أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
المرأة عند الهنود
 
أباحت تشريعات الهنود للرجل أن يعدّد في زوجاته تكثيراً للنسل ولاسيما الذكور، وكانت منزلة الأم عندهم عظيمة،وطاعتها واجبة، واشترطوا على من يتزوج بناتهم أن يكون ابنها الذكر ابناً لوالدها، فان لم تكن له بنت غيرها بالغة، وزوجته لا تلد إلا البنات يبيح هذا الرجل لزوجته أن تستنكح احد إخوانه أو احد أقاربه، لتلد له ذكراً على نحو نكاح الاستبضاع عند العرب، فيدخل عليها من تختاره ليواقعها، وليس لها أن تمتنع عن الاستجابة إليه، كما أوجبوا على أبنائهم أن يتزوجوا وهم في سن الثالثة عشرة، وإلا كان عيباً وعاراً وأوجبوا على البنت أن تتزوج بمن تحب إذا بلغت سن التاسعة من عمرها ،ولا يحقّ لأبيها أن يمنعها من ذلك .
 
وإذا ماتت الزوجة فعلى الزوج أن يبادر إلى الزواج بأخرى ، أما إذا مات الزوج فعلى الزوجة أن تتأيم مدى الحياة، ويحلّ لها أن تحرق نفسها وَجْداً عليه، لتكسب الطهارة من الأدناس، أما إذا لم تحرق نفسها، فإنها تحرم من الزواج والزينة ورغد العيش مدى الحياة، فانظر الظلم الذي تمارسه التشريعات البشرية، وقارنها بشرع ربّ العالمين.
 
وإذا وضعت المرأة جنينها فهي في نظر الهنود ومن يسكن معها غير طاهرين لمدة عشرة أيام ، فلا احد يدخل عليها وعليهم، ولا يخالطهم ،وإذا دخل عليهم الخدم فباللثام يدخلون، وأخيراً فالمرأة الهندية مجردة من التملّك ، فهي وما تملك لزوجها، وله الحقّ في أن يتسرّى عليها بمن شاء من الجواري والإماء(1).
 
المرأة في الصين
 
لم يكن للمرأة في المجتمع الصيني أية قيمة، ولا يجوز للرجال أن يجلسوا إلى النساء ولا أن يتداولوا متاعاً من أمتعة البيت الذي فيه النساء ، لئلا تتلامس الأيدي ، وإذا أرادت المرأة أن تناول الرجل شيئاً فعليها أن تضعه في سلّة وتناوله إيّاه، وهو بالمقابل يفعل الشيء نفسه.
 
كما لا يحلّ لمن تقدّم لخطبة بنت أن يجلس معها على حصير واحد، ولا يأكل من قصعة أكلت منها ،وعلى البنت طاعة أبويها وأخيها الأكبر ،وبعد الزواج طاعة زوجها، وبعد أن تترمّل عليها طاعة ولدها ،وإذا بلغت عشرين سنة من عمرها وجب أن تتزوج ولو بمساعدة سمسار ،ومتى دخلت في بيت الزوجية وجب عليها أن تخدم والدّي زوجها، كما أجازت الشرائع الصينية تعدّد الزوجات ،وسمحت للزوج بالتسرّي بأربع سرارٍ زيادة على زوجته التي لا يسمح له بالاقتران بسواها، وأولاد السراري ينسبون للزوجة الشرعية، ويتساوون مع أولادها ، ونظام التسرّي عند الصينيين يسمح ببيع البنات كالأنعام والحيوانات وانتشر بين الصينيين وأد البنات بعد الولادة لرواج الفقر.
 
والمرأة الصينية تعيش في عزلة، فالبنت منذ الصباح تعزل عن شقائقها ، ولاسيما إذا كانت من الطبقة الممتازة، والنساء لا يخرجن من بيوتهن، ولا يستقبلن رجلاً ، ولذلك كانت البيوت تقسم إلى دور للرجال وحرم للنساء منعاً من الاختلاط(1)
 
المرأة عند اليهود
 
تقتضي النظم اليهودية أن تخضع المرأة للرجل رغبة في النسل، وسمحت نظمهم أن تسبى النساء وتباع وتورث، كما سمحت للآباء أن يبيعوا بناتهم بيع الرقيق، وان يقتلوهن ففي سفر الأمثال(1): امرأة فاضلة من يجدها ؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ ، بها يثق قلب زوجها، فلا يحتاج إلى غنيمة، تصنع له خيراً لا شراً كل أيام حياتها... أعطوها من ثمر يديها ،ولتمدحها أعمالها في الأبواب .
 
وفي سفر الجامعة(2)" فوجدت أحرّ من الموت: المرأة التي هي شباك، وقلبها إشراك ويداها قيود،الصالح قدّام الله ينجو منها، أما الخاطئ فيؤخذ بها، رجلاً واحداً بين ألف وجدت أما امرأة بين كل أولئك لم أجد " والبنت في الشرائع اليهودية لا ترث إذا لم يكن لأبيها ذرية من البنين ،وإذا ما أعطيت شيئاً فهذا آت على سبيل التبرع، فقد ورد في سفر أيوب في الإصحاح الثاني والأربعين قوله : ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض ، وأعطاهن أبوهن ميراثاً بين أخوتهن "وبعض طوائف اليهود تعتبر البنت في مرتبة الخدم،ويحقّ لأبيها أن يبيعها وهي قاصرة، ولا ترث أباها إذا لم يكن لها إخوة.
 
أما المهر بالنسبة للبنت اليهودية فيدفع لأبيها أو لأخيها على انه ثمن لها ،وبعدها تصبح مملوكة لزوجها ، فإذا مات زوجها ورثها وارثه، لأنها جزء من تركته وله أن يبيعها والزواج من الأخت مباح عند اليهود، كما أباحت شرائعهم تعدد الزوجات، وأحلّوا زواج المتعة ، وأباحت قوانينهم الطلاق للزوج ثم للزوجة، وكانون ينسبون الأبناء لأمهاتهم، فيقرن اسم الرجل باسم أمّه لا باسم أبيه لاحتمال أن يدعى لغير أبيه (3).

الصفحات