أنت هنا

قراءة كتاب محاضرات في طرق وأساليب وإجراءات مواجهة الشكاوى والقضايا والحوادث والأزمات والمشكلات المدرسية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
محاضرات في طرق وأساليب وإجراءات مواجهة الشكاوى والقضايا والحوادث والأزمات والمشكلات المدرسية

محاضرات في طرق وأساليب وإجراءات مواجهة الشكاوى والقضايا والحوادث والأزمات والمشكلات المدرسية

كتاب " محاضرات في طرق وأساليب وإجراءات مواجهة الشكاوى والقضايا والحوادث والأزمات والمشكلات المدرسية " ، تأليف محيى الدين محمد عطية ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 8

خامسا :مشكلات هامة تخص الطلاب

المشكلة الأولى : غياب الطلاب وهروبهم

تعتبر مشكلة الغياب والهروب من أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع المدرسي ، وذلك لما لها من تأثير سلبي على حياة الطالب الدراسية وسبباً في كثير من إخفاقاته التحصيلية وانحرافاته السلوكية

البرنامج العلاجي:

على الرغم من التأثير السلبي لغياب الطالب وهروبه من المدرسة على الطالب نفسه وعلى أسرته والمجتمع بشكل عام ، إلا أن تأثيره على المدرسة أكثر وضوحاً ، ذلك أنه عامل كبير يساهم في تفشي الفوضى داخل المدرسة والإخلال بنظامها العام فتكرار حالات الغياب والهروب من المدرسة وبروزها كظاهرة واضحة في مدرسة ما يسبب خللاً في نظام المدرسة وتدهور مستوى طلابها التعليمي والتربوي ، خاصة في ظل عجز المدرسة عن مواجهة مثل هذه المشكلات ( وقاية وعلاجاً )

ومن هنا فعلى المدرسة أن تكون قادرة على اتخاذ الإجراءات الإدارية والتربوية المناسبة لعلاج مشكلة الغياب والهروب ، وجادّة في تطبيقها والحد من خطورتها والتي قد تتجاوز أسوار المدرسة إلى المجتمع الخارجي فتظهر حالات السرقة والعنف وإيذاء الآخرين والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة وكسر الأنظمة ، وما إلى ذلك من مشكلات تصبح المدرسة والمنزل عاجزين عن حلّها ومواجهتها .

ومن أهم ما يمكن أن تقوم به المدرسة في هذا المجال :

أولاً : الإجراءات الفنية :

1- دراسة المشكلات الطلابية الحقيقية والتعرف على أسبابها مع مراعاة عدم التركيز على أعراض المشكلات وظواهرها وإغفال جوهرها ، واعتبار كل مشكلة حالة لوحدها متفردة بذاتها

2- تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق مزيد من التوافق النفسي والتربوي للطلاب عن طريق :

أ- تهيئة الفرص للاستفادة من التعليم بأكبر قدر ممكن

ب- الكشف عن قدرات وميول واستعدادات الطلاب وتوجيهها بشكل جيد

ت- إثارة الدافعية لدى الطلاب نحو التعليم بشتى الوسائل

ث- تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية الطالب والتعامل بحكمة مع الجوانب السلبية

ج- الموازنة بين ما تكلف به المدرسة طلابها وما يطيقون تحمله

ح- إثارة التنافس والتسابق بين الطلاب وتشجيع التعاون والعمل الجماعي بينهم

3-خلق المزيد من عوامل الضبط داخل المدرسة عن طريق وضع نظام مدرسي مناسب يدفع الطلاب إلى مستوىً معين من ضبط النفس يساعد على تلافي المشكلات المدرسية وعلاجها ، مع ملاحظة أن يكون ضبطاً ذاتياً نابعاً من الطلاب أنفسهم وليس ضبطاً عشوائياً بفرض تعليمات شديدة بقوة النظام وسلطة القانون

3- دعم برامج وخدمات التوجيه والإرشاد المدرسي وتفعيلها ، وذلك من أجل مساعدة الطلاب لتحقيق أقصى حد ممكن من التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي وإيجاد شخصيات متزنة من الطلاب تتفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وتستغل إمكاناتها وقدراتها أفضل استغلال

4- توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة لخلق المزيد من التفاهم والتعاون المشترك بينهما حول أفضل الوسائل للتعامل مع الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لكل ما يعوق مسيرة حياته الدراسية والعامة .

ثانياً : الإجراءات الإدارية :

1- وضع نظام واضح للطلاب لتعريفهم بالنتائج الوخيمة التي تعود علهم بسبب الغياب والهروب من المدرسة ، مع توضيح الإجراءات التي تنتظر من يتكرر غيابه من الطلاب وأن تطبيق تلك الإجراءات لا يمكن التساهل فيه أو التقاضي عنه .

