أنت هنا

قراءة كتاب الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي

الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي

كتاب " الاحتجاج بشعر امرئ القيس في النحو العربي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

5.1 الاحتجاج في اللغة

1.5.1المعنى اللغوي والاصطلاحي:

جاءَ في مُعْجَمِ العينِ: الحُجَّةُ: "وجهُ الظَّفرِ عندَ الخصومةِ"([20])، وفي متنِ اللُّغةِ: "الدَّليلُ والبرهانُ، وما يُدْفَعُ به الخصمُ "([21]).

أمَّا في الاصطلاحِ: فالاحتجاجُ هو: "إثباتُ صحةِ قاعدةٍ أو استعمالِ كلمةٍ أو تركيبٍ، بدليلٍ نقليٍّ صحَّ سندُهُ إلى عربيٍّ فصيحٍ سليمِ السَّليقةِ "([22]).

2.5.1 بواعث الاحتجاج:

تنوعتْ بواعثُ الاحتجاجِ ودوافعُهُ، ولكنَّ الباعثَ الأهمَّ والأساسَ الذي حدا بالعلماءِ والنَّحاةِ لوضعِ علمِ النَّحوِ نَبَعَ من حبِّهِم لِدينِهِم، وحرصِهِم على قرآنِهِم الكريمِ؛ لذا كانَتْ الحاجةُ ماسَّةً لنشوءِ عِلْمِ النَّحوِ مِنْ أَجلِ المحافظةِ على القرآنِ الكريمِ مِنَ اللَّحنِ والتَّحريفِ.

ولمْ يكنِ الدافعُ الدِّينيُّ هو الوحيدَ، بلْ تعاضدتْ معَهُ دوافعُ أُخَرُ؛ كانتشارِ اللَّحنِ، الذي نجمَ عن انتشارِ الإسلامِ، واختلاطِ العربِ بأممٍ عِدَّةٍ لا سيَّما الأعاجمُ الذين كان لهم الدورُ الأكبرُ في ظهورِ الَّلحنِ، يقول سعيدٌ الأفغانيُّ: احتاجَ القومُ إلى الاحتجاجِ لمَّا خافوا على سلامةِ اللُّغةِ العربيةِ بعدَ أن اختلطَ أهلُها بالأعاجمِ إثرَ الفتوحِ حيثُ تنبهَ أولو البصرِ إلى أنَّ الأمرَ آيلٌ إلى إفسادِ اللُّغةِ، وضياعِ العصبيةِ من جهةٍ، وإلى التَّفريط في صيانةِ الدِّينِ([23]).

إضافةً إلى الحركاتِ التي ظهرتْ إِبَّانَ ازدهارِ الدَّولةِ الإسلاميةِ التي تنتقصُ من العربِ حضارياً وعلمياً؛ لذا كانَتْ هذهِ البواعثُ وغيرُها تقفُ وراءَ نشأةِ النَّحوِ العربيِّ.

3.5.1مصادر الاحتجاج والاستشهاد:

يُجْمِعُ العلماءُ والنَّحويُّون على أنَّ مصادرَ الاحتجاجِ والاستشهادِ ثلاثةٌ هي: القرآنُ الكريمُ، والحديثُ الشَّريفُ - على خِلافٍ شديدٍ بينَهُم حولَ الاحتجاجِ بِهِ بينَ محتجٍ ورافضٍ-، وكلامُ العربِ، ومن النُّحاةِ الذين صرحوا بهذا السُّيوطي في مصنَّفِهِ الاقتراحِ في علمِ أصول النَّحوِ([24]).

4.5.1 قيود الاحتجاج:

لمْ يدع النَّحويُّون قضيةَ الاحتجاجِ مُطلقةَ العِنانِ ولا مفتوحةَ الزَّمانِ والمكانِ بل جعلوها مقيدةً، وتشدَّدوا في ذلك أيَّما تشدُّدٍ، فوضعوا قيوداً زمانيَّةً ومكانيَّةً، وأُخَرَ على المسموعِ والمنقولِ، وأُخَرَ على الرُّواةِ، وهي كما يلي:

أوَّلاً: القيودُ الزَّمانيةُ والمكانيةُ: أمَّا الزَّمانيةُ فقد حدُّوها بمائةٍ وخمسين قبلَ الإسلامِ، وبمثلِها بعدَه. أمَّا المكانيةُ فقد حصروها بستِ قبائلَ عربيَّةٍ: " قيس وتميم وأسد، ثُمَّ هذيل وبعضُ كنانةَ وبعضُ الطائيين "([25]).

ثانياً: المسموعُ أو المنقولُ: اشترطوا فيه الثبوتَ. أي: صحةَ السَّندِ، والفصاحةَ، يقولُ السُّيوطيُّ:" وأمَّا كلامُ العربِ فيُحْتَجُ منه بما ثَبُتَ عنِ الفصحاءِ الموثوقِ بعربيَّتِهِم"([26]).

ثالثاً: الرُّواةُ: وهم الذين يروون الأشعارَ والأخبارَ، ومن أشهرِهِم في تراثِنا القديمِ حمادٌ الرَّاويَّةُ، وخلفٌ الأحمرُ، وقد حدَّدَ العلماءُ شروطاً لقبولِ رِوايةِ الرُّواةِ؛ حيثُ اشترطوا "عدالةَ النَّاقلين كما تعتبرُ عدالتُهُم في الشَّرعيَّاتِ، وأنْ يكونَ النَّقلُ عمَّنْ قولُهُ حُجَّةٌ في أصلِ اللُّغةِ، وأنْ يكونَ النَّاقلُ قدْ سمعَ منهم حِسَّاً، وأمَّا بغيرِهِ فلا، وأنْ يُسْمَعَ من النَّاقلِ حِسَّاً "([27]).

الصفحات