أنت هنا

قراءة كتاب علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون

كتاب " علم اجتماع المعرفة عند ابن خلدون " ، تأليف د.

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 10

من هذه المباديء الثلاث يتشكل سلوك الإنسان، ويغدو في ضوء الالتزام بها، واعيا، مثقفا من دخيلته، فتكون معرفة الإنسان لذاته معرفة أولى يخلص من خلالها الى وجود يتمايز به، لكن للمعرفة الذاتية هذه جانب آخر يمثل السلب من سلوك الإنسان، فلاشك أن في الحياة أشياء كثيرة ليست من الصلاح في شيء، إلا أن صفتها هذه لا تمنع من تعريفها، ومن معرفتها تنشأ الرغبة في الحصول عليها، فيتشكل الشق السلبي من السلوك وهذه الرغبة حسب (لاوتزو) هي التعلق بالأشياء، وهو ما يعده مصدر الشقاء الإنساني([44]).

أما المعرفة الثانية : فهي ليست إلا معرفة تمكننا من الخلاص من الرغبة حيث يؤدي الخلاص في غالب الأحيان الى السلوك القويم، لذا فإن لاوتزو يحدد وظيفة الحاكم الأساسية بالحيلولة دون اكتساب رعاياه معرفة تستثير رغباتهم الكامنة([45]).

جـ . موتزو (الاتجاه النفعي)

تقوم المنفعة عند موتزو على المحبة الجامعة، وهي رابطة يتوحد فيها الناس شتى صنوف التوحد، ولمحبته الجامعة بعدان: عقلي ومصلحي([46]).

إن البعد العقلي يمنح المحبة الجامعة تجريدا بعيدا عن الانفعال والمشاعر والعواطف، مما يمنح العلاقة الناشئة ديمومتها، لأن العلاقة هنا لا تتكون حتى تتم دراسة مقوماتها، من جانب عقلاني، فيستبعد كل ما يهدد العلاقة من جانب العواطف ويبقى ما يضمن لها البقاء.

أما البعد المصلحي فإنه يتضمن عنصر الفائدة، الذي تعود ثماره على كلا الطرفين، ذلك أن التكافؤ الحاصل نتيجة التبادل المتكافيء يضمن استمرار العلاقة أيضا فلا رجحان في الفائدة لطرف على آخر، فالبعد المصلحي هو النتيجة الأكيدة للعلاقة المدروسة وفق المنطق العقلاني .

إن المحبة الجامعة هي الحل الأمثل، لكل المشاكل التي تواجه العالم([47])، طالما أنها تضمن تحقيق مصالح الجميع، على أساس قاعدة العقل ـ المصلحة .

لقد خص موتزو المعرفة بصفة الحياة والخلود، فلا حياة لأجسام تخلو من المعرفة، وإذا ما خلت الأجسام من المعرفة خلت من الحياة، وأصبحت ميتة([48]).

إن العلاقة ما بين المحبة الجامعة كعقل ومصلحة، وبين المعرفة كحياة وخلود إنما هي علاقة تفاعل وانسجام كلي، ذلك أن المحبة الجامعة ذاتها هي المعرفة فإذا تخلت عنها، تكون قد تخلت عن الخلود، وربما أصبحت بلا حياة .

الصفحات