أنت هنا

قراءة كتاب نحو مشروع وطني أردني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نحو مشروع وطني أردني

نحو مشروع وطني أردني

إن الفكر القومي ليس فقط عقيدة سياسية وأخلاقية ودينيه، وإنما هو أيضا منهج للتفكير، وان تفكير الدولة القطرية بعيداً عن السياق القومي هو تضليل معرفي، ولتأكيد أهمية تهيئة القطرية لصالح المشروع العربي الحضاري وضمن هذا السياق فإن الأردن وضمن الخصوصية القطرية المت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
فإذا كان الكمبرادور السياسي في القاهرة وطرابلس هو نفسه في عمان ودمشق، والحال كذلك فإن زبائن النظام السياسي في كافة القطريات هم أنفسهم، وهذا ينطبق استنساخاً على نمط الإنتاج الكولونيالي وتحول أدوات الدولة من أدوات عامة لخدمة الجميع إلى أدوات إنتاج خاصة بزبائن النظام السياسيين، وهذه الحالة البنيوية الموحدة للدولة القطرية هي ذاتها من أنتج وحدة الموقف تجاه فلسطين وتجاه المشروع الأمريكي في المنطقة وتجاه المشروع الفارسي والصهيوني .
 
وهذه الوحدوية البنائية والسياسية للدولة القطرية توحد المنطلقات الثورية لدى كافة الشعوب العربية تجاه الظلم والإفقار الممنهج والقمع الأمني، إلا أن الحفر في الذاكرة الفردية والجماعية للإنسان العربي هو من ينتج وحدة الحراك الثوري، فالحراك الثوري العربي وإن قدم وطرح مطلبيات اجتماعية واقتصادية إلا أن هذا غير منقطع عن الضغط النفسي الحضاري الذي يخضع له الإنسان العربي، باعتباره في وعيه الذاتي إبن حضارة رائدة، وهناك إكراهات نفسية تجعله لحوحاً في طلب إسترجاع حضارته الكلية، فالمواطن العربي يفخر بما تكتبه الصحافة والفكر الغربي عن حراكه الثوري, وهذا يعني أن الجانب الحضاري الكلّي والتنافس الحضاري مع الأمم الأخرى بدأ يلعب دوره كمحدد ثوري في سلوك المواطن العربي .
 
فالمكبوت الحضاري الذي يعيش بأريحية في اللاوعي والوعي الفردي والجماعي بنسب متغايرة تحرك ذاتياً في سياقه الطبيعي لمناصرة ثورة تونس وإستلهامها، بل أن الشعوب العربية لم تستحسن أن يكتب في التاريخ، إنها لم تعمل على تغير الذاكرة الأوروبية عن العرب فتحركت الثورة بكل مكان .

الصفحات