أنت هنا

قراءة كتاب قطار الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قطار الحب

قطار الحب

تشكل مجموعة الكاتب الليبي صلاح الحداد القصصية "قطار الحب" نموذجا اخر من عدة اعمال لمهاجرين عرب يصح ان تندرج على تفاوت جودتها واختلاف موضوعاتها تحت مظلة مشتركة تكمن في عنوان رواية الطيب صالح الشهيرة «موسم الهجرة الى الشمال».

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
-تفضل· قالت ذلك بصوت ناعم وهي تلوك العلكة بين فكيها الطريين، وتصغي إلى أغنية جديدة بعنوان (Burn) للنجم المتألق (Usher)·
 
فتح البابَ ودخل، ودون أية مقدمات أخذ يقول لها وهو يُحدِّق في عينيها باشمئزاز واقفا:
 
- ألمْ أحذرْكِ ألفَ مرة من ارتكاب أي نوع من مثل هذه الحماقات الصبيانية ؟
 
- عفوا أبي·· عن أية حماقات صبيانية تتحدث ؟ قالت هذا بعفوية تامة بعد أن خفّضت من صوت الموسيقى، وهي لا تدري أنه كان يراقبها وهي تلثم شفتي سام، ووجنتيه على قارعة الطريق بشرهٍ تام·
 
واستعر الغضب في وجهه وبدا الدم يفور في عروقه، وقد زاد من نبرة صوته:
 
- أتعتقدين أنني أبله مثلك·· ما أقبحك وأنتِ تتظاهرين بالسذاجة أيتها الساقطة! لقد فقد أعصابه حقا، ولم يعد يملك السيطرة على نفسه، وقد تناثر رذاذ فمه الأبيض على وجهها من شدة صياحه· ثم واصل هيجانه كالثور، قائلا:
 
- لا أريد أن أطيل الحديث معكِ، لكني أقول لكِ هذه الجملة المختصرة: إذا لم تتركي هذه الحماقات المتهورة، فلسوف أذبحك بيدي هكذا! وأشار بيده وكأنه يجر بسكين على رقبتها·
 
لقد أدركتْ سمر بسرعة عما كان أبوها يتحدث، ولم تشأ أن تستسلم بسهولة لتهديداته وتطاوله الوقح هذا· كما أدركتْ أن من واجبها الدفاع عن نفسها، في تقديم وجهة نظرها في الموضوع، بدلا من أن تبقى كالدمية، أو كالخاتم بين أصابع أبيها· وانبرت بقوة شخصيتها وواجهته قائلة، بعد أن ابتلعت ريقها وانتصبت واقفة:
 
-كلا، يا أبي·· لن تستطيع إخافتي بهذه الطريقة، كما لن تستطيع أن تفرض عليّ أراءَك المتخلفة هذه· لتعلم أنني لم أعد صغيرة وأن لي حياتي الخاصة، التي أستطيع أن أزاول فيها ما أشاء وأرغب، بما في ذلك حياتي العاطفية· ولن أسمح لأي كان أن يُملي عليَّ ما يجب أن أفعله، وما لا يجب أن أفعله!
 
ولم تنهِ هذه الكلمات حتى رفع أبوها يده ؛ ملوِّحا بصفعها وهو يصيح متوعدا بأعلى صوته:
 
- اخرسي أيتها العاهرة·· اخرسي، وإلا هويتُ بكفي هذه على وجهك الوقح هذا!
 
- أنت الذي يجب أن تخرس، وإذا لم ترفع كفك عن وجهي، فلسوف أستدعي الشرطة حالا! قالت هذا والشرر يتطاير من عينيها المتقدتين جحيما·
 
- تهددينني إذن· حسنا·· حسنا، سوف نرى من ستكون نهايته···! ولم يكمل كلامه، ولفَّ لفة ثور مصروع وخرج وهو يهذي·
 
كان يعلم حقيقة قول ابنته في أن هناك فعلا من يوقفه عند حده· وتذكر أنه ليس في بلده، بل هو في أيرلندا، التي تعاقب قوانينها كل من يجرؤ على تعريض أبنائه للعقاب الجسدي· وشعر بالهزيمة والإهانة وأخذ يفكر في الانتقام· لقد كان يعتقد أنه ما لم يوقفها عند حدها، فلسوف تكون العواقب وخيمة· فماذا لو تمادت في علاقتها، وحملت منه، عندها ستقع الكارثة ويحل العار· وهذا ما لا يمكن أن يقبله بحال·

الصفحات