أنت هنا

قراءة كتاب سفر السرمدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سفر السرمدية

سفر السرمدية

رواية "سفر السرمدية" تعد عملاً إبداعياً رائعاً، يحاول فيه الكاتب عبد الخالق الركابي تقديم نموذج عراقي للرواية ما بعد الحداثية عن طريق مزواجته بين المدى الروائي والمدى اللاروائي وهو الواقع، كما أن المحتوى يدور أو يختزل طابع الحياة العراقية الصميمة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
> وعد قطعته على نفسي من دون أن يخطر لي أنّ الإيفاء به يتطلب مرور ربع قرن قبل أن أصل إلى الصياغة النهائية لهذه الفصول الثلاثة، تاركاً لك الفصل الرابع - تذكّر الحركة الرابعة من تلك الرباعية الوترية - لتملأ بتفاصيل الحاضر بياض الصفحات···<
من خطاب الروائي إلى وحيد حلمي
وهو أمر لم يتمّ ولن يتمّ، لأنه واقع في المجال السرمدي الذي يكنى بالصفحات البيض·
***
 
تتجاور الروايتان (سفر الأزلية) والرواية الواقعية (سفر الأبدية) بين دفتي كتاب السرمدية؛ يفصل بينهما حدّان: الأول مكاني معبّر عنه بالتسمية (أزلية - أبدية) والحد الثاني بنائيّ يتمثل بشبكة الإسناد (توزيع منظومة الرواة) حيث الرواية الواقعية تُنسج بإسنادها إلى ضمير المتكلم، الذي لا علم له إلا بما ينفذ من حواسه وينسّق في عقله:
>كنت - رابطت - وقفت - همست< في حين يسند الروي في الرواية الخيالية إلى ضمير الغائب الذي ينوب عنه الراوي المتعالي كلّي العلم:
>وكان - وكانت - أصبح ···الخ< أو إلى ضمير المخاطِب (الموجّه المتحكم) >حين تُشرع - سأفترض بك - ذلك ما أريدك - ها أنت ذا<
يعمل هذا الإسناد على فصل الذات المتحررة المطلقة (المرويات) عن الذات الحبيسة (النسبية) (الواقعات)، لإنشاء مَعْلَمي طوبوغرافية السرد الرئيسين، غير أن هذين الحدين الفاصلين سرعان ما يذوبان، بعضهما في بعض، ليصبحا كالمجرى الذي ينبع من مكانين مختلفين ويصب في مكان واحد· هذا المكان هو الذي يُعَلّمُ تحت يافطة، تعدّ كلمة السرّ في الأعمال السردية، التي تحاول اجتياز مانع الحداثة إلى ما بعده وهي >الأسلاف< أو على نحو أدق (مدينة الأسلاف)(2))

الصفحات