2- التأكيد على ضرورة تسجيل الغياب في كل حصة عن طريق المعلمين وأن يتم ذلك بشكل دقيق وداخل الحصص دون الاعتماد بشكل كامل على أمناء الفصول الذين قد يستغلون علاقاتهم بزملائهم .

3- المتابعة المستمرة لغياب الطلاب وتسجيله في السجلات الخاصة به للتعرف على من يتكرر غيابه منهم ، وتتم المتابعة بشكل يومي مع التأكد من صحة المبررات التي يحضرها الطالب من ولي أمره أو الجهات الأخرى كالتقارير الطبية وما شابه ذلك وليكن ذلك عن طريق أحد الإداريين لإعطائه صفة أكثر رسمية

4- تحويل حالات الغياب المتكررة إلى الاخصائى الاجتماعي لدراستها والتعرف على أسبابها ودوافعها ووضع البرامج والخدمات التوجيهية والإرشادية المناسبة لمواجهة تلك المشكلات وعلاجها

5- إبلاغ ولي أمر الطالب بغياب ابنه بشكل فوري وفي نفس يوم الغياب وحبذا لو يتم ذلك خلال الحصة الأولى أو الثانية على أقص حد لكي يكون على بينة بغياب ابنه وبالتالي إمكانية متابعته للتعرف على حالته ، والتأكيد علي ولي الأمر بضرورة الحضور إلى المدرسة لمناقشة الحالة .

6- التأكيد على الطالب الغائب بالالتزام بعدم تكرار الغياب وكتابة التعهدات الخطية عليه وعلى ولي أمره مع التأكيد بتطبيق اللوائح في حالة تكرار الغياب

7- إتباع إجراءات اشد قسوة لمن يتكرر غيابه وهروبه من المدرسة كالحرمان من حصص التربية الرياضية أو المشاركة في الأنشطة المدرسية أو الرحلات0

ومهما يكن من أمر فإنه لا يمكن أن تنجح المدرسة في تنفيذ إجراءاتها ووسائلها التربوية والإدارية لعلاج مشكلة غياب الطلاب وهروبهم إذا لم تبد الأسرة تعاوناً ملحوظاً في تنفيذ تلك الإجراءات ومتابعتها ، وإذا لم تكن الأسرة جادة في ممارسة دورها التربوي فسيكون الفشل مصير كل محاولات العلاج والوقاية .

المشكلة الثانية :كثرة مشاكل طلاب الثانوية

تعتبر المرحلة الثانوية من المراحل الدراسية الهامة حيث يقطف الطلاب فيها ثمرة جهودهم التي بذلوها في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.

والطالب في هذه المرحلة يمر بفترة حرجة من مراحل النمو وهي مرحلة المراهقة المتوسطة من سن 16-18 حيث تظهر فيها العديد من المشاكل والميول والاتجاهات والرغبات والشهوات والحاجات ، فإذا لم يتم فيها توجيههم من قبل الآباء والمعلمين توجيهاً سليماً في ظل إطار شرعي وتربوي مرن بعيداً عن التهاون والتساهل والتخلي عن المبادئ والمثل والقيم وبعيداً عن التصرفات العصبية الرعناء ، فإن الشباب في هذه المرحلة يضيعون في لجج الفتن ومزالق الرذيلة مما يؤدي بهم إلى الانحطاط والفشل وعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة.

وأن المتأمل لواقع طلاب المرحلة الثانوية يجد أنهم لديهم العديد من التصرفات والسلوكيات السيئة أوقعتهم في الكثير من المشاكل، كالتهاون في الصلاة أو حتى تركها، وعقوق الوالدين واستعمال المخدرات ، والتدخين ، والمعاكسة ، والكذب ، والسب والشتم القبيح ، والميوعة ومحاكاة الغرب في قصات الشعور وفي ملابسهم وفي حركاتهم ، والتشبه بالنساء وممارسة الرذيلة ، والسرقة ، والتمرد على أنظمة المدرسة ، والهروب منها ، والعبث بممتلكاتها، والاعتداء على الآخرين ، والغش في الاختبارات ، وإظهار السلوك العدواني والعناد أمام المعلمين وعدم احترامهم ، وغير ذلك من التصرفات السيئة التي يشمئز منها كل إنسان غيور على دينه وقيمه وعاداته وحريص على مصلحة هؤلاء الشباب الذين يعتبرون المورد البشري الهام في بناء الوطن.

ومن أبرز النتائج السلبية التي تنتج عن ظهور مثل هذه السلوكيات السيئة مايلي :

1- التأثير على سلوكيات الطلاب الآخرين حيث تنتقل العدوى من طالب سيئ إلى طالب يتصف بالسلوكيات الحسنة خصوصاً عند غياب النصح والتوجيه.

2- ضعف التحصيل الدراسي عند بعض الطلاب.

