أنت هنا

قراءة كتاب حبي الأول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حبي الأول

حبي الأول

كتاب " حبي الأول " ، تأليف سحر خليفة ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب : 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 8

4

دخلنا القرية مع آذان الظهر، ورأينا الرجال يتجهون نحو مسجد صغير وسط البلد. وسط البلد هو شارع ضيق فيه إسفلت، شبه إسفلت، مليء بالحفر والتراب والقش وبعر الغنم، ويحيط به خرفيش الربيع والخبيزة، وعلى الجانبين دكاكين صغيرة وفقيرة أمام حواكير لدور من اللبن والتبن، تختفي بين الخوخ والتين والمشمش، وخلفها حقول العدس والفول والبندورة.

التفت إلينا بعض الشباب، أما الشيوخ فغضوا الأنظار، ووقف الأولاد أمام الدكاكين وعلى البسطات ينظرون إلينا كما لو كنا من المريخ؛ لأني أنا بشكلي المدني: فستان وضفائر بشرائط وحذاء لميع مع جرابات، بعكس الأطفال في القرية، معظمهم حفاة بشعر منفوش، بلا شرائط، ولا لميع ولا جرابات. أما سِتِّي، فكانت بالغطوة كعادتها ومنديل كثيف على وجهها يخفي التفاصيل.

مشى الأولاد خلفنا وعلى الجانبين بصمت وفضول، ولمحت طفلة على مصطبة مدت لي لسانها تسخر مني، وصاح شاب متفاصحا: إمش وَلِه إنت وهو، عيب، انضبُّوا. لكن الأولاد ظلوا وراءنا وعلى الجانبين حتى وصلنا دكان بقال ينطلق منه صوت مذياع يغني أغنية مصرية.

وقفت سِتِّي أمام الدكان، وألقت التحية مثل الرجال:

- السلام عليكم.

رفع البقال حاجبيه كما لو تفاجأ، وأجاب بفضول وترحاب مبالغ فيه:

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

والتفت إلى الأولاد من حولنا:

- إمشِ وَلَه أنت وهو، عيب، تحشموا!

لم يلتفت إليه الأولاد، وظلوا ينظرون وينتظرون.

قالت سِتِّي باقتضاب سريع:

- وين دار أم نايف الله يخليك.

صاح ولد:

- أنا أعرف دارها لأم نايف.

وصاح آخرون:

- وأنا أعرفها.

قال البقال وهو يشير بإصبعه نحو بعض الدور:

- بآخر الشارع على يمينك، واجهة من طوب بين الزيتون. وَلَه أنت وهو، يا الله غوروا.

الصفحات