أنت هنا

قراءة كتاب التربية بالحوار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التربية بالحوار

التربية بالحوار

كتاب " التربية بالحوار " ، تأليف عبد الرحمن النحلاوي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

المعنى اللغوي والتربوي للحوار

جاء في مختار الصحاح[1]: «والمحاورة: المجاوبة، والـحِوارُ التّجاوُبُ».

وفي القاموس المحيط[2]: «..واستحاره: استنطقه.. وما أحار جواباً: مارَدّ جواباً وحوَّره تحويراً: رَجَعَه. التحاوُر: التجاوب.. وتَحَيَّرَ الماء: دار واجتمع».

وانطلاقاً من هذا المعنى اللغوي، وممّا جاء في تاريخ التربية؛ من أخبار عن الحوار السقراطي وغيره، أصبح التعليم عن طريق الحوار أسلوباً تربوياً معتمداً، ومعناه تعليم الناشئ عن طريق (التجاوب) معه، بعد تحضير الأسئلة تحضيراً يجعل كلّ سؤال يُبْنَى على الجواب المأخوذ من المتعلّم، على نحو يجعل المتعلم يشعر في نفسه بأن النتائج التي توصّل إليها ليست جديدة عليه...

فيصل المتعلم إلى المعلومات التي يُراد إقناعه بها دون كبير عناء، ودون أن يشعر أنها مفروضة عليه، ودون أن يجد غرابة أو صعوبة في تلقي هذه المعلومات والاقتناع بها وتَبـَنِّيها؛ فالمربّي يُرجع إلى المتعلم ما أَخَذه منه بالاستجواب، بعد أن يبني عليه المعلومات الجديدة التي تَلزَمُ عنه لزوماً منطقياً فطريّاً، بَدَهياً، وقد سبق القرآن والسنّة إلى أسلوب الحوار بشتّى أشكاله وصيغه، فكان أسلوباً ناجحاً مبسّطاً، ميسّراً، تُمارَسُ من خلاله الدعوة إلى الله.

وقد اتخذه رسل الله وأنبياؤه وسيلةً لهداية الشعوب التي أُرسِلوا إليها.. ولكن هذه الصورة التي شرحناها هنا، قلّما نجدها في القرآن بهذا الوضوح، لذلك لابد لنا من تتبُّع مواطن الحوار القرآني والنبوي لنصل إلى التعريف اللائق بهما.

الصفحات