3- التأثير السلبي على عطاء المعلم بسبب ظهور مثل هذه السلوكيات.

4- إعطاء صورة غير حضارية في المجتمع الذي تكثر فيه هذه السلوكيات.

5- الهدر الاقتصادي الناتج عن العبث بالممتلكات.

ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى وقوع الشباب في مثل هذه المشاكل مايلي :

1- ضعف الوازع الديني والجهل بأحكام الشريعة.

2- غياب القدوة الحسنة سواءً من أولياء الأمور أو من المعلمين.

3- التفكك الأسري وانشغال الأسرة بمباهج الحياة ، أدى إلى تخلي الأبوين عن دورهما الأساسي في التربية وإسداء النصح والتوجيه لأبنائهما في هذه المرحلة الحساسة.

4- التدليل المفرط والشدة الزائدة تؤدي إلى وقوع الشباب في مثل هذه المشاكل، فيجب على كل أب أن يتعامل مع أبنائه في هذه ا لمرحلة تعاملاً أخوياً دون أن يترك الحبل على الغارب وتركهم يفعلون مايشاؤون دون عقاب أو توجيه ، ولا يقوم في نفس الوقت بالتضييق والتشديد عليهم ومحاسبتهم على كل صغيرة وشاردة وواردة.

5- مشاهدة أفلام الجريمة والجنس والقنوات الفضائية المسعورة والمجلات الهابطة.

6- الاستخدام السلبي للإنترنت.

7- مصاحبة رفقاء السوء.

8- بعض المعلمين لهم سلوكيات سيئة وتصرفات غير لائقة يُظهرها أمام الطلاب مما يؤثر سلباً عليهم ، والبعض الآخر من المعلمين تقع عينه على بعض هذه السلوكيات المنحرفة ولا يقوم بالتوجيه والنصح والإرشاد ، همه الأول فقط تدريس الطلاب مادته العلمية وإنهائها في الوقت المحدد.

وحتى يمكننا أن نحد من هذه المشاكل لابد أن نضع العلاج المناسب لها عن طريق المدرسة وذلك على النحو التالي:

2- على المعلم أن يبذل ما في وسعه في النصح والتوجيه ، حيث أن دوره لا يقتصر فقط على توصيل المعلومات للطلاب فقط ، وإنما يتعدى دوره إلى أهم من ذلك فدوره في المدرسة كدور الأب في المنزل يربي وينصح ويوجه.

وإذا قارنا بين عدد الساعات التي يعيشها الطالب مع معلمه في المدرسة لوجدنا أنها أكثر من عدد الساعات التي يلتزمها مع والديه، وإذا كان الأمر كذلك، فإن المعلم يرى من الأحوال والتصرفات التي تصدر من الطالب ما قد تخفى على والديه، لذا يجب عليه أن يقوم بإصلاح المعوج وتهذيب الأخلاق وتصحيح الأفكار بأسلوب المشفق الناصح ، وأن تكون النصيحة المقدمة للطالب سراً إن كانت خاصة بفرد معين لأن ذلك أبلغ في قبول النصيحة وأسرع للاستجابة، أما إن كانت علانية فهو توبيخ في قالب نصح لاتقبله النفس.

3- بناء الثقة وجسور المحبة عند الطالب في هذه المرحلة من قبل أولياء الأمور والمعلمين وذلك بالكلمات الطيبة ذات الأثر الوجداني والبعد عن السخرية والاستهزاء والتقريع والتأنيب وتعزيز السلوكيات الطيبة التي تظهر منه بالتشجيع المستمر.

4- إعطاء الطالب في هذه المرحلة الفرصة للحديث ، وإبداء الرأي ، والاستماع والإنصات له باهتمام ، مع مراعاة البعد عن الفوقية والتسلط عند الحديث معه ، وأن يكون توضيح ما يبدر منه من خطأ أثناء ذلك بأسلوب مقنع، فالإقناع فن لا يجيده إلا قلة من الناس ، فإذا تمكن المحاور سواءً المعلم أو الأب من إقناع الشباب بخطئه فقد أجاد وأفاد ووصل إلى الهدف المراد.

5- أن يُولي كل من ولي الأمر والمعلم العناية والاهتمام بتعميق الجانب العقدي في نفس الطالب لأن ذلك من أهم الأسس في استمرار المؤمن على مراقبة الله واستشعار عظمته وخشيته في كل الظروف والأحوال، وهذا مما يقوي القوة النفسية والإرادة الذاتية لدى الفرد المؤمن، فلا يكون عبداً لشهواته، ولا أسيراً لأطماعه، فإذا قوي هذا الجانب فإن الفرد ينصلح من داخله لأنه يعتقد أن عين الله الساهرة تراقبه وتراه وتعلم سره ونجواه.

