أنت هنا

قراءة كتاب قطار الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قطار الحب

قطار الحب

تشكل مجموعة الكاتب الليبي صلاح الحداد القصصية "قطار الحب" نموذجا اخر من عدة اعمال لمهاجرين عرب يصح ان تندرج على تفاوت جودتها واختلاف موضوعاتها تحت مظلة مشتركة تكمن في عنوان رواية الطيب صالح الشهيرة «موسم الهجرة الى الشمال».

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
تناولت نتاشا شرابها المفضل وسيجارتها المفضلة، وجلست على الصوفا قرب زوجها· رفعت كأسها وارتشفت منه رشفة، ثم أدارت وجهها نحو وجه زوجها الشاحب، وقالت:
 
- أريد أن أسألك سؤالا واحدا: لماذا لا تدع ابنتي وشأنها ؟ هل تريدها أن تعيش بقية حياتها في مستشفى المجانين·· هل تريدها أن تموت منتحرة ؟ هل فقدتَ صوابك يا هذا ؟ ألاَ ترعوي عن أسلوبك الهمجي هذا ؟ متى تتحول عن عنجهيتك هذه، وتبدأ في معاملتها بلطف وحذر وذكاء ؟!
 
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه، وقال:
 
- أنا لستُ ذكيا! لقد بدا متصلبا متنمرا كعادته·
 
- حسنا، يبدو أن الحديث معك كالحديث إلى هذا الحائط· لكنني أحذرك من أن تلمس شعرة واحدة منها ؛ لا بل من أن تنبس في أذنها ببنت شفة! قالت ذلك حتى إنه يمكنه أن يسمع صوت اندفاع الدم في عروقها، الذي هو أشبه بصوت شلال متدفق من علٍ· لقد فقدت أي أمل في ثنيه عن مواقفه المتصلبة هذه·
 
- هل يمكن أن اعتبر هذا تهديدا منكِ ؟ سألها باستهزاء وهو يرفع عينيه الرماديتين الناعستين إلى السقف·
 
- لتعتبره ما تعتبره، لكنني من الآن فصاعدا لن أتساهل معك أبدا· وسأرمي بك في الشارع إذا ما تطاولتَ مرة أخرى· وإذا كنت تظن أنها لعبة من ألعاب قمارك التافهة، فأنت واهم وخاسر لا محالــة!
 
- يبدو أنكِ تخيفينني، لقد بثثتِ الرعب في قلبي! وأخذ يقهقه وهو يرفع الكأس إلى فمه·

الصفحات