You are here

قراءة كتاب سنة الأحلام الخطيرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سنة الأحلام الخطيرة

سنة الأحلام الخطيرة

كتاب " سنة الاحرم الخطيرة " ، تأليف سلافوي جيجيك ترجمه إلى العربية أمير زكي ، والذي صدر عن دار التنوير عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار التنوير
الصفحة رقم: 7

الفصل الثالث

«عمل ـ حُلم» التمثيل السياسي

في تحليله للثورة الفرنسية عام 1848 ونتائجها (في كتابَيه «الثامنَ عشرَ من برومير» و«النضالات الطبقية في فرنسا») «عقد» ماركس ـ بطريقة دياليكتيكية ملائمة ـ منطق التمثيل الاجتماعي (الوكلاء السياسيّون الذين يُمثِّلون القُوى والطبقات الاقتصادية)، وذهب أبعد من المفهوم المعتاد لهذا «التعقيد»، الذي وفقًا إليه لا يعكس التمثيل السياسي أبدًا البنية الاجتماعية بشكل مباشر. (بإمكان وكيل سياسي واحد أن يُمَثِّل مجموعات اجتماعية مختلفة؛ يمكن لطبقة أن تتخلَّى عن تمثيلها المباشر وتترك لطبقة أخرى مَهمّةَ تأمين الأحوال السياسية ـ القضائية لحكمها، مثلما فعلت الطبقة الرأسمالية الإنجليزية بالتخلِّي عن ممارسة السلطة السياسية للأرستقراطية، وهكذا). تحليل ماركس يشير إلى ما يوضحه لاكان ـ بعد أكثر من قرن ـ بـ«منطق الدال». هناك أربع رؤًى مبدئية لـ«تعقيد» ماركس ـ دعنا نبدأ بتحليله لـ«حزب النظام» الذي سيطر على السلطة عندما انطفأت جذوة 1848 الثورية في فرنسا. سرُّ وجودها كان:

«التحالف بين الأورليانزيين والشرعيين(i) في حزب واحد قد تكَّشف. الطبقة البرجوازية انقسمت إلى قسمين كبيرين ـ مُلّاك الأراضي الكبيرة تحت حكم الموناركية المستعادة والأرستقراطية الغنية، والبرجوازية الصناعية تحت حكم مَلَكَية يوليو ـ حافظًا بالتبادل على احتكار الحُكْم. البوربون كان الاسم المَلَكي للتأثير المهيمن على مصالح قسم، والأورليانزيون كان الاسم المَلَكي للتأثير المُهيمِن على مصالح القسم الآخر ـ المملكة غير المسمّاة للجمهورية كانت الشيء الوحيد الذي كان بإمكان الفريقين الحفاظ به على مصالح الطبقة العامّة بسلطة متساوية بدون أن يتخلَّيا عن تنافسهما المشترك»(16).

هنا نجد التعقيد الأوّل: عندما نتعامل مع فريقين اجتماعيين ـ اقتصاديين أو أكثر، فمصالحهما العامّة يمكنها أن تُمثَّل فقط بقناع «نفي فرضهم المشترك» ـ القاسم المشترك العامّ للقسمين الملكيّين ليس المَلَكية بل الجمهورية. وفي الوقت نفسِه اليوم، فالوكيلُ السياسيُّ الذي يمثّل بالتالي المصلحة الجمعية لرأس المال ـ كما هو، في كلّيته، وفيما يتعالى على الأقسام الخاصّة ـ هو ديمقراطية «الطريق الثالث» الاجتماعية (هذا هو سبب أنَّ وول ستريت تدعم أوباما)، وفي الصين المعاصرة هو الحزب الشيوعي. في «الثامنَ عشرَ من برومير»، استمرَّ ماركس في مدِّ هذا المنطق ليغطّي المجتمع كلَّه، كما هو واضح في وصفه اللاذع لـ«مجتمع العاشر من ديسمبر»؛ وجيش نابليون الثالث المكوَّن من المرتزقة:

