You are here

قراءة كتاب التصميم - حقائق وفرضيات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم لغة من لغات العصر الحديث، يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدّة: فكريّة ومعرفيّة وبصرية وفنيّة، ولم يعد التصميم-وفق ذلك التصوّر-محصوراً في آليّات محدودة وجهات مختصّة، بل دخل في تركيب حركة الحياة ووعي الإنسان، وغدا ملمحاً من ملامح الشخصيّة البشريّة، وهي تد

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

المدخل الثاني

من البديهي أن يلازم المكان أي تصميم فبدونه يبقى التصميم فكرة بعيدة عن المحقق المادي لها، والمكان يقابله تصميمياً الفضاء بمعناه الأوسع ثم إنه اختيار في هذا الفضاء ··· ولا نرى المطلق فيه أحادياً، أي أن المكان مكانات والفضاء فضاءات والمنطقة مناطق في ذات الفضاء، والمهم هنا الخبرة في تحقيق العلاقات المكانية الفضائية وتسيير تلك العلاقات باتجاه تداخلي ترابطي مع الفعل الناتج من الأثر الابتدائي للفعل المحرك للعين على مسطح تصميمي أو علاقات السطوح التي تكون حجماً تصميمياً، إن ما يحدث عن ذلك الفعل الابتدائى هو بعد تسلسل مرحل هو في جانب متحققات ونواتج مكانية بل وفضائية وهذا الناتج يكون الجديد في المنطقة الفضائية والجديد المكاني، وهنا تبدو لنا حالتان حقيقية وافتراضية ، وفي تلك الحالتين يبقى المؤثر النهائي هو العملية التداخلية في المكانات والأشكال وحركتها إضافة إلى الذي ينتج من خط التماس الحقيقي والافتراضي وحركة مساره·
إن السيطرة المكانية ترتبط بالسيطرة الفضائية للمنطقة الفضائية المختارة للتصميم، في ثباتها أو في تغييرها من ناتج حركة التصميم أو حركة المتلقي في الأبعاد الثلاثة، وبدون السيطرة المكانية يبقى الناتج الكلي غير متكامل وناقصاً بل ويمكن القول أنه (التصميم) لم يحقق تصميماً لفضائه، نضيف إلى ذلك فهم الاحتمالات وقدرة التنبؤ للحال المكاني لأي تصميم، وهذه الحالة ترتبط بثلاثة شروط هي الوظيفة، والحركة الشرطية والضوء، وهذه العوامل تحدد التذكير الاحتمالي لأي مصمم لمعرفة الشكل الفضائي، ولمعرفة المتغيرات للمنطقة الفضائية وسيطرته عليها تصميمياً· إن أي فكرة تستحدث لدى المصمم تكون مرتبطة تفكيرياً بالمكانية لأن التنفيذ لا يتم بالعناصر بل بما يستوعبها مادياً لذلك يكون المكان جزءاً من التفكير بل وتكون البيئة الناتجة هي الأخرى جزءاً آخر من مكونات الفكرة، وإن تنفيذ أي تصميم لا يعني تفريغاً لأشكال تجد نفسك مسيطر اً عليها فحسب بل يكون الدافع هو السيطرة على النواتج الشكلية المكانية للتصميم فيها وحولها وإن ذلك جزء فاعل ناتج عن الرغبة المادية لتنفيذ التصميم، وهنا يبدو واضحاً أن المكان كنت فيه قبل أن تنفذه مادياً فيه بل إنك ترغب في تحقيق حدود مكانية بل حدود فضائية حقيقية أو تريد أن تحقق حدوداً افتراضية عند الفعل المادي·
مما تقدم يبدو واضحاً أن هناك من العلاقات الجديدة التي ترغب ربطها وتحقيق الجذب إليها وتثير الانتباه نحوها، وهكذا فإن ما ترغبه تصميمياً لا بد وأن يخضع للعمليات النسبية وبدونها قد يكون الناتج عشوائياً ويتحقق النجاح أو الفشل بالصدفة، ولما كانت الصدفة لا يعول عليها تصميمياً لذلك فإن العملية الحسابية تعطي الهدف التصميمي مكانته، وبعد إقرار الضرورة النسبية في التعامل وحساباتها يبدو لنا أن الفعل الاتجاهي للمكانية المستحدثة تصميمياً هي الأخرى تأخذ الحال (القراري) للمصمم فضلاً عن ذلك المعرفة المسافية طولاً وعرضاً وعمقاً لمنطقة السيطرة المكانية وكذلك معرفة الاحتمال التخيلي للمكان للغير·
المكان الذي نقصده هو منطقة التماس المادي للتصميم وهو أيضاً ما حوله ومتماساً معه لكامل حجمه وهو بالتالي جزء من المنطقة الفضائية وليس المنطقة الفضائية، وما دمنا نقر بمنطقة التماس أو مناطق التماس فإن المكانية ترتبط بالخامة ونتائجها وعندما نقول الخامة فإن الضوء هو الذي يقرر العلاقة بين الخامات للمكان والتصميم ثم التصميم المكاني الكامل·
إن بعضاً يراد له أن يكون تصميماً منصهراً مظهرياً في المنطقة الفضائية من خلال مكانيته، ويراد له لبعض آخر هدفاً تصميمياً آخر وهو طرفان مكانيان وفعل تصميمي مادي مضاف، ويمكن أن ترى حدوداً مقررة للمكانية ضمن المنطقة الفضائية ويمكن أن يدرك حدوداً لا نراها، وهكذا فإن الحالات متعددة تبعد أهداف التصميم ذاته·

Pages