6- يجب على كل من الأب والمعلم الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والخلق الإسلامي القويم وأن يمثلوا القدوة الحسنة لهؤلاء الشباب، حيث يعتبر ذلك مؤثراً إيجابياً قوياً في معالجة مشاكلهم فالفرد لا يقبل النصح ولا الإرشاد ولا تتولد لديه أي قناعة من إنسان سلوكياته سيئة وتصرفاته غير لائقة ومخالفةٌ لشرع الله عز وجل، فالتربية بالقدوة الحسنة من أهم الوسائل الناجحة في معالجة العديد من المشاكل التي يعاني منها الشباب.

7- إشغال وقت فراغ الشباب بما ينفعهم ويفيدهم، لذلك يجب على المدرسة العناية بتفعيل الأنشطة المدرسية وتوجيه الطلاب نحو القيام ببعض الأعمال المهنية لتنمية حب العمل لديهم كذلك يجب على كل معلم من خلال مادته تنمية حب القراءة والإطلاع لطلابه .

8- توضيح المخاطر السيئة التي تلحق بالشباب نتيجة انحرافاتهم السلوكية وتقديم وسائل العلاج المناسبة .

المشكلة الثالثة : مشكلة التأخر الدراسي

أولاً : ماذا يقصد بالتأخر الدراسي ؟

يشتكى الكثير من الآباء والأمهات من حالة التأخر الدراسي التي يعاني منها أبناءهم ، غير مدركين للأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر وسبل علاجها ، وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة ، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد . ولاشك أن الأساليب القسرية لا يمكن أن تؤدي إلى تحسين أوضاع أبنائهم ، بل على العكس يمكن أن تعطينا نتائج عكسية لما نتوخاه .

أنواع التأخر الدراسي:

يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر ، ولكل نوع من التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي :

1 ـ التأخر الدراسي المرضي :

ويتطلب هذا النوع علاجاً طبياً.

2 ـ التأخر غير طبيعي :

وهذا النوع يمكن علاجه بالوسائل التربوية العلمية ، وهو ما يمكن أن تقوم به المدرسة بالتعاون مع البيت ، وهذا النوع من التأخر يمكن أن يكون في جميع الدروس ، وقد يكون تأخراً في بعض الدروس ، وقد يكون تأخراً في درس واحد فقط ، وقد يكون التأخر وقتياً ، وقد يستمر وقتاً طويلاً ، ولكل نوع من هذه الأنواع مسبباته ووسائل علاجه .

ما هي مسببات التأخر الدراسي ؟

إن أهم العوامل التي تسبب التأخر الدراسي هي:

1 ـ العامل العقلي : كالتأخر في الذكاء بسبب مرضي أو عضوي .

2 ـ العامل النفسي:كضعف الثقة بالنفس ،أو الكراهية لمادة معينة ، أو كراهية معلم المادة بسبب سوء معاملته لذلك التلميذ ، وأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم

3 ـ العامل الجسمي : ككون التلميذ يعاني من عاهة أو أي إعاقة بدنية.

4 ـ العامل الاجتماعي : ويتعلق هذا العامل بوضع التلميذ في البيت والمدرسة ،وعلاقاته بوالديه ،ومعلميه ،وأخوته ،وأصدقائه .

إن هذه العوامل كلها ذات تأثير مباشر في التأخر الدراسي لدى التلاميذ، وعلى ضوء دراستها نستطيع أن نعالج التلاميذ المتأخرين دراسياً والذين تثبت مقاييس الذكاء أن تخلفهم أمر غير طبيعي.

ومما تجدر الإشارة إليه أن التأخر الدراسي لدى التلاميذ يصاحبه في اغلب الأحيان الهرب من المدرسة والانحراف نحو الجرائم ، من سرقة واعتداء وغيرها ، ذلك أن التلاميذ الفاشلين في دراستهم يستجيبون أسرع من غيرهم لهذه الأمور بسبب شعورهم بالفشل ، وعدم القدرة على مواصلة الدراسة والتحصيل ، ولو تتبعنا أوضاع وسلوك معظم المنحرفين لوجدنا أنهم خرجوا من بين صفوف التلاميذ المتأخرين دراسياً .

