You are here

قراءة كتاب التصميم - حقائق وفرضيات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم لغة من لغات العصر الحديث، يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدّة: فكريّة ومعرفيّة وبصرية وفنيّة، ولم يعد التصميم-وفق ذلك التصوّر-محصوراً في آليّات محدودة وجهات مختصّة، بل دخل في تركيب حركة الحياة ووعي الإنسان، وغدا ملمحاً من ملامح الشخصيّة البشريّة، وهي تد

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

معنى النظام في التصميم

إن النظام هو نظام العصر· ونظام العصر فيه الاتفاق الإجرائي بمعنى النظام بتنوعاته وتبايناته وأهدافه والمذاهب فيه، وفي عصرنا هذا يبرز نظام الانفتاح وتحت مسميات مختلفة ومبررات وأسباب تستمر طويلاً أو قصيراً وتؤثر أو لا تؤثر، كل ذلك من صفات هذا العصر وهو في بداية الألفية الثالثة· إن سرعة الاتصال ووسائلها وتقنياتها والاكتشافات العلمية المتلاحقة والتقنيات المبتكرة والمتطورة والابتكارات العلمية الهائلة، كل ذلك يؤدي فعلاً بليغاً وأثراً ظاهراً في العمل الإبداعي ومبدعيه، وهكذا تظهر بين الحين والآخر أفكار جديدة ومتجددة يعبر عنها بناتج إبداعي يعطي جانباً مما يتطلبه زمنه منه· فمنه ما يستقر ويتوسع حول مركزية الأصل فيندفع بتشكيل نظام أو نظم مبنية على معادلات فنية ويظهر ذلك جلياً وواضحاً في التصميم خاصة· وأن التصميم يرتبط بمساحة واسعة من الإداءات الوظيفية، وبموجب الناتج الذهني الهائل من جهة ومتطلبات هذا الإنسان من جهة أخرى يحقق الفعل التصميمي قسماً من أهدافه من طرفي المعادلة التي ذكرناها وبالتالي فإنه في جانبه الوظائفي مرتبط وبشكل وثيق ومباشر مع الناتج الفعلي في الوظيفة والإثارة والجذب·
إن السرعة الحاصلة في مجمل مجريات هذا العصر تنبىء بالاكتشافات الجديدة في كل شيء ومن ثمّ فإن ذلك يجعل من المستحيل القبول بالاستقرار الفني الواحد أو بالتحول البطيء، لأن ذلك سيعطي صفة التراجع واللاعصرية، وهكذا فإن المفاهيم تتفاعل بما يجري حولها، تؤثر وتتأثر بكل مجريات العصر وتنبؤاته المستقبلية·
إذن لكل نظام أحواله وأسبابه· والنظام الصحيح هو ذلك الذي تتجلى فيه قدرة التطور والنمو العصري، وتأسيساً على ذلك فإن النظام الصحيح هو ذلك الذي يتميز بقدرة ولادة نظام آخر يضيف إليه بما يجعل من التعامل نياً معه انفتاحاً شاملاً، ولا نقصد هنا نظماً قانونية واجتماعية واقتصادية وإنما نقدم كلمة الإبداع بمعناها الواسع قبل النظام وبعده وبالتالي فإن النظام التصميمي هنا هو ذلك الذي يبدأ بالإبداع، ونقطة النهاية فيه إبداع ليبقى منفتحاً متشعباً متسعاً····
إن كل ما نجعله من تصميم للفضاء أو في الفضاء يبدأ من عمليات ذهنية أولاً يعبر عنه بحركة النقطة أو بوضع ذرة وبذلك تكون أولى العمليات التصميمية له··· وفيه، ومن ذلك وما بعده يُشد المتلقي ويُجذب وتثار حواسه باتجاه الهدفية التي يضعها المصمم·
أهناك إمكانية لفتح نظام أو تفكيك نظام أو تحليل نظام في التصميم؟ وهل يوجد إمكانية بإعادة النظام؟ وأثمّة إمكانية لإعادة بناء نظام يجتاز النظام الأول؟ وهل هناك ضرورة لتفكيك النظم؟ وهل يعني تفكيك المعادلة الفنية تفكيك النظام بكامله؟ وهل يعني الكشف عن المكونات هدفاً في عملية تفكيك المعادلات الفنية؟ وأخيراً هل يبدأ التفكيك هنا من أساس معرفة التوازن المتحقق أولاً؟
