أنت هنا

قراءة كتاب وفي البدء كان الغزل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وفي البدء كان الغزل

وفي البدء كان الغزل

كتاب " وفي البدء كان الغزل " ، تأليف د. نزار دندش ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
"في البَدْء كان الكلمة"

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

والدكتور نزار، وإن تألَّمَ، وجافَتْه الحبيبة، لا يَبْكي ولا يَسْتَعْطي بل يؤثرُ الصَّمْتَ على الثَّرثرة، ويَصْبِرُ على الجُرْح، لكنَّه يَرْدعُ قلبَه عن التَّمادي في حُبِّ من صَدَّته، أو هجرتْه، ويخاطب نفسه بصيغة المخاطب مُطْلِقاً بعض الحِكَم:

لا تَبْكِ حُبًّا، ولا تَسْتَجْدِ حَوَّاءا

كم ذَلَّلَ الحُبُّ في الأَزْمانِ بَكَّاءا

لا تَمْنَحِ القلبَ مَنْ ضَنَّتْ مَوَدَّته

واتْرُكْ لِقَلبِكَ أن يختارَ من شاءا

لا تَذْرِفِ الدَّمْعَ، لا تَنْدَمْ لفُرْقَتِها

لا تَطْلُبِ البُرْءَ مِمَّنْ كانتِ الدَّاءا

إنْسَ الوِصالَ متى صَدَّتْك أَو هَجَرَتْ

أَشِحْ، إذا ذَرَفَتْ من عَيْنِها الماءا

باعِدْ بفِكركَ عن حِقْدٍ وثَرْثَرَةٍ

فالصَّمْتُ أَبْلَغُ، ليس الصَّمْتُ إعياءا

وتبدو حكمته الخالدة في المحبَّة والكِبَر، والبُعْدِ عن الجَدَل العَقيم، فيقول في قصيدة بعنوان: "لا تَبْكِ جُرْحَك":

صَفِّ الفؤادَ، أَحِبَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ

فَفِي المحبَّة تَبْدو شِيمةُ الكِبَرِ

إنَّ الجِدالَ إذا لم يأتِ مَنْفعةً

يَبْدو عَقيمًا كما التَّرتيلُ في سَكَرِ

أمَّا في قصيدته عن "البوتوكس" فتبدو رُوحُه المرِحة، وِحسُّهُ النَّقْديّ، وثورته على كُلِّ ما هو غيرُ طبيعيّ، فيقول:

أينَ الأُصُولُ الًّتي ما زِلْتُ أَذْكُرُها

أَيْنَ الجمالُ الَّذي كُنَّا نُغَنِّيهِ؟

ويلتقي هنا مع المتنبِّي المُؤْثِرُ طَبيعيَّةَ البَدَويَّات على تَصَنُّع الحَضَريات، فيقول:

حُسْنُ الحضارة مَجْلوبٌ بِتَطْرِيةٍ

وفي البَداوةِ حُسْنٌ غيرُ مَجْلُوبِ

أَفْدِي ظباءَ فَلاةٍ ما عَرَفْنَ بها

مَضْغَ الكلامِ ولا صَبْغَ الحَواجيبِ

ولا يقتصر غزل نزار على المرأة وحَسْبُ، وإنَّما يتغزَّل ببلدته الهِرْمل مسقط رأسه وملعب طفولته، ومَسْرَح أحلامه وآماله؛ فالهِرْمِل بلدة مبارَكة لديه، مُحَبَّبة إلى قلبه، أصيلة بتقاليدها، وقِيَمها وعنفوانها، وحُبِّ أبنائها لوطنهم حتَّى الشَّهادة، فيقول:

الصفحات