أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
إن انتم لم تطلبــوا بأخيكـــم فذروا السلاح ووحّشوا بالابرق
 
وخذوا المكاحل والمجاسد والبسوا نقب النساء فبئس رهط المرهق
 
ألهاكم أن تطلبـــوا بأخيكــم أكل الخزير ولعق أجرد امحـق
 
تقول : أن ضيعتم دم أخيكم وقعدتم عن الانتقام له ، لتقصيركم في طلب ثأره ، فضعوا السلاح واطّرحوه بالابرق ، واجعلوا بدل السلاح آلات النساء من مكاحل ومجاسد، لان الذي لا يثأر لقتيله من الأعداء ، عليه أن يتزيّا بزيّ النساء، وفي هذا بعث وتحضيض على طلب الثأر من القاتل وعشيرته(1).
 
وقد يفرّ رجال العشيرة من المعركة إذا حمي وطيسها إذا لم يكن من الفرار بدّ ، إلا أن تكون النساء معهم يروهن فارّات وقد حسرن عن وجوهن، حينئذٍ يثبتون في المعركة ويقاتلون حتى الذماء الأخيرة (2)،يروي ابن هشام أن قريشاً في معركة أحد اصطحبت معها النسوة وقامت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها فأخذن الدّفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم فقالت هند فيما تقول:
 
ويها بني عبد الدار ويها حماة الأدبار
 
ضرباً بكلّ بتّار
 
وتقول : إن تقبلوا نعانــق ونفرش النمـارق
 
أو تدبروا نفـارق فراق غيرّ وامـق(3)
 
على أن بعض القبائل العربية من مثل مضر وخزاعة كانت تئد البنت في التراب وهي ما زالت حيّة خوفاً من القهر أو العار أو طمع غير الأكفاء ، أو مخافة الإملاق، فكانت ولادة البنت لأحدهم مجلبة للغم والغيظ والكرب والتأسف، وربما استشاط غضباً فهجر البيت الذي ولدت فيه ابنته، قالت إحداهن وقد وضعت أنثى :
 
ما لأبي حمزة لا ياتينا يظلّ في البيت الذي يلينـا
 
غضبان ألاّ نلد البنينـا وليس لنا من أمرنا ماشينا
 
وإنما نأخذ ما أعطينا(1)
 
وقد صوّر القرآن مواقف القبائل التي كانت تئد بناتها في جملة آيات كريمات منها قوله تعالى { وإذا بشّر احدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودّاً وهو كضيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به، ايمسكه على هون أم يدسّه في التراب الاساء ما يحكمون } { سورة النحل أية 58 }.
 
وهذا عقيل ابن علّفه يقول حين خطبت ابنته الجرباء:
 
إني وإن سيق إليّ المهر ألف وعبدان وخور عشر
 
أحبّ اصهاري إليّ القبر
 
وبالمقابل فان بعض من كان يعزّ عليه أن تدفن الوليدة في التراب كصعصعة جدّ الفرزدق الشاعر إذا احسّ بشيء من ذلك، وجّه إلى والد البنت إبلاً يستحييها بذلك ، فقال الفرزدق يفتخر بذلك : وجدّي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يوأدِ(2)
 
وإذا كان بعض العرب يكره البنت فان بعضهم أحبها وتكنّى باسمها، فهذا قيس بن مسعود الشيباني يكنّى أبا الخنساء، وحذيفة بن المغيرة يكنّى أبا أمية ، وربيعة بن رباح يكنّى أبا سلمى،ووالد حنظلة يكنّى أبا أمامه ، وجدّ أعشى باهلة يكنّى أبا باهلة ، ومالك بن عمرو بن ثابت يكنّى أبا حنّة ، وجابر ابن أسامة الجهني يكنّى أبا سعاد، وعمرو بن عبد الله الجمحي يكنّى أبا عزّة، وحاتم الطائي يكنّى أبا سفانة ، وهناك أبو ريطة، وأبو آمنة وأبو جميلة وأبو أسماء وأبو كدراء العجلي وأبو نائلة وأبو لبابة وأبو زينب وأبو هند(3).

الصفحات