أنت هنا

قراءة كتاب الفنون التشكيلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفنون التشكيلية

الفنون التشكيلية

إذا انتشر الظلام وتلاشى الجمال والفن بين ثناياه المدلهمة تحوّل الكون إلى عدمية محزنة. وإلى كآبة تامة، يلفّها ضباب الضجر.
وهل يمكن العيش هناك بين تلك الثنايا والبشاعة.
لولا الجمال والحب والفن ولولا الصورة والتعبير.

تقييمك:
4.6
Average: 4.6 (5 votes)
الصفحة رقم: 5
نظرة واحدة فيما حولنا كافية لرؤية آلاف الألوان التي تضفي على الأشياء مميزات خاصة بالإضافة إلى النواحي الجمالية الرائعة.
 
ولا بد لنا الاهتمام بدراسة العناصر المهمة في عملية التصميم التي لعبت دوراً هاماً عبر العصور في المجال الفني والجمالي لدى الإنسان منذ أقدم الأزمان وقد اهتم العلماء بالنظريات التي تهتم بدراسة الألوان سواء في الطبيعة أو في الفن أو حتى كيميائياً حيث تطورت صناعة الأصباغ اللونية وارتبط اللون بعملية التصميم كعنصر مؤثر وفعال يحقق نجاح هذه العملية.
 
إن أي فن هو في الأصل علم.. فلا يوجد فن بدون علم، والأبحاث الجديدة التي تدور حول الألوان لا تتوقف عنده..
 
«لقد استخدم الفنان القديم مواد التربة والمواد النباتية والحيوانية في عمل المساحيق الملونة، وكانت الألوان المشتقة من هذه الأصول ضعيفة في شدتها، كما كانت الألوان النقية نادرة الاستعمال بسبب غلو أثمانها وندرتها. أما في العصر الحديث فقد أحدث العلم ثورة اللون، فمن المستطاع الآن أن نصنع بسهولة الصبغات ومساحيق الألوان الكيميائية التركيبية الثابتة النقية، وهي متاحة على مستوى عالمي وبأثمان معقولة، ولذلك يجد الفنان الحديث مجموعة مختارة من الألوان لم يحلم بها الفنانون القدامى، ويعتبر تاريخ الفنون التشكيلية في جزء منه تاريخاً لتطور المساحيق الملونة.
 
يعتبر اللون من العناصر الأساسية في التصميم، وتساعد دراسته من الناحية النظرية، والخبرة التامة بالمكنيات المواد الملونة، واستعمالها استعمالاً ناجحاً المصمم على اختيار الألوان المناسبة المعبرة.
 
إذا نظرنا حولنا رأينا أن لكل شيء لوناً خاصاً، إن كان العلم يقول هذه الأشياء لا لون لها، ولكنها تمتص بعض إشعاعات الطيف وتعكس البعض الآخر فيكتسب كل شيء لون الإشعاع الذي يعكسه، ونحن نستعمل كلمة لون في هذا البحث ونقصد بها المواد التي تستعمل للتلوين، كما تبدو على سطح الأشياء.
 
إن الألوان ترتبط بمعاني راسبة في عقلنا الباطن نتيجة لخبرات بعضها موروثة في الجنس البشري، أخرى مكتسبة من الحياة والألوان بصفتها خبرة مريئة تزيد ثباتاً ودواماً في عقولنا تزيد على أي خبرات اكتسبناها عن طريق الحواس.
 
وكذلك نجد أن الألوان دلالات معينة وارتباطات بالظروف والأحداث التي مررنا بها في تفسير الأسباب التي تجعل البعض يميلون إلى ألوان دون غيرها».
 
العوامل المؤثرة على العمل الفني
 
هناك عدة عوامل تؤثر على الفنون منها العامل الاقتصادي والعامل الاجتماعي والعامل الثقافي وكذلك الخامات والأدوات المستخدمة في الفن وأيضاً الوعاء الزمني والوظيفة والمناخ. وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر على الفن وفي الدرجة الأولى تأتي الموهبة فلا بد من توفر الموهبة في العمل الفني وأن هذه الموهبة يعطيها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده وأنها تعطي الاستعداد الفطري عند الإنسان بحيث يراعي فيه النسب والتناسب والألوان والظل والضوء. وإن الموهبة كالبركان داخل الإنسان وعندما لا تجد المكان المناسب ولم تخضع للممارسة والتدريب سوف تقتل هذه الموهبة. وكذلك من العوامل المؤثرة على الفنون هو العامل الثقافي حيث يلعب دوراً مهماً لأن عدم الثقافة الفنية تؤدي إلى قتل الإبداع. والإنسان متثقف حتى يصل مرحلة التثقيف.
 
إن الفنان المثقف يشمل معرفته لجميع مجالات الحياة من فنون شعبية وأزياء وثقافات تقليدية وشرط أن يكون ملماً في علم الاجتماع وعلم النفس ومجالات العلوم السياسية والفيزياء والكيمياء. وكذلك عامل الخامة هي كذلك من العوامل المؤثرة على الفن وعلى التكوين البصري. وعند نجاح العمل الفني ووجود الفكرة فلا بد من توفر خامة جيدة لتنفيذ هذا العمل واختيار الخامات المناسبة والجيدة في تنفيذ هذا العمل وانتقاء الأدوات المستعملة في التنفيذ، وهناك خامات متعددة الأنواع في الأسواق المحلية وبحيث يختار المواد الجيدة والتي من الدرجة الأولى وأن الخامة الرديئة تعطي العمل الفني ردائه وعدم الاكتمال. وحتى التزيين عد النساء حيث هناك متخصصين في تزيين الوجه ومتخصصين في انتقاء الخامات الجيدة ليعطي الوجه ويزيده رونقاً وجمالاً. وكذلك المناخ لا تقل أهميته عن باقي العوامل المؤثرة على الفنان حيث إن التكيف بين الفنان وذاته وعدم وجود مؤثرات خارجية تعمل على الفصل بين الفنان وذاته أي توفير له المكان المناسب ومهيأ بشكل جيد، وبذلك تكون حالته النفسية جيدة. وأيضاً الوظيفة من العوامل الأساسية المؤثرة على الفنون وتلعب دوراً مهماً في سير البناء التشكيلي إلى منحنى معين تتلائم مع الوظيفة والخامة بحيث يبلور الذات في لتشكيل وتستخدم الوظيفة في الخداع البصري. وكذلك يعتبر الجانب الوظيفي وترابط مع الجانب الديني مثلاً اتجاه الحمامات في التصميم الداخلي أن لا يكون في اتجاه القبلة وبذلك أصبح ترابط بين العامل الديني والوظيفة بحيث يتخذ الجانب الإبداعي. وهناك عامل آخر هو الوعاء الزمني. لو طلب من أحد الفنانين تصميم ما، ونريده خلال ربع ساعة. وهذا مستحيل لأن لا بد من وجود الخبرة لإنجاح العمل الفني (التصميم المطلوب) وهناك الكثير من العوامل المهمة التي تؤثر على الفن وماهيته.
 
والفن يمثل استجابة وتجسيداً من الفنان لما ينفعل به انفعالاً وجدانياً عميقاً، فالفن في رأي الفيلسوف جود: هو النافذة التي يمكن أن نطل منها على حقيقة الجمال وقد لا يكون هذا تعريفاً حرفياً للفن وإنما تقديم الفن من خلال الوظائف التي يؤديها.

الصفحات