أنت هنا

قراءة كتاب وفي البدء كان الغزل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وفي البدء كان الغزل

وفي البدء كان الغزل

كتاب " وفي البدء كان الغزل " ، تأليف د. نزار دندش ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
"في البَدْء كان الكلمة"

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

بُوركتِ هِرْمِلَ نَهْرٍ قد عَصَى القَدَرا

غَنَّيتُكِ العِزَّ والتَّاريخَ والكِبَرا

يا لَمْسةَ السِّحْرِ، والإبداعُ مُكْتَمِلٌ

بِحُسْنِكِ الحُسْنُ مِنْ رَوْعٍ قدِ اُنْبَهَرا

غنَّيتُك الخُضْرَةَ، الجَنَّاتِ، ساقِيةً

من "رأس مانِكِ" خَيْراً عَمَّ، وانتَشرا

سماؤُكِ الغَيْمُ، أثوابٌ مُزَرْكَشةٌ

وسَهْلُكِ الرِّيحُ عُودٌ دلَّلَ الوَتَرا

يا حُرْمةَ الضَّيْفِ، والمُحْتاجُ تحضُنُهُ

رِعايةٌ منكِ تَمْحُو الخَوْفَ والكَدَرا

فعُنْفُوانُك رَمْزٌ حاضِرٌ، أَبَداً

وَكُلُّ غازٍ على أَبْوابكِ انتحرا

وكمْ شهيدٍ، سبيل الحَقِّ يَطْلُبُهُ

جَنُوبُهُ، أبداً، في قلبهِ خَطَرا

لِهِرمِلَ الحُبُّ في الأعماقِ قد حُفِرا

وصَرْخةٌ لَبِها المَرِّيخُ قد شَعَرا

وكما تَغَزَّلَ بالهِرْمِلِ تَغَزَّلَ ببيروت دُرَّة الشَّرْق، وأُمِّ الشَّرائع، والمركز الأساس الَّذي يَسْتَقْطِب أبناء لبنان كما يستقطبُ العالم. وتَغَنَّى ببيروت الَّتي دَمَّرتها الزَّلازل لكنَّها ظَلَّت تَنْتَفِض، خارجةً من الموت كما طائر الفينيق، وتنهض من دمارٍ ورماد. فلا عَجَبَ، بَعْدُ، إن ناجاها نزار، معجباً بها، ومُبْتهلاً لها:

بيروتُ، يا دُرَّةً في الشَّرْقِ نابِضَةً

للْكَونِ من وَهْجِها كم صَدَّرتْ قِيَما!

مَنارةُ البحر بالأَنْواء هازئةٌ

اللَّهُ مَجَّدَها، كم زادَها عِظَما

شُطآنُها لُؤْلؤٌ، غَيماتُها مَطَرٌ

بيروتُ بَحْرٌ وسَهْل جاوَرا القِمَما

بيروتُ، يا جَرَسًا ناجَتْهُ مِئْذنةٌ

نموذجًا خالدًا مهما اشتروا ذِمَما

كأنَّما طائرُ الفِينيقِ عَلَّمَها

أَنْ تَهْزِمَ الرِّيحَ والأنْواءَ والظُّلَما

"وفي البَدْءِ كان الغَزَل" إنَّه الكتاب الأربعون في سلسلة كتب الدكتور نزار، وهو كتاب جميل يُحَبُّ ويُقْرأُ ويُقْتَنى، ويمتاز فيه الحُبّ بنُبْلِهِ كما يمتاز بأسلوبه السَّلسال، وصِحَّة لغته وأوزانه، وجمال بَيانه، وعذوبة موسيقاه ودِقَّة صُوَره. وبَعْدُ، إلى دَواوين أخرى، يا نزار، وسَلِمت يداك.

جورج شكُّور

الصفحات