أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
هذا الوصف الذي فصّلت الحديث فيه عصام، وتحدثت عن صفات أم إياس بنت عوف من محلم الشيباني، يدل على أن الخاطبة امرأة ذات عقل وفهم وخبرة، بدقائق الجمال الحسيّ والمعنوي، وأنها فصيحة غاية الفصاحة، وبليغة مقتدرة غاية البلاغة والاقتدار، دلّ على ذلك ما فصلت الحديث فيه.
 
وإذا كان هناك صفات للجمال يتسامع فيها الناس، ويرغب فيها الأزواج ، فان هناك صفات للقبح، بعضها يتعلق بالملامح الحسية والآخر يتعلق بالملامح المعنوية، والعقلاء يحذرون الرجال من الزواج بها: قال محمد بن عبد السلام الخشني : إياك وكلّ امرأة منكرة، حديدة العرقوب ،بادية الظّنبوب ، منتفخة الوريد ، كلامها وعيد وصوتها شديد، تدفن الحسنات ، وتفشي السيئات ، تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان ليس في قلبها له رأفة ولا عليها منه مخافة، إن دخل خرجت ، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت، وإن طلقها كانت حرفته، وإن أمسكها كانت مصيبته ،سفعاء، ورهاء، كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء، تأكل لماً، وتوسع ذماً صخوب، غضوب، بذيّة، دنيةّ ليس تطفأ نارها ولا يهدأ اعصارها ضيقة الباع، مهتوكة القناع، صبيّها مهزول، وبيتها مزبول،وإذا حدثت تشير بالأصابع وتبكي في المجامع، بادية من حجابها نبّاحة على بابها، تبكي وهي ظالمة وتشهد وهي غائبة، قد دلّي لسانها بالزور، وسال دمعها بالفجور(2).
 
المرأة عند اليونان
 
أول عهد اليونان بالحضارة كانت المرأة عندهم محصنة وعفيفة، لا تغادر البيت، وتقوم بكل ما يحتاج إليه من عناية ورعاية، غير أنها كانت محرومة من الثقافة والتعليم والإسهام في الحياة العامة، وينظر إليها على أنها مخلوق حقير ، حتى سمّوها رجساً ، أما المرأة في البيوتات الشريفة فقد فرض عليها الحجاب: أما غيرها من النساء فقد كانت سلعة تباع وتشترى في الأسواق ، مسلوبة الحرية والمكانة ،وليس لها حقّ الميراث، وجعلوها تحت سلطة الرجل في الزواج والطلاق والإشراف على ما مالها إن وجد، وفي أوج الحضارة اليونانية تبذلت المرأة ، واختلطت بالرجال، وأصبحت الرذيلة مباحة ومبتذلة ،حتى إنّ ديانتهم اعترفت بالعلاقة الآثمة بين الرجل والمرأة(1)، غير أن نظرة سقراط للمرأة تختلف عما هي عليه في التشريعات اليونانية، فالمرأة عند هذا الفيلسوف هي الأم الصالحة في إدارة بيتها،وهي التي تفرض سلطانها عليه، فتعتني بالخدم، وتربي النسل، وتهز السرير لأطفالها، وتغذّيهم، وسقراط خصم للمساواة الشاقة بين الجنسين فهو يرى إذا كانت هناك مساواة ، فلتكن مساواة أدبية مع الرجل.
 
وفي جمهورية أفلاطون، ومن خلال الأسئلة والأجوبة التي دارت على موائد حكماء اليونان حول منزلة المرأة ،وما يليق بها من الأعمال وما لا يليق ، يمكن تلخيصها في قول سقراط: إنا إذا أردنا أن نشرك النساء في الأعمال الرجالية، فالواجب أن نقوم بتعليمهن كالرجال وان يتدربن التدريب العسكري نفسه، ومعاملتهن معاملة الرجال، فليس في الأعمال المتعلقة بإدارة الدولة ما يختصّ بالمرأة كامرأة أو بالرجل كرجل، ولكنها مواهب موزّعة على أفراد الجنسين سواء بسواء، فالمرأة باعتبار جبلّتها صالحة لكل عمل كالرجل، مع أنها اضعف منه بوجه عام في الأعمال على كل حال.(2)
 
المرأة عند الرومان
 
كان الرومان يعدّون المرأة أداة إغواء يستخدمها الشيطان لإفساد القلوب، ومن اجل ذلك كانت تنزل بهم العقوبات البدنية القاسية، وقد انعقد مجمع علمي كبير، وبحث في شؤون المرأة، وكانت النتيجة أن قرّروا أن المرأة كائن لا نفس له ومن أجل ذلك فهي لا ترث الحياة الأخروية ، وأنها رجس يجب ألا تأكل اللحم ولا تضحك ولا تتكلم، وعليها أن تقضي جميع أوقاتها في العبادة والخدمة والصلاة، وحتى لا تتكلم ألجموا فمها، فكانت تغدو وتروح وهي ملجمة(1).
 
وربّ الأسرة هو المالك لأفراد العائلة ، وما تملك ، وله الحق بالبيع والشراء، والسلطة على الزوجة والبنات والأبناء وزوجاتهم، وله الحق ببيعهم متى شاء ، ويتصرف بهم ، وسلطته مع البنات حتى الممات، وعلى أموالهن الموروثة من أمهاتهن ، وله الحق بالتصرف بثلث المال، إلى أن عدّل وضع الأب والرجل بشأن المرأة، فأصبح ينظر للزواج على انه شركة حياة بين الرجل والمرأة ، ثم اخذ سلطان الزوج وقيوده بالتلاشي شيئاً فشيئاً، حتى أصبح وليس له سلطة على امرأته ثم أصبح لها بعد ذلك مقام رفيع في أسرتها وحاشيتها، فكانت الحاكمة المطلقة في بيتها(4)،وتتساوى مع زوجها في تقديم الذبائح في العبادات وتشاركه في الاهتمام بالأملاك ،وبعد عام 209م بدأت المرأة الرومانية تتبوّأ المراكز التي تعدّ في الدرجة الأولى من الأهمية، فامرأة الإمبراطور أغسطس شريكة له في آرائه ،وامرأة " كلوديوس" متسلطة عليه، وأنطونيوس يلقّب امرأته أم السلطة والشعب، وكان للنساء بعد ذلك جمعيات أدبية من مثل : جمعية حفظ الحشمة وجمعية الأمهات ، وجمعية رفع الأمية،وجمعية الحضانة، وجمعية الحنان، ونحو ذلك من الجمعيات التي طال عهدها إلى آخر السلطة الرومانية(3).

الصفحات