You are here

قراءة كتاب التصميم - حقائق وفرضيات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم لغة من لغات العصر الحديث، يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدّة: فكريّة ومعرفيّة وبصرية وفنيّة، ولم يعد التصميم-وفق ذلك التصوّر-محصوراً في آليّات محدودة وجهات مختصّة، بل دخل في تركيب حركة الحياة ووعي الإنسان، وغدا ملمحاً من ملامح الشخصيّة البشريّة، وهي تد

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

الفضاء المشروط وغير المشروط

من البعدين إلى الأبعاد الثلاثة

إن الحالتين تختلفان وتتفقان في آن واحد، فالشرطية ترتبط بقياس إجرائي متفق عليه يرتبط قرباً أو بعداً عبر التماس مع موقع الإنسان ومستويات النظر والمتغيرات فيها·
والشرطية هنا تبدو واضحة في العمل التصميمي عندما يكون متحققاً في البعدين، حيث أن الحدود النهائية للمساحة التصميمية تكون الشرطية الأولى، وبالتالي فإن كبر المساحة أو صغرها يعطي تأثيرات على شرطية الفضاء، ففي الحالة تكون فيها المساحة صغيرة فإن الشرطية هنا تكون واضحة جداً، وعندما تكون كبيرة فإن حدودها الفضائية ترتبط شرطاً مع موقع المتلقي ومجاله الفضائي·
إن الحدود النهائية لأية مساحة تصميمية يتكون فيها أو عليها التصميم وعناصره، تخضع كلياً للأثر المساحي وأبعاده طولاً وعرضاً مرتبطاً بالضغط التكويني على فضائه، والضغط الفضائي على تكوينه· وهنا تكمن الحالة الاشتراطية للفضاء العام الذي تحدد في أصل المساحة الكلية، فالنواتج الفضائية الحاصلة تبقى مرتبطة بالشرط الأول·
أما الفضاء غير المشروط وتضاؤل الشرطية فيبدوان واضحين عندما تكون المساحة (الفضاء) ذا أبعاد فائقة، طولاً وعرضاً بما يتفوق على أبعاد الهيئة المسطحة وأجزائها المحققة تصميمياً عليها، حيث أن تفاوت النسب بين الهيئة المحققة تصميمياً ذات البعدين والفضاء المتباعد الأطراف في بعديه يعطي أثراً ضئيلاً نسبياً في حدوده النهائية ويبقى الأثر الفاعل في قدرة تأثير المجال المرئي المرتبط بالقدرة التي يمتلكها الإنسان·
لا بد من تحديد الفضاء المشروط ومستلزماته الواجبة، لأن فضاء غلاف كتاب أو غلاف مجلة استناداً إلى مساحته يكون مختلفاً تماماً عن فضاء مساحة ملصق أو إعلان كبير· وفضاء مطبوع صغير كالطابع البريدي هو غيره عندما يكون إعلاناً لفلم سينمائي، إذاً أول الشروط تأتي كمتطلبات وظيفية تريد إنجازاً وظائفياً محدداً·
هناك حالات افتراضية وهناك حالات إيحائية بل وهناك أخرى وهمية نقول عنها أنها الحدود الفضائية في التصميم، فليس من المعقول أن نقبل دائماً بالأبعاد اللانهائية، لأن اللانهائية قد تجعل التفكير التصميمي منفلتاً وتكون معادلته غير مرتبطة بالهدف الأساس الذي حدد لها، وهكذا فإن الهدف الأساس يبقى مرتبطاً بحد فضائي·
إن الفضاء في الأبعاد الثلاثة هو غيره عن الحالة الافتراضية والإيحائية والوهمية المتحققة أو التي نحققها في البعدين، إننا نتعامل مع حقائق في الأبعاد الثلاثة، وتتضاءل حالة الوهم بل قد تنعدم· إننا نقف مستندين على قوانين علمية في الرياضيات والهندسة والفيزياء وغيرها وآثارها الناتجة على العمل الفني والتصميمي في الأبعاد الثلاثة، وعلى سبيل المثال فإن الضوء حقيقة فيزيائية وليس وهماً، وإن القيمة الضوئية الناتجة على كتلة الهيئة ودرجاتها هي حقائق تامة، فالفضاء هنا له ارتباط زمني كما هو خاضع حتماً للأثر البعدي بين المتلقي (الإنسان) والعمل التصميمي· حيث العوامل التصميمية هنا تخضع إلى:
أولاً: الضوء
ثانياً: المسافة·
ثالثاً: الإنسان·
بدون الثلاثة أعلاه تبقى المعادلة منقوصة ويبقى بناؤها غير متكامل عندما لا تتعمق بها·
إن العمل التصميمي يخضع في الأبعاد الثلاثة إلى فضائه الذي يجعل المتلقي حراً في استلاله لأجزائه بدوران يساوي 062 درجة، وبالتالي فإن النظام التصميمي في الهيئة يتلقاه الإنسان أجزاءً أو كلاً من زوايا متعددة، وهنا تكمن قدرة المصمم وإمكانيته في تحريك عناصر العمل الفني وآثارها في الهيئة وحولها، وإذا كانت الهيئة في حالة السكون والثبات فإن الناتج الحاصل في فضائها متأت منها أو منه هو غير النواتج الحاصلة منها ومنه في حالة حركتها ونوع حركتها، فإن كانت الحركة كلية تعطي نتائج تكاملية مع الفضاء الذي هي فيه غير النتائج الناتجة من حركة جزء من الهيئة أو أجزاء منها، ونستنتج من ذلك أن الكتلة أياً كانت تعطي مختلفاً في حالة الثبات والحركة·
إن الضوء يحدث أثراً واضحاً في حديه الطبعي والصناعي على أية هيئة، وعند فعله هذا والمتغيرات الناتجة سببه على سطح الهيئة يعطي مدلولات ذات أثر فاعل في الفضاء العام لها بل وفيها في بعض الأحيان·
إن هيئة تخضع إلى تماس مع سطح الأرض وبشكل مباشر تحقق أثراً فضائياً يختلف عن الأثر المتحقق عندما تكون نفس الهيئة بدون تماس مع سطح الأرض (كرة ملونة أو غير ملونة متماسة مع الأرض تعطي أثراً فضائياً هو غير تماماً عندما لا تكون متماسة مع الأرض) نستنتج هنا أن الهيئة عندما تكون متماسة فإن نقطة التماس أو نقاط التماس تفرض حالة الثبات وبالتالي فإن الضوء الساقط يكون ثابت التأثير إذا انعدمت الحركة فيها (حول محورها) وعندما تكون البيئة متماسة من جهتين أو ثلاث فإن أثرها الفضائي سيكون مختلفاً عن الذي سبقه، ويظهر جلياً الضوء وفعله على الهيئات كما ذكرنا في حالة الثبات والحركة والتماس ونوعه وتعدده وقربه أو بعده من سطوح أو هيئات أخرى بعيدة أو قريبة· ونستنتج أيضاً أن الانعكاس وأثره على الناتج الكلي في المجال المرئي متغير، وتغيره مرتبط بالضوء الساقط عليه أو حوله· وهكذا فإن الفضاء العام هذا يرتبط مع الفضاء والفضاءات الخاصة لكل هيئة ومن ثم فإن المعادلة التصميمية هنا تبقى مدرسة لموقع المتلقي حيث أن المكان يلعب الدور الأول والأساس في حساب الأثر التصميمي الناتج عن المتلقي وارتباطه به·

Pages