أنت هنا

قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء الخامس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السيرة النبوية لابن كثير الجزء الخامس

السيرة النبوية لابن كثير الجزء الخامس

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 9
بسم الله الرحمن الرحيم
 
كتاب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الآفاق وكتبه إليهم يدعوهم إلى الله عزوجل وإلى الدخول في دين الاسلام ذكر الواقدي أن ذلك كان في آخر سنة ست في ذى الحجة بعد عمرة الحديبية، وذكر البيهقى هذا الفصل في هذا الموضع بعد غزوة مؤتة.
 
والله أعلم.
 
ولا خلاف بينهم أن بدء ذلك كان قبل فتح مكة وبعد الحديبية، لقول أبى سفيان لهرقل حين سأله: هل يغدر ؟ فقال: لا، ونحن منه في مدة لا ندرى ما هو صانع فيها.
 
وفى لفظ البخاري: وذلك في المدة التى ماد فيها أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
وقال محمد بن إسحاق: كان ذلك ما بين الحديبية ووفاته عليه السلام.
 
ونحن نذكر ذلك هاهنا وإن كان قول الواقدي محتملا.
 
والله أعلم.
 
وقد روى مسلم عن يوسف بن حماد المعنى، عن عبدالاعلى، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب قبل مؤتة إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله عزوجل، وليس بالنجاشى الذى صلى عليه.
 
وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، حدثنى الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن عبدالله بن عباس، حدثنى أبو سفيان من فيه إلى في قال:
 
كنا قوما تجارا، وكانت الحرب قد حصرتنا حتى نهكت أموالنا، فلما كانت الهدنة - هدنة الحديبية - بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لم (1) نأمن إن وجدنا أمنا، فخرجت تاجرا إلى الشام مع رهط من قريش، فوالله ما علمت بمكة امرأة ولا رجلا إلا وقد حملني بضاعة، وكان وجه متجرنا من الشام غزة من أرض فلسطين.
 
فخرجنا حتى قدمناها وذلك حين ظهر قيصر صاحب الروم على من كان في بلاده من الفرس فأخرجهم منها، ورد عليه صليبه الاعظم وقد كان استلبوه إياه، فلما أن بلغه ذلك وقد كان منزله بحمص من الشام فخرج منها يمشى متشكرا إلى بيت المقدس ليصلى فيه تبسط له البسط ويطرح عليها الرياحين، حتى انتهى إلى إيلياء فصلى بها.
 
فأصبح ذات غداة وهو مهموم يقلب طرفه إلى السماء، فقالت [ له ] (2) بطارقته: أيها الملك لقد أصبحت مهموما ؟ فقال: أجل.
 
فقالوا: وما ذاك ؟ فقال: أريت في هذه الليلة أن ملك الختان ظاهر، فقالوا: والله ما نعلم أمة من الامم تختتن إلا اليهود وهم تحت يديك وفى سلطانك فإن كان قد وقع [ ذلك ] (3) في نفسك منهم فابعث في مملكتك كلها فلا يبقى يهودى إلا ضربت عنقه، فتستريح من هذا الهم.
 
فإنهم في ذلك من رأيهم يديرونه بينهم إذ أتاهم رسول صاحب بصرى برجل من العرب قد وقع إليهم، فقال: أيها الملك إن هذا الرجل من العرب من أهل الشاء والابل يحدثك عن حدث كان ببلاده فاسأله عنه.
 
فلما انتهى إليه قال لترجمانه: سله ما هذا الخبر الذى كان في بلاده ؟ فسأله فقال: هو رجل من العرب من قريش خرج يزعم أنه نبى وقد اتبعه أقوام وخالفه آخرون، وقد كانت بينهم ملاحم في مواطن، فخرجت من بلادي وهم على ذلك.

الصفحات