أنت هنا

قراءة كتاب الفنون التشكيلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفنون التشكيلية

الفنون التشكيلية

إذا انتشر الظلام وتلاشى الجمال والفن بين ثناياه المدلهمة تحوّل الكون إلى عدمية محزنة. وإلى كآبة تامة، يلفّها ضباب الضجر.
وهل يمكن العيش هناك بين تلك الثنايا والبشاعة.
لولا الجمال والحب والفن ولولا الصورة والتعبير.

تقييمك:
4.6
Average: 4.6 (5 votes)
الصفحة رقم: 2
الحياة الإنسانية هي الأرض المشتركة التي يصول فيها كل من الفنان والأديب والفيلسوف. وهنا يكون التعبير عن معانيها تارة بلغة الأدب وتارة بلغة الفن التعبيري أو الرمزي وكلاهما نشاط إنساني يعبر عن رغبة الفنان أو الأديب.
 
وما بين ثنايا طيات الشاعر الأديب أو الفنان المعبر تحليلات لطرفي التجربة الإنسانية الغنية التي تثري واقعنا بالمفاهيم والرؤى وتمدها بمعين لا ينضب من تلك المفاهيم.
 
وبلا شك أن الفنان عنصر إبداعي إنساني وكذلك الفيلسوف والأديب. لأن كل منهما له تجربته الذاتية التي تتعلق بالميول والاتجاهات والرغبات وكذلك ما يحمله كل منهما من مواقف وتجارب.
 
يتم التعبير عن كل ذلك بصورة ممتعة وبراعة متناهية وأحياناً تتحول تجربة الأديب أو الفيلسوف إلى رؤى عميقة الغور تتبلور وتظهر في مواقف أو نظرية، فالاستفهام والاستيعاب هما تجربة كل من الفنان والأديب وهذه التجربة تقود كل منهما إلى تقديم تقنية أو أسلوب إنجاز التعبير وفي هذه الرؤى يلتقي الشاعر والفيلسوف. ومن خلال عالمهما ينطلقان، فالفنون قديماً وحديثاً وكذلك الأدب بينهما حقائق أساسية في الاتجاه العام للروح والأخلاق والمثل والقيم.
 
وحضارتنا هي حصيلة منطقية لإحياء أشكال خارجية كانت تعبر عن مشاعر دفينة وفي عصر سابق وهذا هو السبب في تعاطفنا الروحي مع البدائيين.
 
كذلك تشابهنا الذي له جذور لا مستقبل فيها. وكذلك يحمل بذور المستقبل فنرى أن الرسوم والشعر والأدب هما غذاء الروح ويشعر المتلقي بنشوة تسري في بدنه، لأن الروح الأساسية تعمق وتطهر روح المتلقي.. وهي شبه بمفاتيح ضبط الآلة الموسيقية فالفن والأدب والفلسفة يتطلب أكثر صلابة، أقل استجابة حسية، أكثر استجابة للروح.
 
إن التناغم هو حقيقة الوجود ما بين الطبيعة من ناحية وبين العالم الداخلي للإنسان. وهنالك تماثل طبيعي بين الإنسان والوجود. فالإنسان جزء من الوجود ومن الطبيعة. وهو لعنصر الحيوية لإدامة ذلك الوجود.
 
كما هنالك معادلة موضوعية ما بين الكل والوتر.. والذاتي والموضوعي الذي يكمل معنى الأشياء «تعادلاً وتنسيقاً وجمالاً».
 
وإن الوعي الإنساني وهو مركز الإبداع والخلق الفني والفكري هو المسؤول عن ذلك الاتساق والانسجام في تناغم الكتل.
 
وإن المفاهيم والمواقف الإنسانية لها أهداف عملية في تحسين وتطوير وتعميق وتجميل سبل الحياة.. مهما اختلف الطرح وأساليبه ولكن كلٌّ متفقون في حدود الرؤية، وإن اختلفت درجات الأصالة ومقاييسها وزواياها. المهم كلٌّ يسعى في أسلوبه وفي فلسفته لتعميق الرؤى الإنسانية بمفاهيم تعبيرية جديدة.
 
وسنبرز أهم أوجه التقارب ما بين الفن والفلسفة في دراستنا هذه.. وإن برزت بعض أوجه الاختلاف ولكن لفرض أبرز الترابط الفكري والتناغم ما بين الفكر والفن.. وكذلك تهدف الدراسة إلى اكتشاف النقاط المشتركة ما بين الفكر والفن عامة. والفن بين التقليد والإبداع وخصوصاً منذ القرن العشرين عصر بحث وتجارب وثورات وحروب وإبداعات نجد أن العالم الخارجي مرجع الفن والفنانين.

الصفحات