كيفية معالجة مشكلة التأخر الدراسي :

إن معالجة مسألة التأخر الدراسي للنوع الثاني [ غير الطبيعي ] تتوقف على التعاون التام ، والمتواصل بين ركنين أساسيين هما البيت و المدرسة ،ونعني بالبيت مهمة الآباء والأمهات ومسؤولياتهم بتربية أبنائهم تربية صالحة ، مستخدمين الوسائل التربوية الحديثة القائمة على تفهم حاجات الأبناء وتفهم مشكلاتهم وسبل تذليلها ، ولا يتوقف عمل البيت عند المراحل الأولى من حياة الطفل ، بل يمتد ويستمر لسنوات طويلة حيث يكون الأبناء بحاجة إلى خبرة الكبار في الحياة ، فلابد ان يكون هناك إشراف مستمر على دراستهم ، وتخصيص جزء من الوقت لمساعدتهم على تذليل الصعاب التي تجابههم بروح من العطف والحنان والحكمة ، والعمل على إنماء أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم ، وتجنب كل ما من شأنه الحطّ من قدراتهم العقلية بأي شكل من الأشكال ، لأن مثل هذا التصرف يخلق عندهم شعوراً بعدم الثقة بالنفس ويحد من طموحهم و مراقبة أوضاعهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بزملائهم وأصدقائهم ، وكيف يقضون أوقات الفراغ داخل البيت وخارجه ،والعمل على إبعادهم عن رفاق السوء ، والسمو بالدوافع ، أو الغرائز التي تتحكم بسلوكهم وصقلها ، وإذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفوسهم والعمل على كشف مواهبهم وهواياتهم ، وتهيئة الوسائل التي تساعد على تنميتها وإشباعها ومساعدتهم على تحقيق خياراتهم ،وعدم إجبارهم على خيارات لا يرغبون فيها ، وتجنب استخدام الأساليب القسرية في التعامل معهم .

أما المدرسة فهي المؤسسة التي تعمل على إعداد الأجيال وتهيئتهم ليكونوا رجال المستقبل مسلحين بسلاح العلم والمعرفة ، والقيم الإنسانية السامية لكي يتواصل تقدم المجتمع الإنساني ، ويتواصل التطور الحضاري جيلاً بعد جيل ، ولذلك نجد أن المدرسة لها الدور الأكبر في إعداد أبنائنا الإعداد الصحيح القائم على الأسس العلمية والتربوية القويمة لخلق جيل واعٍ ، متسلح بسلاح العلم والمعرفة ، وملتزم بالأخلاق والمثل الإنسانية العليا .

علاج التأخر الدراسي :-

الكثير من حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه والبحث عن الأسباب ومن ثم وضع العلاج المناسب .

وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين:

أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، صحية اقتصادية .. الخ

.ثانيهما: توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية.وتكثيف الوسائل التعليمية والاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة والعلاقات المهنية الايجابية بين المدرس والطالب.

ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :

أولاً: خدمات وقائية :

وتهدف إلى الحد من العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي وأهم هذه الخدمات :

1- التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي ، وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية . ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .

2- الخدمات التعليمية وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً

3- خدمات صحية وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .

4- خدمات توجيهيه وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة و مساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها وتنمية الوعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم وغرس القيم والعادات الإسلامية الحميدة وقد يتم ذلك من خلال المحاضرات أوالمناقشات الجماعية أو برامج الإذاعة المدرسية وخاصة في طابور الصباح أو من خلال النشرات .

5- خدمات إرشادية نفسية وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكييف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحو التعليم والمدرسة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل

6- خدمات التوجيه الأسرية وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ومتابعة الأبناء وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين...الخ.

ثانياً: خدمات علاجية:

وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :

1 - العلاج الاجتماعي .

ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :

1- إحالة الطالب إلى طبيب الوحدة الصحية أو أي مركز صحي لأجراء الكشف عليه وتقديم العلاج المناسب.

2- وضع الطالب في مكان قريب من السبورة إذا كان يعاني من ضعف السمع والبصر.

3- نقل الطالب إلى أحد فصول الدور الأرضي إذا كان يعاني من إعاقة جسمية كالشلل أو العرج أو ما شابه ذلك.

4- تقديم بعض المساعدات العينية أو المالية إذا كانت أسرة الطالب تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب.

5- توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء حسب خصائص النمو، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء.

6- إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسياً.

7 - نقل الطالب المتأخر دراسياً من فصله إلى فصل آخر كجانب علاجي إذا أتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل أو عجزه عن التفاعل معهم ، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالفصل .

8 - إحالة الطالب المتأخر دراسياً إلى إحدى عيادات الصحة النفسية أو معاهد التربية الفكرية لقياس مستوى الذكاء إذا كان المعالج يرى أن التأخر له صلة بالعوامل العقلية .

2 - الإرشاد النفسي :

وفيه يقوم المعالج بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه وتحديد مشكلاته وكيفية استغلال قدراته واستعداداته والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .

ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :

1- عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .

2- التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه.

3- تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إيجابية .

4- تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم ايجابي عنه .

5- مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .

6- تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب المتأخر دراسياً .

7- إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله.

8- التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :

9- عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية.

10- عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه.

11- عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق أمر ما . وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه.

