أنت هنا

قراءة كتاب اليهود قبيل الشيطان وجنوده في غواية الإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اليهود قبيل الشيطان وجنوده في غواية الإنسان

اليهود قبيل الشيطان وجنوده في غواية الإنسان

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
ثم قلت لعل وجود مؤمنين فيهم هو السبب.. فعدت أدرس هذا الجانب فيهم.. فوجدت ان أعداد المؤمنين فيهم كانت قليلة….. فالوثنية والكفر لدى غالبيتهم كانا يطلان برأسيهما بين الحين والحين … بل في كل حين…. فمنذ لحظة الرحيل من مصر ومعها سرقت نساؤهم حليّ جاراتهن من أهل مصر… وما أن أنجاهم سبحانه وتعالى من فرعون وجنده… واغرق فرعون وجنده في اليم وهم ينظرون … ما أن تم لهم ذلك حتى مرّوا على قوم يعبدون الأصنام فطالبوا موسى بقولهم : " يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة "(سورة الأعراف-138) .. وبعد ذلك وحتى لا نطيل فقد اختبر الله سبحانه وتعالى إيمانهم عندما قادهم ملكهم طالوت لمحاربة جالوت وجنده " فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنّون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين " (سورة البقرة-249) .. أرأيت أن القليل فقط هم الذين صدعوا لأمر الله وامتنعوا من الشرب من ماء النهر… ثم القليل من هذا القليل هم الذين صدعوا لأمر ربهم .. وهم الذين كانوا مؤمنين بلقاء ربهم .. مصدقين بوعده لهم بالنصر على أعدائهم….. نعم ان المؤمنين فيهم هم قليل القليل … مما لا يجعلهم يختلفون في هذا المعنى عن الأقوام الأخرى .. فينجي الله عز وجل هؤلاء المؤمنين كما نجاهم في تلك الأقوام .. الأمر الذي يدحض هذا الاحتمال أيضا… وعندها أيقنت انه لابد ان تكون هناك حكمة أخرى وراء الإبقاء على أبناء يهود إلى اجل آخر هم بالغوه والله عليم حكيم.
 
وهنا بدأت أبحث عن هذه الحكمة علّ الله سبحانه وتعالى يهديني إليها… وبعد لأي في البحث والتفكير… والتحليل والتركيب .. والربط والتمحيص .. هداني الله تعالى إلى الوصول إلى ما أعتقد أنها الحكمة التي كانت وراء إمهال أبناء يهود إلى اجل آخر لم تمهله الأقوام الأخرى سالفة الذكر التي أخذها سبحانه وتعالى اخذ عزيز مقتدر.
 
ان الله سبحانه وتعالى وبسابق علمه علم عن بني إسرائيل : من هم .. وما ستكون عليه جبلتهم الفاسدة والمفسدة .. وأنهم على غيهم سوف يبقون سادرين.
 
فبسبب كبرهم الذي يطاول كبر الشيطان كانوا يكفرون بالأنبياء والرسل ويعصون .. ولكن جبنهم الذي يضاهي جبن الشيطان كان عندما ينزل بهم العقاب يجعلهم عن كفرهم يرجعون .. وباستغفار ربهم وطلب رحمته يجأرون .. ولكن وما أن يرفع عنهم العذاب نراهم الى ما كانوا عليه سرعان ما يعودون… وإذا رأوا عقاب ربهم ثانية فسوف يتوقفون .. فهم يحبون الحياة وعليها يحرصون… "ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة " (سورة البقرة-249) .. أتريد أمثلة على ذلك؟… فإليك ما كتبوه هم أنفسهم عن تاريخهم وفي توراتهم المتداولة .. وانظر في الإصحاح الثاني من سفر القضاة ليحكي تك قصتهم بعد يوشع عليه السلام .. فقد جاء فيهم جيل لم يعرف ربه وما أنعم عليهم وعلى آبائهم من نعم .. إذ أنقذهم من من فرعون واستعباده لهم .. وفتح لهم الأرض المباركة .. وبدلا من شكره وعبادته خير عبادة فقد هرعوا إلى عبادة آلهو الشعوب التي اختلطوا بها .. مما أغضب الرب عليهم وجعلهم نهبة تتخاطفهم أيدي أعدائهم .. حتى ضاق بهم الحال فلجأوا إلى ربهم فأرسل فيهم عددا من القضاة فأنجوهم من هؤلاء الآعداء .. ولكنهم سرعان ما عادوا إلى غيهم .. وراحوا يقترفون شتى أنواع الفساد والكفر .. ثم ضيق الرب عليهم حياتهم .. فأخذوا يجأرون ثانية إليه سبحانه متضرعين نادمين .. فقيض لهم من يخلصهم .. وما أن تمّ لهم ذلك حتى عادوا إلى فسادهم غيهم .. ولكن هذه المرة كان غيهم وفسادهم على درجة أكبر مما فعل آباؤهم .

الصفحات