إن معرفة الإنسان بأصول الأشياء وجذورها ومنابعها وأسلوب تنفيذها وتصنيعها وزمنها يعد أحد العوامل المهمة في بناء وخلق ما يمكن أن يكون مجتازاً لها (دون خلق الله) لذلك فإن البحث في عملية التحليل هنا يرتبط بما ذكرناه وبسببيته لتنهض رؤيا جديدة مضافة وهو بالوقت نفسه يبدأ إبداعاً وينتهي إبداعاً (التحليل) وهنا تكون الوسيلة (التحليل) متجهة لغاية·
في بعض الحالات تكون أمامنا نظم مبسطة تحمل إجابة واضحة محددة وتلك هي النظم الإبتدائية بل تكون قواعد متعارفاً عليها، وقد نكون امام نظم معقدة ومحكمة، تغدو مهمة تحليلها إلى أجزائها ومعادلاتها من الصعوبة بل في بعض الأحيان يستحيل الوصول إلى أصل المساحة الفضائية في البعدين أو المنطقة الفضائية في الأبعاد الثلاثة وإلى الحال الذي كان ابتداءً حركة النقطة قد بدأت منه أو الجزيئة استقرت فيه·
لا بدَّ لعملية التحليل أن تشمل مكونات التصميم والعمليات الترابطية فيه والوحدة المتحققة وأسبابها وصفاتها، والآثار التي أحدثتها العناصر التصميمية جمعياً وفردياً، ولا بد من بحث الأسس الوضعية المظهرية بين ما هو حقيقي ووهمي، وعند ذلك تكون الظاهرة الفضائية في المعادلات التصميمية تساوي كل ما ذكرناه، وهنا يظهر الرأي بأن الفضاء نصف المكونات بل إن المكونات بأسسها وعناصرها وأسبابها ومعادلاتها لا تساوي شيئاً ولا يمكن الإحساس بها إلا بفضائها· وسنأتي لاحقاً على شرح مفصل لهذا الموضوع·
من جهة أخرى فإن مهمة فك الارتباط ومعرفة نوعه، والكشف عن التجزئة، ومعرفة علاقات التماس أو التقاطع أو التوازي أو الأعماق أو الجمع بين ما هو حقائق وثوابت في جانب وبين ما هو إيحاء وإيهام في جانب آخر منه، كل ذلك يمكننا من التحسس والتلمس بهدوء لطريق التحليل، وبالتالي تحليل العلاقات الناتجة من المعادلة أو المعادلات الظاهرة والكامنة والفعل المضموني والإطار العام له مع التحقق الفضائي من ناتج الفعل فيه· وإن المتغير الفضائي والتنوع فيه ناتج ظاهري يتناسب تحسسه مع تحسس الذي وضع فيه·
وفي عمليات التحليل تكون المساحة الفضائية في البعدين وحدودها فعلية معروفة المقاسات سلفاً، فهي ذات علاقة مع الأشكال والأبعاد فيها، وبالتالي تكون متفاعلة مع المتحقق عليها ويجب أن نعطي ارتباطاً شاملاً مع كل ما يحدث فيها وعليها، إن الفضاء في البعدين هنا واضح الملامح والميزات ولكنه في الأبعاد الثلاثة (المنطقة الفضائية) غير محدد لأن ذلك مرتبط بعدة شروط ومن أهمها في عملية التحليل العاملان الزماني والمكاني· أما العامل الإيحائي فيكون أقل منهما وفي التحليل هنا يكون الشرط الزماني والمكاني عاملاً مضافاً للناتج الضوئي وفعله بعد شرطيه مصدره وهكذا فإن المتغيرات هي واقع حال ملازمة للهيئة في فضائها والعملية التداخلية والتفاعلية بين كتلة التصميم وفضائها وهي غير الناتج في البعدين، حيث أن الناتج في الأخير يجب ان يوضع في عملية التحليل· ويكون افتراضياً بل وهمياً في بعض الأحيان على عكس الأبعاد الثلاثة فان أغلبها علاقات حقيقية مادية وفيزيائية·

Pages