You are here

قراءة كتاب التصميم - حقائق وفرضيات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم لغة من لغات العصر الحديث، يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدّة: فكريّة ومعرفيّة وبصرية وفنيّة، ولم يعد التصميم-وفق ذلك التصوّر-محصوراً في آليّات محدودة وجهات مختصّة، بل دخل في تركيب حركة الحياة ووعي الإنسان، وغدا ملمحاً من ملامح الشخصيّة البشريّة، وهي تد

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

تصميم الفضاء فضاء التصميم

يبقى الفضاء محدداً في معناه وثابتاً في أدائه حتى اللحظة التي يتكون فيها العمل الفني· في تلك اللحظة ومنها وما بعدها يبدأ الحال الجديد للفضاء حيث أنه يتفاعل كلياً مع العمل الفني (التصميمي) وهنا نقول إن الحدث المكاني المتحقق لا يمكن أن يكون إلا المزيج من الهيئات ومكوناتها مع الحدود الفضائية التي أصبحت جزءاً مكملاً للهيئات ومكوناتها، ونتج عن ذلك، نظام جديد يختلف تماماً عن افتراض الهيئة بدون فضاء أو الفضاء بدون هيئة، حيث إن الواقع النظامي الجديد يرتكز على جملة من المقومات، فيها ما هو ثابت وما هو متغير بالإضافة إلى الفعل الإبداعي المكون له·
تتباين الآراء وتختلف في التسمية لما يحدث بين نظم أو قوانين، ولكن حتمية الاتفاق أكيدة في أن الاثنين خاضعين لشرطية الإضافة والتغيير التي هي عامل أساس يلازم الإبداع، فالإبداع التصميمي هنا يساوي كل الناتج وبالتالي فإن القانون قابل للاجتياز بموجب قدرة المبدع في زمنه وقدرته في إحداث المؤثر المضاف لتحريك الأثر الفاعل في المتلقي وعليه فإن صيغ القوانين والنظم مرتبطة لا في ثباتها وإنما في اتجاهها التصاعدي نحو اجتياز زمنها·
لا بد للفعل الهندسي أن يكون قد استل أو اشتق من اللاهندسي أصلاً، لذلك لا يمكن أن نحصل على هيئة هندسية بمعزل عن اللاهندسي، وإن الناتج الهندسي في البعدين يمكن أن يكون من أصل لاهندسي أو من أصل هندسي أحياناً، وبذلك فإن إزاحة مثلث من أصل مربع فالأثر الناتج بعد إزاحة المثلث من المربع يكون مثلثاً إذا كنا قد افترضنا أن السطح كان ورقة على سبيل المثال وهكذا ينطبق على جميع الأشكال·
وبناءً على ما تقدم فإن الذي يحدث في الأبعاد الثلاثة يكون بنفس المعنى ولكن تحسس الناتج من العملية عند الإضافة أو الإزاحة يستقبل ذهنياً وقد يكون من الصعب جداً تحسسه مرئياً·
إن قوانين الفيزياء والهندسة والرياضيات والنظم فيها والنظريات والبديهيات كلها مرتبطة مع زمنها الذي هو اللحظة الأخيرة للناتج العقلي البشري لتلك اللحظة، وهذا يعني أنها لم تلد مرة واحدة ولم تكتشف ولم تبرهن بيوم واحد أو ساعة واحدة أو لحظة واحدة، بل هي الناتج المتغير والمتطور والمضاف بالتسلسل أو الطفرة بكل الذي فيه فكيف إذن نقبل بقانون أو نظام ونعتبره ثابتاً منتهياً مكتملاً في العملية التصميمية للفضاء·
يرتبط تصميم الفضاء وفضاء التصميم والهيئة في الفضاء وفضاء الهيئة ترابطاً محكماً متفاعلاً متحركاً إلى الحد الذي لا يمكن إلغاء أو استثناء أي من الذي ذكرناه لأن أي جزء مما ذكرناه يكمل الآخر وبذلك فإن المفهوم كلي وشامل· وهكذا يشتمل النظام على جميع الأجزاء، فالتنظيم هنا للهيئات والفضاء التي تحدث، وإن العملية هنا قبل كل شيء تصميم للفضاء وخلق نظام فيه، وبه يحث الفضاء الجديد الذي هو في الأبعاد الثلاثة المنطقة التي تتجمع فيها الذرات والجزيئات للمادة المكونة للهيئة المصممة، والتي امتلكت القدرة على إزاحة الهواء وتفريغ المنطقة منه لتحتل ولتشكل النظام الجديد لتلك المنطقة الفضائية، ولينتج الخط المتماس مع الفضاء من أثر السطح النهائي الذي كونته جزيئات وذرات وهذا الخط النهائي المتماس للهيئة المجسمة الناتجة متغير بتغير حركته أو بتغير حركة المتلقي، أما في البعدين فإن الحيز هو مساحة الفضاء أصل المساحة وقبل حركة النقطة عليها ويختلف الناتج هنا عن الذي سبقه، هو ثبات واستقرار خطوط التماس مع فضائها بحكم التسطيح فيها·

Pages