أنت هنا

قراءة كتاب وفي البدء كان الغزل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وفي البدء كان الغزل

وفي البدء كان الغزل

كتاب " وفي البدء كان الغزل " ، تأليف د. نزار دندش ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
"في البَدْء كان الكلمة"

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

ويتغنَّى بعيد إحدى المُلهمات، فَعيدُها ميلاد الخير، وفَجْرُ الحُبّ والغَزَل، ويعتبرُها مُعْجِزَةً من مُعْجزاتِ اللَّه، يتوق إليها المعجَبُون، وتَصْبُو إليها العُيُون، فيُناجيها، مُبْتَهِلاً لها:

فَدَيْتُ عِيدَكِ، يا شِعْراً سَكِرْتُ به

مَذاقُهُ طَيِّبٌ يَسْتَذْكِرُ القُبَلا

وتكبرينَ، فلا عُمْرٌ، ولا زَمَنٌ

اللَّهُ صاغَكِ كالفِرْدَوْس، مُكْتَملا

وتَشُوقه "ياسمِين" ورفيفُ شعرها، ونَفْحُ عِطْرها، ولا يَقْوَى على الصَّبْرِ مَدَى الحياة، فَلِقاؤها بعيدُ الأَمَد، وطالما طالَ انتظاره، فيَصْدُقُها القول، بحُرقة:

بي منكِ، "يسمين"، شَوْقٌ دُونَه الصَّبْرُ

يَخْشى انتظاري مَدَى ما دُونَه القَبْرُ

هل من فؤادٍ يَظَلُّ، العُمْرَ، مُنْتظِراً

يَسْتَقْطِرُ الحُلْوَ ممَّا طَعْمُهُ مُرُّ؟!

أمِنْ شفاهِكِ يَجْني النَّحْلُ غَلَّتَهُ

ومن رُضابكِ، شَرْعاً حُلِّلَ الخَمْرُ؟

وتغزو الحِكْمةُ غَزَلَه، فَيَغْرَقُ في التَّأمُّل، وتأتيه خواطِرُ هي مزيج من لَطائفِ الفِكْر وَرِقَّةِ المشاعر، فيقول مُتَعَبِّداً للحُسْن:

عُدْتُ الأسيرَ، وبَعْدَ اللَّهِ أَعْبُدُها

بِلَهْفَةٍ، لا كما النُّسَّاكُ قد عَبَدوا

ما أَجْمَلَ الحُبَّ لولا أَنَّه تَعَبٌ

ما أطيبَ العِشْقَ لولا أَنَّه السَّهَدُ!

ما أَضْيَقَ العيشَ لولا أَنَّه أَمَلٌ

ما أسْعَد القومَ، إنْ في عَيْشِهم رَغِدوا

ما أَدْنَسَ الجِسْمَ لولا أَنَّه نَسَمٌ

ما أَشْرَفَ الطُّهْرَ لولا أَنَّنا جَسَد

وتتلاحقُ الخواطِرُ الحكميَّة لديهِ، وهي نتيجة التأمُّل العميق في هُنيهات الوَجْدِ الحالمة، فيقول في قصيدة بعنوان: "فَلَنْتَين":

يا كُلَّ حُبِّي، وأنتِ الحُبُّ مُشْتَعِلاً

يا كُلَّ عِيدٍ، وأَنْتِ العِيدُ، يا نِينا

ويُتابع التَّأمُل في قصيدة بعنوان "قلوبُنا البَحْر":

نَتُوقُ لِلْعِشْقِ مَعْ مَنْ ليس يَعْشَقُنا

نَحِيدُ عن دَرْبِ مَنْ في الأَصْلِ يَهْوانا

لا تُكْرِهي النَّفْسَ ليس الحُبُّ مَكْرُمةً

ولَسْتُ نَذْلاً لِأَرْضَى الحُبَّ إحسانا

إلَّا بقلبينِ، لا حُبٌّ، ولا أَمَلٌ

ما اُزْهَوْهَرَ الحُبُّ، إن جافاهُ قلبانا

الصفحات