أنت هنا

قراءة كتاب نحو مشروع وطني أردني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نحو مشروع وطني أردني

نحو مشروع وطني أردني

إن الفكر القومي ليس فقط عقيدة سياسية وأخلاقية ودينيه، وإنما هو أيضا منهج للتفكير، وان تفكير الدولة القطرية بعيداً عن السياق القومي هو تضليل معرفي، ولتأكيد أهمية تهيئة القطرية لصالح المشروع العربي الحضاري وضمن هذا السياق فإن الأردن وضمن الخصوصية القطرية المت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
أما عن السبب الذي دعاني لاستخدام لفظة محدد, فهذا لا يتعلق بوجود أو عدم وجود بدائل لغوية، وإنما الرغبة برفع مستوى الدلالات القطعية للإستخراجات الثورية لتقترب من مستوى الحزم المعرفي ولإبعادها عن مجرد الظن والتخمين، بالإضافة إلى كفاءة لفظة محدد في حمل شحنات مصاحبة للمعنى تسمح بترسيخ الاستخراج الثوري في الوعي تمهيداً لتحويله لضابط سلوك يومي، والحال كذلك بالنسبة لبعض الألفاظ فعندما يرد لاحقاً لفظ فضاء فكري يقصد به مثلاً أن مفردات حقوق الإنسان والتطبيع مع العدو الصهيوني كما هي مطروحة في سياقها السياسي تعمل على خلق فضاء فكري يسمح بنقل حرمة دمج الكيان الصهيوني في الثقافة العربية إلى إمكانية الدمج، أي إنها وبموجب برامج التمويل الأجنبي والتطبيع تعمل على نقل الوعي تجاه العدو الصهيوني من مجال الممنوع التفكير فيه إلى المباح فكرياً، فيتشكل فضاءٌ فكري يسمح لتقولات العدو الصهيوني بالاستيطان الثقافي داخل المجتمع .
 
والمقصود من هذه التوطئة أن يتم التعامل مع بعض الألفاظ والمركبات ضمن إيقاعها الدلالي لسياقات الصراع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فهي ألفاظ ذات وظيفة دلالية حسب موقعها من السياق اللغوي والفكري، وحسب وظيفتها في تكوين الوعي الثوري.
 
أما بخصوص لفظة السلطة : فإنها لا تعني مجموعة الدلالات التي تشير إليها سلطة القوة والأمن التي تحوزها الدولة بموجب سيادتها فهذا حق، وإنما يقصد الأثر السلبي الناشئ عن غياب مشروع وطني متكامل وفكرة السلطة بهذا المعنى لا ترتبط فقط بأجهزة الدولة وإنما قبل ذلك بالفعاليات الشعبية نفسها، وأكثر من ذلك فالجانب الأهم في دلالات لفظة سلطة إنما تنصرف أكثر إلى السلطات الفعلية التي تحوزها القوى الاقتصادية والتي تمارس نفوذاً حقيقياً في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كذلك الحال فان وجود الفساد يؤدي إلى تشظي هيبة الدولة ويحول أجهزتها وأدواتها باتجاه التسلط، لذلك فان كلمة سلطة تحمل الدلالات التعبيرية لكافة المشكلات المثارة في هذا الكتيب وهي بذلك ليست نفياً للدولة وإنما إعادة توازن للحراك الاجتماعي متضايفاً مع إصلاحات حقيقية للدولة وذلك حسب برنامج مكتمل يعمق الانتماء ويمأسس الدولة .

الصفحات