أنت هنا

قراءة كتاب المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر

المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر

واعلم أيها الناظر في كتابي أن مدار علم البيان على حاكم الذوق السليم الذي هو أنفع من ذوق التعليم وهذا الكتاب وإن كان فيما يلقيه إليك أستاذا وإذا سألت عما ينتفع به في فنه قيل لك هذا فإن الدربة والإدمان أجدى عليك نفعا وأهدى بصراً وسمعاً وهما يريانك الخبر عيانا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 9
ومع هذا فينبغي لك أن تعلم أن الجهل بالنحو لا يقدح في فصاحة ولا بلاغة ولكنه يقدح في الجاهل به نفسه لأنه رسوم قوم تواضعوا عليه وهم الناطقون باللغة فوجب اتباعهم والدليل على ذلك أن الشاعر لم ينظم شعره وغرضه منه رفع الفاعل ونصب المفعول أو ما جرى مجراهما وإنما غرضه إيراد المعنى الحسن في اللفظ الحسن المتصفين بصفة الفصاحة والبلاغة ولهذا لم يكن اللحن قادحا في حسن الكلام لأنه إذا قيل‏:‏ جاء زيد راكب إن لم يكن حسناً إلا بأن يقال‏:‏ جاء راكباً بالنصب لكان النحو شرطا في حسن الكلام وليس كذلك‏.‏
 
فتبين بهذا أنه ليس الغرض من نظم الشعر إقامة إعراب كلماته وإنما الغرض أمر وراء ذلك وهكذا يجري الحكم في الخطب والرسائل من الكلام المنثور‏.‏
 
وأما الإدغام فلا حاجة إليه لكاتب لكن الشاعر ربما احتاج إليه لأنه قد يضطر في بعض الأحوال إلى إدغام حرف وإلى فك إدغام من أجل إقامة الميزان الشعري‏.‏
 
النوع الثاني معرفة ما يحتاج اليه من اللغة وهو قولنا ‏"‏ إنه يحتاج إلى معرفة اللغة مما تداول استعماله ‏"‏ فسيرد بيانه عند ذكر اللفظة الواحدة والكلام على جيدها ورديئها في المقالة المختصة بالصناعة اللفظية‏.‏
 
ويفتقر أيضا مؤلف الكلام إلى معرفة عدة أسماء لما يقع استعماله في النظم والنثر ليجد إذا ضاق به موضع في كلامه بإيراد بعض الألفاظ سعة في العدول عنه إلى غيره مما هو في معناه وهذه الأسماء تسمى المترادفة وهي اتحاد المسمى واختلاف أسمائه كقولنا‏:‏ الخمر والراح والمدام فإن المسمى بهذه الأسماء شيء واحد وأسماؤه كثيرة‏.‏
 
وكذلك يحتاج إلى معرفة الأسماء المشتركة ليستعين بها على استعمال التجنيس في كلامه وهي اتحاد الاسم واختلاف المسميات كالعين فإنها تطلق على العين الناظرة وعلى ينبوع الماء وعلى المطر إلا أن المشتركة تفتقر في الاستعمال إلى قرينة تخصصها كي لا تكون مبهمة لأنا إذا قلنا‏:‏ عين ثم سكتنا وقع ذلك على محتملات كثيرة من العين الناظرة والعين النابعة والمطر وغيره مما هو موضوع بإزاء هذا الاسم وإذا قرنا إليه قرينة تخصه زال ذلك الإبهام بأن نقول‏:‏ عين حسناء أو عين نضاخة أو ملثه أو غير ذلك‏.‏

الصفحات