أنت هنا

قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء الخامس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السيرة النبوية لابن كثير الجزء الخامس

السيرة النبوية لابن كثير الجزء الخامس

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 4
ذلك كله مقبل غير مدبر، وكانت قد طعنت يده اليمنى ثم اليسرى وهو ممسك للواء، فلما فقدهما احتضنه حتى قتل وهو كذلك.
 
فيقال: إن رجلا من الروم ضربه بسيف فقطعه باثنتين، رضى الله عن جعفر ولعن قاتله.
 
وقد أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شهيد فهو ممن يقطع له بالجنة.
 
وجاء بالاحاديث تسميته بذى الجناحين.
 
وروى البخاري عن ابن عمر، أنه كان إذا سلم على ابنه عبدالله بن جعفر يقول: السلام عليك يابن ذى الجناحين.
 
وبعضهم يرويه عن عمر بن الخطاب نفسه، والصحيح ما في الصحيح عن ابن عمر.
 
قالوا: لان الله تعالى عوضه عن يديه بجناحين في الجنة وقد تقدم بعض ما روى
 
في ذلك.
 
قال الحافظ أبو عيسى الترمذي: حدثنا على بن حجر، حدثنا عبدالله بن جعفر، عن العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبى هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: " رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة ".
 
وتقدم في حديث أنه رضى الله عنه قتل وعمره ثلاث وثلاثون سنة.
 
وقال ابن لاثير في الغابة: كان عمره يوم قتل إحدى وأربعين.
 
قال: وقيل غير ذلك.
 
قلت: وعلى ما قيل إنه كان أسن من على بعشر سنين، يقتضى أن عمره يوم قتل تسع وثلاثون سنة، لان عليا أسلم وهو ابن ثمانى سنين على المشهور فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وهاجر وعمره إحدى وعشرون سنة، ويوم مؤتة كان في سنة ثمان من الهجرة والله أعلم.
 
وقد كان يقال لجعفر بعد قتله الطيار، لما ذكرنا، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان لكرمه يقال له: أبا المساكين، لاحسانه إليهم.
 
قال الامام أحمد: وحدثنا عفان بن وهيب، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن أبى هريرة، قال: ما احتذى النعال ولا انتعل، ولا ركب المطايا ولا لبس الثياب من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبى طالب.
 
وهذا إسناد جيد إلى أبى هريرة، وكأنه إنما يفضله في الكرم، فأما في الفضيلة الدينية فمعلوم أن الصديق والفاروق بل وعثمان بن عفان أفضل منه، وأما أخوه على رضى الله عنهما فالظاهر أنهما متكافئان أو على أفضل منه.
 
وإنما أراد أبو هريرة تفضيله في الكرم، بدليل ما رواه البخاري: حدثنا أحمد بن أبى بكر، حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهنى، عن ابن أبى ذئب، عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة، أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة وإنى كنت
 
ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني خبزا لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان وفلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لاستقرئ الرجل الآية هي معى كى ينقلب بى فيطعمني، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبى طالب، وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التى ليس فيها شئ فنشقها فنلعق ما فيها.

الصفحات