3- العلاج التعليمي :

ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي في مادة واحدة أو أكثر وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية أو قدراته العقلية ، بل بطريقة التدريس ، عندها يقوم المعالج بالتركيز على كل ماله صلة بالمادة ، كالمدرس ،و طريقة التدريس، والعلاقة مع المدرس ، وعدم إتقان أساسيات المادة ...الخ.

ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :

1- إرشاد الطالب المتأخر دراسياً وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عملياً .

2- مساعدة الطالب المتأخر دراسياً فيوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار والمراجعة.

3- متابعة مذكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسياً وإعطائه الأهمية القصوى في الإطلاع عليها وعلى الملاحظات المدونة من المدرسين .

4- إعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسياً والتدرج معه في توفير عامل التقبل ومشاعر الارتياح وتقديم الإشادة المناسبة لكل تقدم ملموس وذالك إذا كان السبب في التأخر يرجع إلى عدم تقبل الطالب لهذه المادة.

5- عقد لقاء أو اجتماع مع المعلم الذي يظهر عنده تأخر دراسي مرتفع والتعرف منه على أسباب ذالك التأخر وماهي المقترحات العلاجية لدية . ثم التنسيق معه بعد ذلك حول الإجراءات العلاجية لذالك التأخر .

6- عمل فصول تقويه علاجية لتنمية قدرات الطالب تسمح به للحاق بزملائه حيث يعتمد المعلم في تلك الفصول على استخدام الوسائل المعينة كعامل مساعد لتوصيل المعلومات.

المشكلة الرابعة: الغش في الامتحانات

يكثر الكلام ويحتدم النقاش حول الغش في الامتحانات، خصوصا مع قرب فترات الامتحانات،وقد تكاثرت حالات الغش في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، وأضحى الغش ظاهرة متفشية في صفوف التلاميذ بجميع مراكز الامتحانات بشكل ملفت للنظر،.ومما لا شك فيه أن الغش في الامتحانات ظاهرة خطيرة و سلوك مشين وأصبح يشكو كثير من المدرسين

والتربويين من انتشاره و تفشّيه.

ما هو الغش عموما؟

تتعدد تعريفات ومفاهيم الغش وتختلف بتعدد واختلافات مجالات استعمالها وتداولها، لكنها تستقر في مجملها في كونها فعلا مذموما يتخذ من المكر والخديعة والتحايل والتزوير مطية للحصول على حاجات وتحقيق أغراض شخصية غير مشروعة وبدون وجه حق، والغش، بشكل عام، كل فعل غير مشروع، يؤدي إلى الحصول على حق غير مشروع، بانتهاج أي وسيلة كانت، كالاختلاس والسرقة والتزوير واستغلال غفلة الآخر، والغش حرام ومنبوذ أخلاقيا وثقافيا واجتماعيا ودينيا، حيث تحرم فعله جميع التشريعات الوضعية والتعاليم الدينية.

. ما هو الغش في الامتحانات؟

يتمثل الغش في الامتحانات في حصول التلميذ على الإجابة أو المطلوب من سؤال وذلك عن طريق نقل الجواب أو الأجوبة من وثيقة جاهزة أو من مصدر آخر أو من زميل أو أي شخص آخر، لتمرير متطلبات دراسية دون اعتبار لتعلم المادة أو شعور شخصي بأهميتها لحياته و مستقبله ، و يعتبر الغش سلوكا غير خلقي ينم عن نفس غير أمينة أو غير سوية، لا يؤتمن صاحبها، ولا ثقة فيه، ولا يصلح للقيام بأية مهمة في المجتمع مهما كان نوعها سياسية أو إدارية أو اجتماعية أو تربوية، وتعد ظاهرة الغش من أكثر المشاكل تعقيدا وأخطر الظواهر المتفشية في الوسط التعليمي التي يواجهها التعليم المدرسي والجامعي، وأوسعها تأثيراً على حياة التلميذ والطالب والمجتمع عامة، إذ ماذا يمكن انتظاره من شخص يغش نفسه ومحيطه الأسري والاجتماعي؟

ما هي أسباب ودوافع الغش في الامتحانات؟

الأسباب التي ساعدت على انتشار ظاهرة الغش في الامتحانات كثيرة ومتعددة نذكر منها ما يلي:

1- تدني مستوى التلاميذ المعرفي نتيجة انخفاض التحصيل الدراسي لديهم بشكل عام وعزوف الكثير منهم عن الدراسة وتنمية قدراتهم المعرفية.

2- تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية ودروس التقوية قد يدفع ببعض العاجزين على ذلك ماديا إلى ممارسة الغش.

3- عدم تطبيق عقوبات ً صارمة على من ثبت غشه، حيث يتم التسامح مع الغشاشين، على إثر تدخل أولياء أمورهم مستعطفين ومستجدين أو تدخل أشخاص آخرين ذوي نفوذ اجتماعي.

