أنت هنا

قراءة كتاب عن الديموقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عن الديموقراطية

عن الديموقراطية

كتاب " عن الديموقراطية " ، تأليف روبرت أد.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

كلمات حول كلمات

ربما يلاحظ القارئ أنني أشرتُ إلى «الحكومات الشعبية» في اليونان، وروما، وإيطاليا. رأينا كذلك أن اليونانيين ابتكروا عبارة ديمقراطية بغية الإشارة إلى حكوماتهم [أنظمتهم] الشعبية. لكن الرومان توجهوا إلى لغتهم اللاتينية المحلية وأطلقوا على نظام حكمهم اسم «جمهورية»، لكنهم أطلقوا هذا التعبير في وقتٍ لاحق على بعض الحكومات الشعبية في بعض المدن - الدول التابعة لهم. ربما يتساءل القارئ كذلك ما إذا كانت ديمقراطية وجمهورية تشيران إلى نوعين مختلفين كثيراً من أنواع الأنظمة الدستورية. يمكننا التساؤل بدلاً من ذلك عمّ إذا كانت الكلمتان تعكسان اختلافاً في اللغتين اللتين اشتُقّت الكلمتان منهما أصلاً.

قدّم جايمس ماديسون في العام 1787 نسخة مشوشة قليلاً عن الإجابة الصحيحة، وذلك في سياق دراسة هامة له هدفت إلى كسب الدعم للدستور الأميركي المقترح حديثاً. ميّز ماديسون، وهو أحد المهندسين الرئيسيين لذلك الدستور، ورجل دولة واسع الاطلاع على العلوم السياسية في زمانه، ما بين «الديمقراطية الخالصة، التي أعني بها مجتمعاً مؤلفاً من عددٍ صغيرٍ من المواطنين الذين يجتمعون لإدارة دفة الحكم شخصياً»، و «الجمهورية، التي أعني بها نظام الحكم الذي يطبّق نظاماً للتمثيل الشعبي»[2].

لا يستند هذا التمييز إلى أي أساسٍ تاريخي: لم يكن في روما، مثلاً، ولا في البندقية، «نظامٌ [برنامج] للتمثيل الشعبي». لكن الواقع يدلنا على أن الجمهوريات الأولى تدخل كثيراً في تعريف ماديسون للديمقراطية. يُضاف إلى ذلك كله أن العبارتين استُخدمتا بشكل تبادلي في الولايات المتّحدة في خلال القرن الثامن عشر. نلاحظ كذلك أن التمييز الذي قدّمه ماديسون لا يوجد في أي عملٍ من أعمال الفيلسوف السياسي الشهير مونتيسكيو، الذي كان ماديسون معجباً به إلى حدّ كبير، وكان يُثني عليه كثيراً. كان الأجدر بماديسون نفسه أن يعلم بأن التمييز الذي اقترحه لا يمتلك أي أساسٍ تاريخي، وهكذا يجب علينا أن نستنتج أنه قدّم هذا التمييز كي يكذّب ناقديه الذين زعموا أن الدستور المقترح لم يكن «ديمقراطياً» بما يكفي.

لكن مهما يكن من أمر (المسألة ليست واضحة)، إن الحقيقة الواضحة هي أن كلمتَي ديمقراطية وجمهورية لا تمثلان (بالرغم من ماديسون) فروقاً في أنواع الحكم الشعبي. أما ما عكسته هاتان الكلمتان، على حساب الارتباك الذي حدث لاحقاً، فقد كان الفرق ما بين اللغتين اليونانية واللاتينية، اللغتين اللتين أتت الكلمتان منهما.

الصفحات