أنت هنا

قراءة كتاب خلود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خلود

خلود

راوية "خلود" للكاتب الفلسطيني سمير الجندي، يسجل من خلالها العلاقات الإنسانيةً، والهموم الشخصية، وواقع تعيشه مدينة القدس حيثُ تتصارع حولها الأحلام والأماني، ونزعات الخير والشر، وبقاء الحياة والوجود بين الأنا والآخر , 

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 10
   وقف متثاقلاً أمام بوابة خشبية بنية اللون دفع إحدى دفتيها التي كانت مفتوحة، والأخرى مثبتة بقضيب حديدي من الداخل،  المكان ليس ببعيد عن منزل المفتي، دلفنا عبر ممر معتم تسكنه الرطوبة بكل تفاصيلها، يؤدي إلى دهليز طويل ينتهي بساحة على طرفها سلم حجري، على جانبيه غرفتين، في سقف الغرفة التي على يسارنا ثقب بفعل قذيفة،  قطره قرابة المتر ونصف المتر، صعدنا الدرج الذي ينتهي بغرفة كبيرة، واسعة، على جانبها مطبخ منفصل بباب صغير، أصبحت هذه الغرفة منزلنا المشترك مع عائلة أبي زهير، بعد أن قسمناها إلى قسمين متساويين بواسطة ستارة من القماش وبطانيات وجدناها في المكان، كما تقاسمنا الألم، والدموع، والهواء، والنبض، والدعاء، كانت تجمعنا  الكلمة، والغذاء، ونشرات أخبار مذياع أبي زهير الذي لا يتركه أبداً، حتى عند ذهابه إلى المرحاض، لعل وعسى يحمل له خبراً ساراً يعيد له منزله...  
 
  قضينا أيامنا الأولى في وجوم تام، لا كلام، لا عتاب، لا سؤال، وجوه تتحرك باتجاه المجهول، أفكار ضبابية عجز الكلام عن الكلام، غرقنا في يم الذهول وهاوية الصدمة، ومتاهات البؤس، عقدت الألسن وجفت الحناجر، وخلا الرأس من أحلامه التي تركت على وسادة لم يكن بالإمكان حملها حين تركنا منزلنا وحيدا يصارع مقاصل الجلاد... 
 
حياتنا ليست كالحياة، ليست كما تعودنا عليها من قبل، إننا نعيش مع أسرة ثانية بغرفة واحدة تتقاطع آلامنا، ورغباتنا، وأحلامنا، وصبرنا، وأهواءنا... نتقاسم كل شيء طعامنا وآمالنا، وإصرارنا، وادخاراتنا، وفقرنا، واحتياجاتنا...

الصفحات