أنت هنا

قراءة كتاب علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

كتاب " علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون " ، تأليف د.

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 9

2. المعرفة الموظفة لدى فلاسفة الصين في البناء المعرفي لمجتمعهم

إن أمة كالصين يمتد تاريخ حضارتها الى آلاف السنين، لاشك قد انتجت مئات الفلاسفة، سنختار ثلاثة منهم، وبنينا اختيارنا هذا على أساس أن كل واحد منهم يمثل اتجاها خاصا في المعرفة، وهم: كونفوشيوس واتجاهه الاجتماعي، لاوتزو واتجاهه الصوفي، وموتزو واتجاهه المنفعي .

آ . كونفوشيوس (الاتجاه الاجتماعي)

يقول كونفوشيوس : " تتساوى طبائع الناس وغرائزهم، لكنهم يتمايزون ويتفاوتون بفضل المعرفة والتجربة "([37])، فالناس وفق المنطق الصيني مادة هيولانية تمتلك صفات القوة، لكن طبائعهم وغرائزهم هي التي تميزهم، وهذا يعني في العرف الفلسفي، أن البشر، والحيوان، والنبات، والجماد والسائل شيء واحد، لا فرق بين أي منهم، فإذا كان التباعد في الذرات يعطي للماء سيولته، فإن تفاوت شدة هذه الذرات هو الذي يعطي لباقي الأشياء أشكالها.

فما صفة التمييز للإنسان عن هذه الأشكال، طالما أصبح للإنسان وجود بالقوة ؟

إنها المعرفة والتجربة، هي التي تعطي الإنسان بعدا يسمى " الوعي "، الوعي بذاته والأشياء التي حوله، وهنا يكمن تمييزه فيصبح فعلا(*) ذا كيان يتمايز عن غيره، ولأن الفلسفة الصينية تؤمن بالعمل فإنها قد جعلت منه الشق الثاني الذي يميز الإنسان، فمثلا العمل بالتجربة، والمعرفة المقرونة بها.

إن كونفوشيوس لم يكن ميتافيزيقيا وإنما كان مرتبطا بواقعه الاجتماعي ارتباطا قائما على أساس التفاعل بين الواقع والفكر وليس الارتباط المادي الفج فبحث موضوع الدولة والحكومة الصالحة([38])، ونادى بالسيادة للشعب، وعدم تركز الثروة والحكم بأيدي القلة([39]).

لقد طرح كونفوشيوس، إصلاح الـ (لي، أنا)([40])، وهو بلغة دور كهايم، العقل الجمعي، وفي اعتقاده، أنه هو الذي يسير الحشد الهائل من النظام الاجتماعي، في ضوء ما أسماه بـ (التاو) الذي يعني الطريق القويم والصحيح([41])، إذ أن (التاو) هو الإله، ويوصف بأنه ليس بذي صورة، إلا أنه كامل قبل أن توجد السماوات والأرض، وأنه منشأ جميع ما في الكون([42]).

ب . لاوتزو (الاتجاه الصوفي)

تقوم فلسفة لاوتزو الصوفية على المعرفة، المعرفة الذاتية التي تحدد السلوك الفردي والمعرفة الموضوعية التي تحدد السلوك الاجتماعي للمجتمع .

إن المعرفة الأولى تتحدد بثلاثة محاور :

" أولا . البساطة : في طرح الميول والنزوات بكافة أنواعها .

ثانيا . معرفة الذات : الحكمة النابعة من دخيلة الإنسان ومجتمعه .

ثالثا . القوة : قهر الإنسان لنزواته "([43]).

الصفحات