4- ضعف الشخصية وضعف الثقة في النفس حيث يتوهم التلاميذ، خصوصا ضعاف الشخصية منهم، أن الأسئلة سوف تكون صعبة، و لا يمكن إنجازها والتوصل إلى الحلول والأجوبة المطلوبة إلا بالغش ونقل الأجوبة الجاهزة، فيصرفون أوقاتا طويلة في التفكير في أساليب الغش، و اختراع الحيل و الطرق المتطورة .

5- التكاسل وعدم الاستعداد وعدم توفر الرغبة في المراجعة والتثبيت وإنجاز الواجبات والحفظ والتمرن، حيث نرى كثيرا من التلاميذ يستهزئون بزملائهم الذين يجدون ويجتهدون و يهيئون أنفسهم للامتحان الأخير ، وينشغلون هم باللعب و المرح وارتياد المقاهي ودور الملاهي ، وعندما يحل موعد الامتحانات النهائية يلتجئون إلى الغش الذي هو حيلة المتهاونين والكسالى، و طريق الفاشلين .

6- حصول التلميذ الغشاش على المعلومة بطريقة أسهل للتباهي أمام زملائه بنتيجة سجلها دون معاناة ولا تعب.

7- عدم استيعاب المقررات إما تهاونا وإما لضعف القدرات الفكرية والتحصيلية

8- الخوف من الآباء والأولياء، حيث يخشى التلاميذ من أن يوجه إليهم أولياء أمورهم اللوم، أو يعاقبوهم ماديا ومعنويا، فيحرمونهم من الحنان الأبوي أو من لباس أو سفر.

9- الخوف من تفوق الزملاء وأبناء الجيران، حيث إنه لا يزال، في مناطق وأحياء، خصوصا الشعبية منها، وذوي مستوى العيش المرتفع نسبيا، التباهي بالنتائج والزغاريد والحفلات، فيخشى بعض التلاميذ أن يحصلوا على نتائج متدنية فيرسبوا، ومن ثم يلجأون إلى الغش لتفادي ما يؤثر عليهم اجتماعيا أمام زملائهم وأبناء الحي.

10- تفشي ظاهرة الغش في المجتمع وفي جميع المجالات الإدارية والخدماتية والتجارية والصناعية وغيرها....

11- ضعف الإيمان، فإن القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش وهي تعلم أن ذلك يسخط الله.

12- ضعف التربية، فلا نرى أباً يجلس مع ابنه لينصحه و يذكّره بحرمة الغش، و يبين له أثاره وعواقبه.

13- تزيين الشيطان، فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة، ولا سبيل إلى حلّها والنجاح في الامتحانات إلا بالبرشام والغش. فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم، و اختراع الحيل والطرق للغش؛ ما لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل.

14- الخوف من الرسوب، فإن الخوف من الفشل والخوف من الرسوب يسبب قلقاً مستمراً لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى الغش كسبيل للنجاة.

15- الكسب الاجتماعي فالمجتمع يفضل من يحصل على الدرجات العالية ولا يهمهم كيف حصل عليها؟

16- توفير الطاقة،حيث يميل الإنسان بطبيعته إلى توفير أقصى ما يمكن من الطاقة بحيث أصبح ما توفره التكنولوجيا المعاصرة مخدر فكل وسائل الراحة متوفرة والحياة تسير على ما يرام دون الحاجة الى بذل جهود خارقة، فلماذا يبذل الطالب كل الجهود من أجل الحصول على الدرجات العالية ؟ بينما باستطاعته الحصول عليها بأسهل وأقصر طرق الغش.

17- الخوف من الفشل أو الخوف من الأهل الذين يطلبون من أبنائهم الحصول على الدرجات كاملة، حينها يضطر الطالب اللجوء الى أساليب الغش لكي لا يتعرض للمساءلة.

18- عدم إدراك الطالب ووعيه بما يفعل والإساءة التي سوف تلحق به.

19- ضعف الوازع الديني الذي يردع الإنسان عن هذا العمل القبيح حيث يظن ان من حقه الغش طالما قدر عليه.

20- عدم وجود الرادع القانوني القوي الذي يقف بوجه المخالفات الطلابية.

21- عدم الثقة بالنفس،حيث يندفع الطالب الى الغش دون ان يعرف بأنه قادر على اجتياز الامتحان.

22- بعض الطلاب يغشون ليس لأنهم لا يعرفون بل ليتأكدوا من صحة الإجابة.

23- عدم ملائمة الأسئلة مع الزمن خاصة تلك التي تكون إجابتها صح او خطأ وما شابهها مما يجعل الغش سهلا.

24- الخوف من الفشل وتهديدات الأساتذة الذين يتوعدون برسوب الطلاب.

