أنت هنا

قراءة كتاب نحو مشروع وطني أردني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نحو مشروع وطني أردني

نحو مشروع وطني أردني

إن الفكر القومي ليس فقط عقيدة سياسية وأخلاقية ودينيه، وإنما هو أيضا منهج للتفكير، وان تفكير الدولة القطرية بعيداً عن السياق القومي هو تضليل معرفي، ولتأكيد أهمية تهيئة القطرية لصالح المشروع العربي الحضاري وضمن هذا السياق فإن الأردن وضمن الخصوصية القطرية المت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
نحو مشروع وطني في الأردن
 
هذه الصفحات لا تحتوي وصفة سحرية ولا تتضمن تعليمات، وإنما هي مجرد تصور معرفي ينطلق جدلياً من الواقع ضمن معطيات التبادل بين الواقع المادي خارج الوعي، وبين العقل بالقدر اللازم لتجنب كافة صور الإسقاط المعرفي، متجنبين بذات الوقت إسقاط المعرفة نفسها من خلال تجاوز الزعم أنها بديل كامل ونهائي عن الأيدولوجيا، مستلهمين بهذا برهان غليون، ذلك أن المعرفة تتحول إلى إيديولوجيا كلما سعت للتحكم والحلول بدل الأيدولوجيا، لكون الوظائفية التاريخية للأيدولوجيا لا تصلح المعرفة للقيام بها لا بالأصالة ولا بالوكالة، كما لا تصلح الأدلوجة أبداً للعب الدور التاريخي للمعرفة .
 
إن فهم السابق كتأريض معرفي لا يعني البتة أن الكاتب محايد سياسياً، ليس فحسب لأنني علمياً لا اعرف شيئاً يعرف عن التصوف المعرفي لانعدام وجوده، وإنما أيضا لانعدام فكرة الحياد السياسي، ولعله من أبشع صور الإنحياز السياسي أن تعلن انك محايد سياسياً، ناهيك عن كوني قومي الهوى والمنبت والمآل، وهذا هو الجانب العقائدي الذي سيرد في السياق دلالياً كلما لزم معرفياً، فالجانب العقائدي لن يخصص له مجاله كعقيدة سياسية وسلوكية باعتبار أن المطروح مطروح على المستوى القطري (الأردن في الداخل)، غير أن ظهور أبعاد قومية فيما يساق سيغلب عليه الوظيفة المعرفية أكثر من الجانب العقائدي، وآية ذلك من الناحية المعرفية الصرفة أن السياق العام للحراك الثوري العربي هو منتج قومي وليس منتجاً قطرياً، وإنتاجه ضمن الأدوات القطرية إنما يعبر فقط عن ذاك الحجم من الخصوصية القطرية التي لا تتخلف كثيراً عن خصوصية المدن داخل الدولة القطرية ذاتها، بل أكثر من ذلك فان النسق العام للسلوك والتفكير اليومي في عمان هو اقرب لمثله في دمشق وبيروت عن النسق بين حلب ودمشق، أو بين الكرك والزرقاء واربد من ناحية وعمان من ناحية أخرى، وهذا لا يعني نفي الوحدة الاجتماعية داخل الدولة القطرية تماماً كعدم صلاحية التمايزات القطرية لنفي الروح القومية الواحدة التي تنتج الحراك الثوري .

الصفحات