَرِ؟!
وهو، أَبداً، شاعر الشَّوق والتَّوق، المُفْتَتَنُ بِكُّلِّ وَجْهٍ جميل وروح سامية، لكنَّ الأَجملَ لديه، وَجْهُ زوجته الأميرة مَها، الَّتي تفهم سِرَّه، وتُطلق جَناحيهِ، ولا تُقيِّدُه بقُيُودِ الغَيرة، ليُحَلِّقَ في سماء الشِّعر، يتغزَّل بالجمال، سواءٌ لديهِ جمال الطَّبيعة وجمالُ المرأة، الجمال الحِسِّيّ، والجمال المطلق، ولكن زوجته هي السَّامية لدْيه بامتياز، فيقول فيها:
أَيُّ العَجائب وَجْهَ الحُبِّ قد رَسَمَتْ
في مَسْرَحِ الكَونِ نِيراناً على عَلَمِ؟!
ويؤكّد حُسْنَها في قصيدة بعنوان: "تألَّق الصُّبح" حين يقول:
ما إن تماهَت مع الأحلامِ عَيْنُ مَها
حَتَّى تألَّقَ في عَتْمِ الدُّجَى صُبْحُ
السِّحْرُ أَغْوَى فأَغْراني، فَتيَّمني
أَحْسَسْتُ جِسمِيَ أَشواقاً لها جِنحُ
ما لي لِأمْسِكَ قَلْباً عن مَحَبَّتِها
تلك الَّتي أَشرَقت يَحْلُو لها المَنْحُ