You are here

قراءة كتاب التصميم - حقائق وفرضيات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم - حقائق وفرضيات

التصميم لغة من لغات العصر الحديث، يتداولها الجميع عبر مفاهيم عدّة: فكريّة ومعرفيّة وبصرية وفنيّة، ولم يعد التصميم-وفق ذلك التصوّر-محصوراً في آليّات محدودة وجهات مختصّة، بل دخل في تركيب حركة الحياة ووعي الإنسان، وغدا ملمحاً من ملامح الشخصيّة البشريّة، وهي تد

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

في عملية التحليل يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار قدرة العين البشرية في التفسير للأشياء، ومن خلال المتحقق من المتباينات والذي به توصف كل الهيئات على عكس ما يحصل في البعدين، حيث أنه ناتج قراري محدد كلياً بالمصمم، على عكس الحالة الأولى التي ترتبط بالدرجة الأساس بأول العوامل ألا وهو الضوء ومصدره واتجاه سقوطه ودرجة الانعكاس والانكسار بالاضافة إلى الوضع المكاني لكل حجم والمسافات المكانية التي هي حقائق هندسية مادية الوضع فيزيائية الأثر، بالإضافة إلى عامل آخر هو احتمالية التغيير في مسار المتلقي من جهة والثبات من جهة أخرى وحركة الكتل وسرعاتها من جهة ثالثة والمتغير الضوئي من مصدره من جانب آخر· قد يحصل عامل مختلف هو المصدر الصناعي للضوء، كل ذلك يفرض شرطه في عملية لتحليل، وهكذا نستنتج أن عملية التحليل من أيام المهام الإبداعية وليست مهمة إجرائية أو مهنية·
إن التعمق في تحليل التصميم الفضائي يجعلنا أمام مهمة التعرف والكشف عن جملة من المحاور الرئيسية (أثر الآلية للهيئة فيه، المهمة الوظائفية، الملامح التي توحي بالزيادة فيه، الملامح التي تعطي نقصاناً فيه، إمكانية تحقيق منافذ للإضافة والتطوير فيه) وعند ذاك تتجزأ أمامنا كل الأشياء وأماكنها ومحاورها ومدياتها داخل فضائها· إن العملية من التداخل والتشابك في أي عمل تصميمي ما يجعل منها (مهمة) تعتمد على القدرة الإبداعية لكيفية التغلغل فيها إلى الحد الذي تكون (مهمة) تحليل التصميم وفضائه ما يساوي عملية تصميمه·
المتكون في الفضاء والذي يتحسسه المتلقي بناءً على التباينات الحاصلة فيه بالإضافة إلى الحركة الفيزيائية في مجموعه أو أجزائه، وكذلك المعادلات المتحققة من ناتج فعل عناصره، وانعكاسية ذلك التي تفسر نظامه وبالتالي يكون المتكون الفضائي في الجانب المسطح والمجسم منه متبايناً في كثير مما ذكرناه حيث لا نلاحظ في التسطيح العوامل المذكورة سابقاً·
إن تحسس المسافات في الفضاء وخاصة المسافات التي تعقب الكتل ستكون نسبية، حيث أن المتلقي يحس بالفضاء الذي يحيط أية كتلة وكذلك بالفضاء الذي يفصل بين كتلة وأخرى، وبالتالي من خلال المسافات بينهما عمقاً أو قرباً، ولكن ذلك ليس دقيقاً وأن هذه العملية بحد ذاتها تفرض على المصمم تحديد نتائجها مسبقاً حتى لا تتضاءل عوامل التأثير الناتجة من فضاءات حول الكتل وما بينها·
وحركة المتلقي هي التي تقرر الفضاء الذي يؤثر فيه وعندما تكون الحركة حول أو إلى فوق أو تحت الكتلة المصممة سيكون الناتج من التأثير الفضائي على المتلقي متغيراً بتغير الأحوال المذكورة وهنا تظهر بوضوح قدرة المصمم الذي يدقق في العمليات التصميمية وعلاقتها بالمسارات المحتملة والتوقعات المحتملة حتى تكون الصورة الناتجة هي الهدف الذي أراده المصمم أصلاً·
يعد الفضاء في المعنى الفني التصميمي عاملاً سالباً حتى يتكون فيه هيئة (كتلة) (تشكيل) وبذلك يكون العامل الموجب هو المتكون في الفضاء والذي ينتج منه التداخل والتفاعل بينما هو فعل العناصر ونظامها الأُسي مع الداخل الفضائي والمحيط الفضائي، والأثر الفضائي بين العمق والقرب·
تحقق أية هيئة حالة تضاد مع فضائها فور حضورها ذلك الفضاء في الأبعاد الثلاثة أو في البعدين وبالتالي فإن التضاد هنا يكون عاملاً أساسياً مفروضاً في مرحلة التكوين الابتدائية (التضاد الأول) وبعد ذلك تكون عملية التفاعل مع نمو النظام الأسي بموجب المعادلة أو المعادلات المكونة لأية هيئة حضرت فضاءها بل كما قلنا فإن الهيئة (كتلة) فقط حضورها فضاءً فإنها تحقق البوابة الأولى لبدء التكوين وتغيير التصميم الفضائي كلياً·
فلا يكون كل ما حولنا إلا شكلاً أو هيئة وإذا لم يكن كذلك فماذا يكون إذاً؟ وتتميز وتوصف كل هيئة من خلال عاملين الأول الذي يصف والثاني التباينات الحاصلة بالموصوف وفضائه وما حوله، وبدون تلك التباينات لا نميز الأشياء بصرياً، وما ذكرناه عن التباين هو الأثر الضوئي المنعكس من السطوح وبدرجاته المختلفة وكذلك ألوان خاماته أو صبغاته طبيعية كانت أم صناعية، وكمية الضوء الممتص والساكن فيها والمنعكس كما قلنا منها الذي هو العامل الحاسم في تحديد الأشكال ومجسماتها·

Pages