أنت هنا

قراءة كتاب نحو مشروع وطني أردني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نحو مشروع وطني أردني

نحو مشروع وطني أردني

إن الفكر القومي ليس فقط عقيدة سياسية وأخلاقية ودينيه، وإنما هو أيضا منهج للتفكير، وان تفكير الدولة القطرية بعيداً عن السياق القومي هو تضليل معرفي، ولتأكيد أهمية تهيئة القطرية لصالح المشروع العربي الحضاري وضمن هذا السياق فإن الأردن وضمن الخصوصية القطرية المت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
مقاربة ألسنية في الدلالات المعرفية لبعض الألفاظ
 
(المحدد الثوري)
 
نجد انه من الضروري قبل أن يبدأ القارئ بقراءة هذا الكتيب أن يتم توضيح دلالة لفظة محدد ثوري، وذلك لكي تفهم في سياقها الحركي بعيداً عن الإيحاءات المرافقة للفظ محدد والتي قد تحدث لبساً .
 
وسترد لفظة محدد ثوري في تراكيب لغوية متعددة وضمن غير فكرة، وكلمة محدد نفسها تشير حسب دلالاتها اللغوية الأقرب للوعي إلى وجود تحديد صارم على نحو قد يوحي للقارئ أن المحدد الثوري ذو دلالات قاطعة ومحددة بشكل نهائي، وهذا ليس دقيقاً، فالوظيفة الدلالية (لمحدد ثوري) في العلوم الإنسانية تختلف عن دلالة استخدامها في علم الرياضيات أو الفيزياء، ففي الواقع الإجتماعي هناك شروط موضوعية للثورة تتشكل حسب تطور المجتمع وسياقات حركة الصراع الإجتماعي، ويلعب نمط الإنتاج وعلاقات الإنتاج دوراً في رسم خريطة الصراع الإجتماعي، إلا أن الاعتبار الرمزي، والإيمان، والتشكل التاريخي، والثقافة السائدة، كلها تتداخل بشكل معقد في عملية تحديد صيرورة الحراك الثوري، لهذا فإن الوظيفة الدلالية لتعبير (محدد ثوري) حيثما سترد تتموضع معرفياً ضمن كافة التداخلات السابقة، فهو محدد غير حدي، إلا أن عدم حديته لا تفقده كفاءته باعتباره محدد، فأي استخراج ثوري قد نتوصل إليه ونقدمه كمحدد ثوري هو كذلك ضمن الأبعاد الدلالية للتعبير كما وضحناها هنا، لهذا ننوه للقارئ ابتداء بعدم إسقاط الأبعاد الحدية، القاطعة، النهائية التي قد توحي بها لفظة (محدد) على مجال استخدامها في الكتاب لمخالفة هذا للتعقيد المعرفي في العلوم الإنسانية .

الصفحات