«إلى جانب الفاجرين الفاسدين الذين يعيشون بوسائلَ مُشتَبهٍ فيها ومن أصولٍ مُشتبهٍ فيها، إلى جانب عائلات البرجوازية المحطَّمة والمغامرة، كان هناك المتشرّدون والجنود المُسَرَّحون، والمسجونون المنتهية عقوبتُهم، وعبيد السفن الهاربون(ii)، والنصّابون، والدجّالون، والأُرزُقية، والنشّالون، والحُواة، والمقامرون، والقوّادون، ومالكو المواخير، والحمَّالون، والنُخَب، وموسيقيّو الشوارع، وبائعو الملابس المستعملة، وسنانو السكاكين، والسمكرية، والشحّاذون، باختصار كلّ الجماهير المُتفسّخة غير المُحدّدة المُلقاة هنا وهناك التي يطلق عليها الفرنسيّون البوهيميين؛ من هذا العنصر المتشابه شكّل بونابرت قلب مجتمع العاشر من ديسمبر... هذا الـ«بونابرت» الذي جعل نفسه رئيس بروليتاريا الغوغاء، الذي أعاد اكتشاف المصالح التي يسعى لها شخصيًّا وحده في شكل الجماهير هنا، الذي أدرك أنَّ قمامة وزبالة ومهملات كلّ الطبقات هذه هي الطبقة الوحيدة التي يمكن أن يعتمد عليها بشكل غير مشروط، هو بونابرت الحقيقي، بونابرت بلا جدال»(17).

منطق حزب النظام هنا عاد إلى نتيجته الراديكالية: القاسم المشترك العامّ الأوحد لكلّ الطبقات هو الفائض المهمل، القمامة/المتبقّي من كلّ الطبقات، بكلماتٍ أخرى؛ طالما أدرك نابليون الثالث نفسه كمتعالٍ على كلِّ مصالح الطبقة، من أجل مُصالحة كلّ الطبقات، فقاعدته الطبقية الفورية يمكنها فقط أن تكون المتبقّي المُهمَل من كلّ الطبقات، اللا ـ طبقة المرفوضة من كلّ طبقة. بالتالي وبقلبٍ ديكالتيكي هيجلي سليم، هذا هو بالضبط الفائض غير ـ المُمَثِّل للمجتمع، العامَّة والغوغاء الذين خرجوا بالتعريف من أيِّ نظام عضوي للتمثيل الاجتماعي، الذي يصبح وسيطًا للتمثيل الكُلّي. وهذا الدعم لـ«البائس اجتماعيًّا» هو الذي أتاح لنابليون بأن يتهرّب، وأن يغيّر وضعه باستمرار، ويُمَثِّل بالتبادل كلّ طبقة في مواجهة الآخرين:

«الناس سيحصلون على وظائف: مبادرة للعمل العامّ. ولكنّ العمل العامّ يُزيد الالتزامات الضريبية على الناس: وبالتالي الانتقاص من الضرائب عن طريق الهجوم على أصحاب الدخول، بالتحويل من 5% للوديعة إلى ½4%. ولكنَّ الطبقة المتوسّطة يجب أن تشعر بالتخفيف: بالتالي مضاعفة ضريبة الخمور للذين يشترون الخمور بالجملة، ويخفض إلى النصف ضريبة الخمر للطبقة المتوسطة، التي تشرب كلّ المبيعات؛ حلّ جمعيات العمّال الحقيقية، ولكن مع وعود بجمعيّات مستقبلية إعجازية. الفلّاحون ستتم مساعدتهم: بنوك الرهن التي تسرع من مديونياتها وتسرع من التركيز على الملكية، ولكنّ هذه البنوك ستُستخدَم لجمع المال من خلال الاستيلاء على ممتلكات آل أورليانز؛ لا يُوجد رأسمالي يريد أن يوافق على هذا الوضع غير الموجود بالإعلان(iii)، وبنك الرهن يظل مجرد إعلان، ...إلخ، ...إلخ.

Pages