أنت هنا

قراءة كتاب البنية السردية في شعر امرئ القيس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البنية السردية في شعر امرئ القيس

البنية السردية في شعر امرئ القيس

كتاب " البنية السردية في شعر امرئ القيس "، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 4

(2)

من المهم الإشارة إلى أن موضوع: (السرد في الشعر الجاهلي) قد دُرِسَ من قبل في كتابين، هما في الأساس رسالتان أكاديميتان: الأول: يحمل عنوان: (المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية) لعبد الهادي أحمد الفرطوسي، والثاني: (السرد في الشعر الجاهلي، دراسة في دواوين شعراء المعلقات) للدكتورة بدر محمد إبراهيم.

وقد أفرد الفرطوسي الفصل الأول لدراسة الوظائف والشخصيات (المتن الحكائي) بحسب منهج بروب، فشَغَل أكثر من نصف الدراسة، على الرغم من أن العنوان المسجَّل للدراسة هو المبنى وليس المتن. كما أدخل مكوناً ثالثاً إلى جوار المتن الحكائي والمبنى الحكائي وهو الخطاب، ولم يورد مسوّغاً منهجياً لذلك سوى خصوصية النصوص المدروسة، يقول: " لكنَّ خصوصية النصوص المدروسة تدفعنا إلى اعتماد تقسيمٍ ثلاثيٍّ خاص. مثلما فعل سعيد يقطين في كتابه انفتاح النص الروائي، إذ أدخل على ثنائية تدوروف (القصة/الخطاب) عنصراً ثالثاً وهو النص ".([1]) ولعل الفرطوسي لم يكن موفقاً في هذا الاستشهاد! والسبب أن سعيد يقطين حين أدخل مكوناً ثالثاً لثنائية القصة والخطاب وهو النص؛ يؤسس توسيعاً أفقياً لحدود السرديات البنيوية على أساس أن الحكي تتناوله ثلاث مقولاتٍ، هي: القصة، وتهتم بالمستوى الصرفي. والخطاب، ويهتم بالمستوى النحوي. والنص، ويهتم بالمستوى الدلالي.([2]) فهو تقسيمٌ ينسجم مع ذاته في إطار تصورٍ شاملٍ يصلح أن يكون أساساً لنظرية عربية لتحليل الخطاب. في حين يبدو تقسيم الفرطوسي غير منسجمٍ مع ذاته، فهو تكرارٌ للخطاب بمسمى آخر غير المبنى الحكائي، ولو أنه أفاد من تقسيم يقطين، وأدخل مكوِّن النص الذي يدرس المستوى الدلالي لكان أَولى.

أمَّا الدراسة الثانية: (السرد في الشعر الجاهلي، دراسة في دواوين شعراء المعلقات) للدكتورة بدر محمد إبراهيم؛ فقد ذكرت أنها أفادت من المناهج الحديثة في إطار علم السرديات، ولكنها لم تسعَ إلى تطبيق منهجٍ بعينه، لأن هذه المناهج – كما ترى - صيغت لدراسة السرد الغربي، وهو سردٌ روائيٌّ في الأساس.([3]) ولا تخضع فصول الدراسة لمنهاج معيَّن، فضلاً على أنها تضمنت مصطلحات غير قارَّة: كالسرد الاستشرافي، وسرد المقاومة. واعتمدت الباحثة تقسيماتٍ جديدةً للراوي، رأت أنها تتناسب مع المادة المدروسة، لأنها نابعة منها.([4])

ويبدو أنَّ أهم ما تفتقر إليه هاتان الدراستان هو تحديد المنهاج الذي يتم بوساطته دراسة السرد، وتحديد نماذج تتيح تركيزاً وتعمُّقاً للدراسة. ولعل هذا هو ما حاول هذا البحث أن يتأسس عليه، فقد تم اختيار تسعة نماذج من شعر امرئ القيس، بوصفها عيِّنة يمكن تعميمها على الشعر السردي للشاعر، وبهذا يجمع البحث بين محورين: الأول أفقي، يسنده تعدد موضوعات النصوص لتشمل أهم المكونات الموضوعية فيها: (المرأة، والفرس، والناقة). والآخر رأسي، يحاول التعمُّق في المستويات المختلفة التي يفرزها التحليل البنيوي، لاستجلاء بناء السرد في النصوص.

الصفحات