آثار الغش:

إن الغش يطال مجالات شتى في المجتمع ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في المجال التربوي والتعليمي ، و ذلك لعظيم أثره وشره على التلاميذ والمجتمع ككل، و من هذه الشرور والآثار السلبية ما يلي:

1- سبب لاستشراء الفساد والتأخر وعدم الرقي، ذلك أن المجتمعات لا تتقدم إلا بالعلم وبالشباب الصالح والمتعلم والمؤهل مهنيا والسوي أخلاقا، فإذا كان أفراد المجتمع لا يحصلون على الشهادات إلا بالغش ، فماذا سوف ينتج المعتمدون على الغش؟وما هي المسؤولية التي يتحملونها؟ وما هو الدور الذي سيقومون به للمساهمة في بناء المجتمع؟ لا شيء ، بل غاية همهم ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يحققون من خلالها مآربهم والأهداف التي رسموها بالغش كذلك. و هكذا تبقى الأمة متعثرة لا تتقدم بسبب الغش الذي ينخر جسدها وينهك جسمها لأن الغشاش غدا، سيتولى منصبا ، يكون موظفا أو عاملا، و بالتالي سوف يمارس غشه في الوسط الذي يوجد فيه، بل ربما يعلم تلاميذه الغش وخيانة المجتمع .

2- تدني المستوى التعليمي، ذلك أن التلميذ كلما أعفى نفسه من التذكر والاهتمام بالدروس داخل الفصل وخارجه، وأعفى نفسه من المراجعة والتثبيت والتمرن على الإنجاز والكتابة والبحث، فإن مستواه المعرفي لن يزيد إلا تدهورا، وسوف يحصل على الشهادة وهو خاوي أكاديميا وغير مؤهل مهنيا للقيام بأي عمل، فتفقد الثقة في الشهادات وفي قدرات حاملها ومؤهلاته الفكرية والمعرفية والمهاراتية؛

3- تعاون التلاميذ على الغش هو من باب التعاون على الإثم والعدوان والخيانة والمعصية والمنكر وغير ذلك من الصفات الذميمة، حيث يؤدي الغش على انحطاط الأخلاق وتدنيها.

4- إن التلاميذ والطلبة الغشاشين في الامتحان يبعثون، من خلال ممارساتهم روح اليأس والقنوط في نفوس التلاميذ المجدين الذين يثقون في أنفسهم ويستعدون ليل نهار لواجهة الامتحانان والتغلب على مختلف العقبات.

5- أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات إضافة إلى جريمة الغش منها السرقة، والخداع، والكذب، وأعظمها الاستهانة بالله، و ترك الإخلاص، و ترك التوكل على الله.

6- أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة المزوّرة، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراماً، و أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به.

علاج ظاهرة الغش في الامتحانات أو محاولة الحد منها:

فيما يلي نتقدم ببعض العوامل والمقترحات لاستئصال ظاهرة الغش في الامتحانات أو الحد منها على الأقل:

1- التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية ، خصوصا تلك التي يستفيد منها التلميذ من طرف مدرسه ابتزازا أو عن طيب خاطر أو باعتماد الأستاذ مختلف الأساليب الملتوية.

2- تجنب الأسئلة المباشرة التي تعتمد على الحفظ والاستظهار، مع تجنب الأسئلة ذات الأجوبة الجاهزة سواء من الكتاب المدرسي أو من ملخصات الفصل الدراسي.

3- اعتماد اختبارات السرعة مع تحديد سقف الأسئلة الواجب إنجازها للحصول على المعدل.

4- نشر ثقافة الاستحقاق وتشجيع المؤهلات الشخصية المعرفية والمهاراتية وثقافة الديمقراطية وثقافة العدل والإنصاف والعمل على تطبيقها وترسيخها في مختلف القطاعات والمجالات والأوساط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.

5- المساعدة الاجتماعية والمادية لأبناء الطبقة الفقيرة لتمكينهم من وضع الثقة في أنفسهم واقتناء الكتب المدرسية ومستلزمات الدراسة

.كما اننى أذكّر بعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سبباً في الحد من هذه الظاهرة

1- تذكّر قول الرسول صلى الله عليه و سلم: «من غشنا فليس منا» فهل ترضي أن يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم؟ أي خير ترتجي إذا تخلّى عنك الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلن البراءة منك؟

2- تذكّر أن الشهادة التي تحصل عليها والتي سوف تتوظف بها هي شهادة مزوّرة، وبالتالي فسوف يكون الراتب الذي تأخذه حراماً.

3- تذكّر أن الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط، ولن يجوز عليه إلا من كان أميناً، والغش ينافي الأمانة كل المنافاة.

لذا فعلى الطلاب أن يتقوا الله ويحذروا من ممارسة هذه المعصية، كما يجب على أولياء الأمور أن ينبهوا أولادهم على هذا الخطأ الشنيع،

الصفحات