أنت هنا

قراءة كتاب الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

كتاب " الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة " ، تأليف د. محمد السهر ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 7

خامساً- صعوبة الدراسة

قد لا أقدم جديداً عندما أشير إلى معوقات البحث العلمي بمجمله وفي مختلف حقوله في البلدان العربية، مع التأكيد على جمود وصلابة وقوة هذه المعوقات التي تواجه البحث السوسيولوجي. أن مثلث المحرمات الذي يتكون من الدين والسياسة والجنس هو من بين أكبر المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق الباحث العربـي، وتمنعهُ من الإتيان بنظرية مستقلة تؤسس لعلم اجتماع عربـي، وفي دراستنا هذه، سيكون ضلعين من هذا المثلث حاضرين هما الدين والسياسة، الأول يستخدم التحريم ويعاقب بالتأثيم والزندقة، والثاني يستخدم المنع ويعاقب بالتجريم والتخوين والوصم بالعمالة.

أذن فنحن في هذه الدراسة ليس بمنأى عن مؤسستين قويتين وفاعلتين هما المؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية اللتين تدعم أحداهما الأخرى في أغلب الأحيان. ولكن كيف نتخوف من وقوف هاتين المؤسستين ضد دراستنا هذه؟ أن المؤسسة السياسية هي المعنية الرئيسة هنا، فالدراسة تشير إليها بالاستبداد والتسلط والدكتاتورية وليس هناك ما يثير الاستغراب من وقوف هذه المؤسسة على الجانب المضاد، أما المؤسسة الدينية فأننا نخشى أن تفسر تحليلنا لبعض الأحاديث والنصوص الدينية التي تكرس ثقافة الإذعان والخضوع للحاكم وعدم الخروج عليه، أن تفسر ذلك على أنه خروج على قداسة الدين. أن ما أود الإشارة إليه في بداية دراستي هذه، هو أننا نهدف إلى نقد استخدام (تأويل) الأنظمة السياسية لهذه النصوص، استخداماً وتأويلاً يصب في مصلحتها ويعمل من أجل ديمومة ظلمها للمجتمع، ولا نقصد بأية حالة من الأحوال نقد الدين والقائمين عليه قديماً وحديثاً. فالدين الإسلامي من الأديان السماوية الكبرى، وقد كان لهُ أكبر الأثر في تكوين دولة عربية موحدة لأول مرة في التاريخ. كما أننا لا ننظر إلى جميع الشخصيات الإسلامية التاريخية التي يرد ذكرها في هذه الدراسة إلا من خلال نظرة بحثية-علمية متفحصة، دقيقة ومتجردة. ونحنُ غير معنيين هنا بتقييمها أو نقدها بأية حال من الأحوال.

أيضاً تواجهنا مشكلة أخرى تتمثل بالثقافة التقليدية العربية، التي سوف ننقدها وبالتالي فأننا سنقوم بعملية تحليل وتقويم ونقد لآليات اكتساب المعرفة ولعملية التنشئة الاجتماعية والثقافية التي تقوم بعملية نقل الموروث الشعبـي، بما يتضمنه من عادات وتقاليد وأفكار وقيم ومعتقدات وأعراف وفنون وآداب بعملية استنساخ وحفظ وتدجين تنقلها الأجيال عبر ذاكرة جمعية لا تريد أن تغادر الماضي أبداً. أن الكم الهائل من مفردات الثقافة التقليدية العربية لا زال يعمل بقوة على عملية الإمساك بخطوات الفعل العربـي ويمنعهُ من التقدم من خلال ملء المخيلة الشعبية بصور واقعية وغير واقعية للماضي (المشرق السعيد)، ومن خلال ما يزرعه من صور الخوف من الآخر ومن التغيير.

الصفحات