أنت هنا

قراءة كتاب الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة

كتاب " الخلفية الثقافية : للحكم التسلطي في المجتمعات العربية المعاصرة " ، تأليف د. محمد السهر ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 8

سادساً- فرضية الدراسة

يفترض الباحث أن ما تعيشهُ المجتمعات العربية المعاصرة من نُظم سياسية تسلطية، أو استبدادية، أو شمولية، إنما أساسهُ الخلفية الثقافية التي تستند عليها هذه المجتمعات وتنهل من مفرداتها يومياً، من خلال تفاعلها الحياتي في الأسرة والمحلة والمدرسة والمسجد والدائرة الحكومية ومكان العمل والوحدة العسكرية وغير ذلك. هذه الخلفية التي بدأت في تخزين مكوناتها منذ أواسط القرن السابع الميلادي حينما تكونت الإمبراطورية العربية بعد عصر الراشدين واستمرت إلى الوقت الحاضر. إن المواطن العربـي المعاصر يخضع لثنائية التسلط والطاعة: نـزعة السيطرة والتسلط على من هم أدنى، كسيطرة الرجل على المرأة والكبير على الصغير والأب على أفراد العائلة والمدير على الموظفين والزعيم على الشعب، والنـزعة الثانية هي نـزعة الخضوع والطاعة لمن هم فوق بدأً من أصغر الوحدات وانتهاءً بالخضوع التام للزعيم.

إن هذه الثنائية التي تغذيها الثقافة العربية عبر إعادة إنتاج مفرداتها في التربية والإعلام والمؤسسات الدينية والتنشئة الاجتماعية، هي التي تساعد على ديمومة الحكم الاستبدادي التسلطي في البلدان العربية، هذه الثقافة التي ظهرت في قبائل جزيرة العرب بصورة جزئية من خلال طاعة شيخ القبيلة، تجذرت بعد تشكيل الدولة إلى طاعة الخليفة عبر تاريخ طويل استمر لمئات السنين، ثم نقلته الذاكرة الجمعية بأمانة كبيرة إلى الأجيال التي تعيش اليوم متخذةً منهُ منهاج عمل وقانون ودستور لا يمكن التجاوز عليه. وهكذا فإن الزعيم العربـي ما أن يصل إلى سدة الحكم حتى يجد أمامهُ هذه الخلفية الثقافية الكبيرة والمتجددة باستمرار والتي تزوده بكيفية التعامل مع الناس ومع الموارد في دولته، كما تهيئ لهُ الطاعة والاستسلام من قبل مواطنيه.

الصفحات