أنت هنا

قراءة كتاب الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

كتاب " الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة " ، تأليف د. محمد السهر ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 9

الفصل الأول
الدولة والمجتمع
تمهيد

لا تنشأ المجتمعات التاريخية إلا في كنف الدول، حيث لا سبيل للجماعات لكي تتقدم وتنتج وتراكم وتنظم كيانها الداخلي إلا عندما تتحول إلى جماعات سياسية، تنشأ الدولة عن اجتماعها السياسي. وتتفاوت الدول في درجة قيمتها وتطور نظمها بتفاوت مستوى التنظيم الذاتي للجماعات السياسية التي تكونها، وبتفاوت درجة نضج فكرة الدولة في وعي تلك الجماعات.[9]ولا تختلف الدولة العربية، التي نشأت في القرن السابع الميلادي، في عملية تكونها ونشوئها وتطورها عن هذا الافتراض أو عن هذه المحددات التي تحيط بعملية تكون ونشوء وتطور الدول.

لقد كان انتهاء العقد الثاني من القرن السابع الميلادي، إيذاناً بنشوء دولة العرب الإسلامية، بقيادة بانيها ومؤسسها النبـي محمد ‏ ‏صـلى الله عليه وسلم هذه الدولة التي تأسست في عقل مؤسسها قبل ان تتحقق على الأرض، تشكلت منذ اليوم الأول لوصول النبـي إلى يثرب، وفق نظام شبيه بالاشتراكية إلى حد كبير، حيث تقاسم الأنصار بيوتهم وبعض ممتلكاتهم مع ضيوفهم من المهاجرين الذين سرعان ما تكيفوا مع بيئتهم الجديدة بعد أن تشرب الجميع بالمبادئ الجديدة التي أتى بها الإسلام. لكن هل تأسست هذه الدولة من العدم ومن دون مقدمات؟ والجواب كلا، فقد كان هناك جملة من المقدمات السياسية والاقتصادية والثقافية التي أسهمت في نشوء هذه الدولة وأعطتها طابعها الخاص والمميز، حيث سنتناول هذه الظروف والعوامل التي ساهمت في الولادة والنشوء في هذا الفصل. والسؤال الثاني الذي يتبادر إلى الذهن يتعلق بمدى تمسك هذه الدولة بالمبادئ التي قامت عليها بعد وفاة مؤسسها؟ وسؤال ثالث مركب يتعلق بمتى ومن أين وكيف دخل الاستبداد والتسلط إلى هذه الدولة؟ جميع هذه الأسئلة وغيرها ستكون محاولة الإجابة عليها خلال هذا الفصل الذي كرسناه لتكون الدولة عند العرب.

الصفحات