أنت هنا

قراءة كتاب الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي

الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي

كتاب " الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

1.1 الشواهد النحوية: لغة واصطلاحا

لا بدَّ لنا قبلَ البدءِ بمعالجةِ الشُّواهدِ النَّحويةِ مِنْ حيثُ – الاحتجاجُ ومصادِرُهُ وبواعثُهُ وقيودُهُ وتعدُدُ الرِّوايةِ - مِنْ طَرْقِ المعنى اللُغويِّ والاصطلاحيِّ لِكلٍّ من الشَّاهدِ والنَّحوِ، لِكي تَتَكَشَّفَ ماهيتُهُما، و يتضحَ مدلولُهُما.

1.1.1 الشواهد: لُغة:

جمعٌ؛ مفردُهُ شاهِدٌ. حيثُ جاءَ في الصِّحاحِ: الشَّاهدُ: اللِّسانُ، والمَلَكُ([4])، وجاءَ في اللِّسانِ: الشَّاهدُ: اللِّسانُ من قولِهِم: لفلانٍ شاهدٌ حَسَنٌ، أيْ: عبارةٌ جميلةٌ، والشَّاهدُ: المَلَكُ([5])، وجاء في تاجِ العروسِ، الشَّاهدُ: ما يشهدُ على جودةِ الفَرَسِ وسَبقِهِ مِنْ جَرْيِهِ([6]).

نرى أنَّ المعاجمَ تكادُ تجمعُ على دلالةٍِ لُغويةٍ واحدةٍ، وهي أنَّ الشَّاهدَ يعني: اللِّسانَ؛ لأنَّ اللِّسانَ أهمُّ عضوٍ في جهازِ النُّطقِ، به نستطيعُ الكلامَ والحديثَ، وبهِ نشهدُ على النَّاسِ، ونقرُّ بما صدرَ عنهم، لذا أجمعت عليه المعاجمُ، فلولاه لما استطعنا الكلامَ ولا شهدنا بما سمعنا ورأينا.

2.1.1 الشاهد اصطلاحا:

تعددتْ رؤى العلماءِ للشَّاهدِ، يقولُ التَّهانويُّ: الشَّاهدُ عندَ أهلِ العربيَّةِ "الجزئيُّ الذي يُسْتَشْهدُ بهِ في إثباتِ القاعدةِ لِكوْنِ ذلك الجزئيّ من التَّنزيلِ أو من كلامِ العربِ الموثوق ِ بعربيتِهِم "([7]).

فالجزئيُّ هو موضعُ الشَّاهدِ أو الاستشهادِ، و يتمثلُ بكلامِ الله - عزَّ وجلَّ-وحديثِ رسولِهِ ﷺ؛ لأنَّ حديثَ الرَّسولِ من التَّنزيلِ، قال جَلَّ شأنُهُ: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ [النجم:3-4]، وكلامِ العربِ.

والشَّاهدُ أيضاً: "قولٌ عربيٌّ لقائلٍ موثوقٍ بعربيتِهِ، يُورَدُ للاحتجاجِ والاستدلالِ على قولٍ أو رأي "([8]).

فهذا التَّحديدُ والتَّعريفُ خصصَ الشَّاهدَ بكلامِِ العربِ فحسبُ، دونَ كلامِ الله - عزَّ وجل- وحديثِ الرَّسولِ ﷺ، وعلى هذا جُلُّ العلماءِ والنُّحاةِ.

3.1.1 النحو: لُغة

جاءَ في الصِّحاحِ: النَّحو: القصدُ والطريقُ؛ يقالُ نحوتُ نحوك، أيْ: قصدتُ قَصْدَكَ، والنَّحو: إعرابُ الكلامِ العربيِّ([9])، وجاءَ في التَّهذيبِ أيضاً، قالَ اللَّيثُ: النَّحو القصدُ نحوَ الشَّيءِ، ويجمعُ النَّحو على أنحاءٍ([10])، وكلمةُ النَّحوِ مصدرٌ أريدَ به اسمُ المفعولِ، أيْ: المنحو بمعنى المقصودِ([11]).

4.1.1 النحو: اصطلاحا

لقد أدلى العلماءُ الأوائلُ والنُّحاةُ المحدثون بتعريفاتٍ جَمَّةٍ لمفهومِ النَّحوِ:

1.4.1.1 تعريف النحو عند القدماء:

يعرِّفُ ابنُ جنِّيٍّ النَّحوَ بأنَّهُ: "انتحاءُ سَمْتِ كلامِ العربِ، في تصرُّفِهِ مِنْ إعرابٍ وغيرِهِ، كالتَّثنيةِ والجمعِ والتَّحقيرِ والتَّكسيرِ والإضافةِ والنَّسبِ والتَّركيبِ وغيرِ ذلك؛ لِيلحقَ مَنْ ليسَ مِنْ أهلِ اللُّغةِ العربيةِ بأهلِها في الفصاحةِ، فينطقَ بها وإنْ لم يكنْ منهم "([12]).

ويعرِّفُهُ صاحبُ المستوفي بأنَّهُ: "صناعةٌ علميةٌ ينظرُ بها صاحبُها في ألفاظِ العربِ من جهةِ ما تتألفُ بحسبِ استعمالِهِم؛ لِيعرفَ النَِّسبةَ بينَ النَّظمِ وصورةِ المعنى، فيتوصلَ بإحداهما إلى الأخرى "([13])، وقيل في حَدِّهِ: " علمٌ بأصولٍ؛ يُعْرَفُ بها أحوالُ الكلمِ: إعراباً وبناءً "([14]).

2.4.1.1 النحو عند المحدثين:

عبارةٌ عن مجموعِ الملاحظاتِ والقواعدِ التي تلتزمُها اللُّغةُ في طُرُقِ أدائِها للمعاني، كالتزامِ الرَّفعِ في كلِّ مَن يصدرُ عنه الفعلُ أو الحدثُ، والتزامِ النَّصبِ في كلِّ من يقعُ عليه الحدثُ، والتزامِ الجرِّ في كلِّ حالةٍ من حالاتِ الخفضِ والإضافةِ([15]).

3.4.1.1 النحو عند المدرسة التحويلية:

يقومُ تعريفُ النَّحوِ لدى التَّحويليين على محورين أساسيين، الأولُ: "أنَّ النَّحوَ نظامٌ من الأحكامِ قائمٌ في عقلِ أهلِ اللُّغةِ، يُكْتَسَبُ في الطُّفولةِ المبكرةِ، ويُسَخَّرُ لوضعِ أمثلةِ الكلامِ، وفهمِها. والثَّاني: أنَّ النَّحوَ نظريةٌ يقيمُها اللُّغويُّ، مقترِحاً بها وصفاً لسليقةِ المتكلِّمِ"([16]).

وبناءً على ما سبقَ نستطيعُ القولَ: إِنَّ النَّحوَ نظامٌ في غايةِ الدِّقةِ يسيرُ عليه المتكلِّمُ، فمن استوعبَ أركانَهُ وفهم جزئياتِهِ فقدِ امتطى الصَّواب وسلمَ من اللَّحنِ، ومن حادَ عن سُنَنهِ ونواميسِهِ؛ وقعَ في اللَّحنِ والخطأِ، ونهشتْهُ أسنَّةُ النَّاقدين، فهو الحبلُ المتينُ الذي يقوِّمُ اعوجاجَ الألسُنِ.

الصفحات