أنت هنا

قراءة كتاب قطار الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قطار الحب

قطار الحب

تشكل مجموعة الكاتب الليبي صلاح الحداد القصصية "قطار الحب" نموذجا اخر من عدة اعمال لمهاجرين عرب يصح ان تندرج على تفاوت جودتها واختلاف موضوعاتها تحت مظلة مشتركة تكمن في عنوان رواية الطيب صالح الشهيرة «موسم الهجرة الى الشمال».

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
-1-
 
كان (سام) يصطحبها إلى ناصية شارع منزلها الكائن في (كاسل نوك) بدلن رقم 51، ولم يمض على التحاقها بالجامعة ؛ كلية الفنون، قسم الدراسات المسرحية سوى شهر واحد فقط· لقد تجاهلتْ (سمر) تحذيرات أبيها (فرج) الصارمة تجاه ربط أية علاقات غرامية مع أحد من الشبان ؛ من شأنها أن تلطخ سمعته وشرف عائلته وتجلب لهم العار· كان فرج قد غادر وطنه الأم (ليبيا) منذ عشرين سنة· لقد جاء طالبا إلى أيرلندا، ووجد نفسه حينها واقعا في غرام فتاة دبلنية جذابة اسمها (نتاشا)· ولتنتهي به هذه العلاقة بعد مرور وقت من الزمن، إلى الزواج منها بعد أن حملتْ منه حملا غير شرعي· وكان المولود الأول ولدا ؛ وقد سمّياه (وليد)، وهو الآن يعمل ساقيا في أحد البارات بالبلدة· بينما جاءت المولودة الثانية بعد سنتين من مجيء وليد، وهي الفتاة (سمر)، التي دخلت الجامعة لتوها·
 
وبينما كان سام يُودِّعها بقبلة ساخنة، يطبعها على شفتيها، كان أبوها فرج عائدا إلى البيت من الطريق ذاته، ووقعت عيناه الضيقتان المنهكتان على هذا المنظر المريع· وهنا تجمَّد الدمُ في عروقه، وتسارعت دقات قلبه ؛ حتى كاد قلبه يقفز من قفصه الصدري· ولولا مُنبه السيارة القادمة من الاتجاه المعاكس، لحصل ما لا يُحمد عقباه!· لكنَّ الغريب أن كلا العاشقين لم يكونا ؛ لينتبها إلى ما يجري بقربهما من ضوضاء· لقد كانا ذائبين غارقين كلية في عملية التقبيل، حتى أنهما لم يشعرا بشيء يدور حولهما· أكمل فرج طريقه مرتبكا متوترا، غير مصدّق لما رأته عيناه، وبالكاد استطاع الوصول إلى المنزل سالما·
 
دخلتْ سمر عقب دخول أبيها المنزل، وصعدت مباشرة إلى الحمام في الطابق العلوي بعد أن ألقت حقيبتها جانبا· لقد كانت حقا ملتهبة·· كان كلُّ جسدها تقريبا يشتعل ؛ من أسفله إلى أعلاه· وأخذت تطرح ملابسها قطعة قطعة، إلى أن وصلت إلى كلسونها المنقّط، والذي كان يقطر من المذي· وهالها ما رأت!· فكرتْ في أن تأخذ حماما، لكنها عدلت عن ذلك ورأت أن تكتفي بعملية تبريد وانتعاش فقط ؛ فوضعتْ رأسَها تحت صنبور الماء البارد، في محاولة لتخفيف حدة الحرارة المتقدة على الرغم من برودة الطقس· فقد كانت في أواخر فصل الخريف· وأخذت تنتعش شيئا فشيئا وقد ابتلَّ جميع شعرها الأحمر المنسدل على كتفيها، والذي بدا كالمصبوغ بالحناء· دفعته للخلف بعد أن رفعت رأسها، وقطرات الماء تتحدر من على وجهها الباسم· ثم فتحت عينيها للمرآة باتساع ؛ لتكشف عن جمالهما الأخاذ، وخطفت نظرة إلى نهديها الصغيرين البارزين، وضغطتهما بأصابعها الملساء ضغطتين، ثم خطفت نظرة أخرى إلى شفتيها الذابلتين لتوهما من شدة التقبيل، ومصتهما مصا عميقا ؛ كي تنعشهما من جديد، وقد علت وجهها ابتسامة خفيفة، بدت فيها أكثر من جذابة في المرآة· لقد شعرت فعلا بالانتعاش والإعجاب، وسريعا ما تنهدت وهي تقول: كان حقا يوما رائعا! وطفقت بعدها تجفف أطرافها وشعرها، ثم هرعت إلى غرفتها مدثرة بمنشفها الوردي ؛ لترتدي ملابس خفيفة للراحة· ولم تمر لحظات حتى خفق باب غرفتها· سمعت صوتا أجشا، علا صوت الموسيقى، التي كانت تصغي إليها، يقول:
 
- هل لي أن أدخل ؟

الصفحات