أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
وهذه أم خارجة عمرة بنت سعد بن عبد الله بن قدار البجلية، من شريفات النساء في الجاهلية ،يضرب بها المثل في سرعة الزواج، فقد تزوجت نيّفاً وأربعين زوجاً، ذكرها ابن حبيب في باب النسوة اللواتي كانت إحداهن إذا أصبحت عند زوجها كان أمرها إليها ، إن شاءت أقامت وإن شاءت تركته وذلك لشرفهن وقدرهن(1).
 
وإذا كانت الأمثال العربية قد أفصحت عن ضرب العرب المثل بوفاء المرأة فإنهم اعتزوا بنسبهم إلى أمهاتهم من نحو: المنذر بن ماء السماء ، وعمرو بن هند، وشرحبيل بن حسنة ، ومعاذ بن عفراء.
 
وعنترة بن زبيبة الذي يقول في أمّه:
 
أنا ابن سوداء الجبين كأنّها ذئب ترعرع في جوار المنزل
 
الساق منها مثل ساق نعامةٍ والشعر منها مثل حبّ الفلفل
 
كما أن بعض القبائل تسمى بأسماء مؤنثة مثل :جديلة ،وعفراء ، ومزينة، وباهلة وبجيلة ، وخندف ،وكان خوف بعض العرب على بناتهم أن يصبن بالفقر بعد موتهم، أو يعاملها عمّها أو خالها أو أخوها بفظاظة بعد موت أبيها ، كان خوفهم يدفعهم إلى تمنّي موتها شفقة عليها ، يقول إسحاق بن خلف ( شاعر جاهلي ).
 
لولا اميمة لم اجزع من العـــدم ولم أقاسي الدّجى فــي حنـدس الظّلم
 
أحاذر الفقر يوماً أن يلـــمّ بهـا فيهتـك الستر عن لحم على وَضـــم
 
تهوى حياتها وأهوى موتها شفقـاً والموت أكرم نزّال على الحـــــرم
 
أخشى فظاظة عـمّ أو جفــاء أخ وكنت أبقي عليها من أذى الكلــــم(2)
 
وبعضهم أعلن انه يحبّ الحياة لان له بنات قاصرات ضعيفات يتمنى أن تطول حياته ليوفر لهن الحماية والحياة الحرّة الكريمة ، فلا يجعن ولا يعرين ، يقول أبو خالد القناني:
 
لقد زاد الحياة إلــيّ حبــّاً بناتـي انهــن من الضعافِ
 
أحاذر أن يرين الفقر بعــدي وان يشربن رنقاً بعد صـافِ
 
وأن يعرين إن كسي الجواري فتبنو العين عن كرم عجافِ(3)
 
ولا يظنن احد أن المرأة في الجاهلية لم تكن على علم بما يتعلق بأدق ملامح الجمال الحسيّ المتعلق بملامح الجسم من الملامح التي تتعلق بالصفات المعنوية، فهذا عمرو بن حجر يرسل امرأة اسمها عصام تخطب له ابنة عوف بن محلّم الشيباني الذي يقال فيه: " لا حرّ بوادي عوف – لإفراط عزّه ، وابنته هذه اسمها أم إياس، وكانت ذات جمال وكمال، فوجّه إليها عصام لتنظر إليها، وتمتحن ما بلغه عنها، فدخلت على أمها أمامة بنت الحرث فأعلمتها ما قدمت له، فأرسلت إلى ابنتها فقالت: أيّ بنية ، هذه خالتك أتت لتنظر إلى بعض شأنك ؛ فلا تستري عنها شيئاً أرادت النظر إليه ، من وجه وخلق ، وناطقيها فيما استنطقتك فيه، فدخلت عصام عليها ، فنظرت إلى ما لم ترعينها مثله قطّ، بهجة وحسناً وجمالاً ، وإذا هي أكمل الناس عقلاً ، وأفصحهم لساناً، فخرجت من عندها وهي تقول : "ترك الخداع من كشف القناع" فذهبت مثلاً ، ثم أقبلت إلى عمرو، فقال لها: ما وراءك يا عصام " فأرسلها مثلاً ، قالت صرّح المخض عن الزبد" فذهبت مثلاً ،قال: اخبريني : قالت: أخبرك صدقاً وحقاً:
 
رأيت جبهة كالمرأة الصقيلة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل المضفورة، إن أرسلته خلته السلاسل،وان مشطتّه قلت عنا قيد كرم جلاها الوابل، ومع ذلك حاجبان كأنهما خطّا بقلم أو سوّدا بحمم ، قد تقوّسا على مثل عين العبهرة التي لم يرعها قانص ،ولم يذرعها قسورة، بينهما أنف كحدّ السيف المصقول ، لم يخنس به قصر ولم يمعن به طول، حفّت به وجنتان كالأرجوان في بياض محض كالجمان ، شق فيه فم كالخاتم، لذيذ المبتسم ، فيه ثنايا غرّ ، ذوات اثر ، وأسنان تبدو كالدّر ، وريق كالخمر، له نشر الروض بالسّحر، يتقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، يقلبّه به عقل وافر،وجواب حاضر ، تلتقي دونه شفتان حمراوان كالورد، يجلبان ريقاً كالشهد، تحت ذاك عنق كإبريق الفضة، ركّب في صدر تمثال دمية ، يتصل به عضدان ممتلئان لحماً، مكتنزان شحماً، وذراعان ليس فيهما عظم يحسّ ولا عرق يجسّ، ركبت فيهما كفّأن دقيق قصبهما ، لين عصَبهما تعقد إن شئت منهما الأنامل،وتركّب الفصوص في حفر المفاصل ، وقد تربع في صدرها حقان كأنهما رمّانتان، يخرقان عليها ثيابها، من تحته بطن طوي كطيّ الطباطيّ المدمجة،كسي عكناً كالقراطيس المدرجة، تحيط تلك بسرّة كمدهن العاج المجلوّ خلف ذلك ظهر كالجدول ينتهي إلى خصر لولا رحمة الله لا نخزل، تحته كفَل يقعدها إذا نهضت وينهضها إذا قعدتً، كأنه دعص رمل، لبدّة سقوط الطلّ ، يحمله فخذان لفاوان ،كأنهما نضيد الجمان، تحملها ساقان خدلجتان كالبردى وشّيتا بشعر اسود، كأنه حلق الزّرد ويحمل ذلك قدمان كحذو اللسان، تبارك الله، مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما ،فأما ما سوى ذلك فتركت أن أصفه غير انه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر" فأرسل إلى أبيها يخطبها.(1)

الصفحات